حيدر علييف ، رئيس أذربيجان السابق ، تولى قيادة بلاده الغنية بالنفط على مدى ثلاثة عقود ، لكنه لم يكن محبوبا من قبل الجميع لكنه كان لمعظم السكان القائد الوحيد الذي عرفوه والكثير منهم يكنون له الإعجاب والاحترام ويطلقون عليه اسم «الأب» . واتهم علييف في معظم الأحيان بأنه مسؤول عن الفساد الذي ادى إلى إثراء حلفائه من عائدات النفط بينما يعيش نصف السكان تحت عتبة الفقر . تعتبر بلاده ذات استراتيجية كبيرة لاسيما بالنسبة للغرب. فهي تملك احتياطياً نفطياً كبيراً في بحر قزوين تستغله شركات غربية ، كما تعتبرها واشنطن منطقة فاصلة ودية بين روسيا شمالا وإيران جنوبا. ولد علييف عام 1923 ، وكان جنرالا سابقا في جهاز الاستخبارات السوفياتي «كي جي بي» وأصبح رئيسا لجمهورية أذربيجان بوصفه أمينا عاما للحزب الشيوعي السوفياتي عن أذربيجان قبل أن يصبح عضوا في المكتب السياسي للحزب.
وصل علييف إلى السلطة عام 1969 بتوليه منصب السكرتير الأول للحزب الشيوعي الأذربيجاني في البلد الذي كان جمهورية سوفيتية حينذاك. وقد عزله الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف من السلطة في 1986 مع سياسة الانفتاح التي اتبعها غورباتشيوف، لكنه انتخب رئيسا لأذربيجان بعد استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في 1993 اثر انقلاب عسكري . وكان حكمه يواجه تهما بالفساد وبالتسلط ولكن شعبيته بين الأذربيجانيين كانت مرتفعة وكان مواطنوه يلقبونه بـ«الأب».
وشرع علييف على الفور في تبني اقتصاديات السوق الغربية وحرص على تأكيد التوجه الإسلامي لبلاده متخليا بذلك على كل قيم الشيوعية التي دافع عنها أغلب سنوات عمره.
كان علييف أصيب بوعكة في أبريل 2003 خلال مناسبة نقلها التلفزيون مباشرة، ونقل إلى المستشفى في تركيا ثم إلى مستشفى كليفلاند المتخصص في جراحة القلب بالولايات المتحدة . ولم يظهر في مناسبات علنية منذ شهرين. وتوفي في 18 شوال 1424 (12 ديسمبر 2003) عن عمر يناهز الثمانين في عيادة خاصة في كليفلاند, بسبب اعتلالات في القلب والكليتين.
قال النائب المستقل في البرلمان أنار محمد خانوف إن "موته يأتي وكأن جزءا من أذربيجان اقتطع".
وكان ابنه إلهام علييف قد انتخب رئيسا للبلاد خلفا له في انتخابات رئاسية نظمت في 15 أكتوبر 2003.