حمد بن عيسى آل خليفة هو الحاكم الحالي لمملكة البحرين، وهو أكبر أنجال الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين الراحل. ولد في مدينة الرفاع بمملكة البحرين وذلك في يوم 28 يناير 1950. أصبح أميراً على البحرين في 6 مارس 1999، وملكاً في عام 2002.
فهرس
|
تتضح آثار التربية الأولى للشيخ حمد في تذوقه وفصاحته البادية، والسبب في ذلك يرجع إلى نمط التربية التي تلقاها على يد متخصصين حرص والده على انتقائهم بنفسه، واقتنع الوالد بأن أفضل وسيلة لتقويم لسان الطفل هي تعليمه تلاوة القرآن الكريم، فاستعان في ذلك بكبار المحفظين، وشبَّ الشيخ حمد يعشق الشعر العربي ويتذوقه، وبعد أن انتهى من دراسته الأولية في مدراس البحرين الابتدائية أدخله والده مدرسة "ليز" الثانوية في مدينة كامبريدج التي بها أعرق الجامعات البريطانية.
تقلَّد الشيخ حمد منصب ولاية العهد في سن مبكرة، حيث أصبح الرجل الثاني في سُلَّم الحكم وهو لم يزل في الرابعة عشرة من عمره، فقد أصبح وليًّا للعهد في 27 يونيو 1964
لم يبلغ الشيخ حمد الثامنة عشر حتى زوَّجه أبوه من إحدى بنات عمته في أكتوبر من عام 1968م، الشيخه سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة فأنجب منها ثلاثة من البنين هم:
تخصص الشيخ حمد في دراسة العلوم العسكرية في مدارس وجامعات إنجلترا، فالتحق في 14 سبتمبر 1967م بدورة عسكرية في كلية "مونز" الحربية للضباط بإنجلترا وتخرج فيها في فبراير 1968م.
ثم سافر من إنجلترا إلى ولاية كنساس بالولايات المتحدة الأمريكية في يونيو من عام 1971م؛ ليلتحق بكلية القيادة ورئاسة الأركان، وعرفت الولايات المتحدة الأمريكية بأن السنوات القليلة القادمة ستجعل من هذا الطالب حاكمًا لدولته النفطية الغنية فاهتمت به وأولته حفاوة بالغة في أثناء مدة دراسته، فمنحه عمدة مدينة كنساس وسام الحرية في حفلة بهيجة. وبعد عامين قضاهما الشيخ الشاب في الولايات المتحدة عاد إلى بلاده حاملاً شهادته الجامعية بدرجة الشرف في قيادة الأركان في 26 يونيو 1972م.
تدرَّب الشيخ حمد على قيادة الطائرات الهليكوبتر عام 1977م، حيث تخرج كقائد طيار لهذا النوع من الطائرات في 14 يناير 1978م. لم يخطر على بال أحد أن يوجِّه الشيخ حمد حينما تولى منصب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة عام 1975م اهتمامه بتأريخ أصول سلالات الخيول العربية في البحرين، وشهدت تلك الرياضة في عهده طفرة ملحوظة.
انتقلت اهتمامات ولي العهد من دراسة تاريخ الخيل وتوثيقها إلى دراسة تاريخ الشعب البحريني، فأنشأ مركزًا لتجميع الوثائق البحرينية ونشط في ذلك، فكان يبذل جهدًا في الحصول على تلك الوثائق وتجميعها من الدول التي كانت لها علاقات تاريخية مع البحرين، واهتم الشيخ حمد اهتمامًا خاصًّا بوثائق أجداده العتوب، ونشر ذلك تباعًا في مجلة خاصة أسماها الوثيقة.
في اليوم نفسه الذي أعلن فيه عن وفاة أول حاكم خليجي منذ عشرات السنين، الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين في السادس من مارس من العام الماضي 1999 عقد مجلس الوزراء البحريني جلسة استثنائية نعى فيها الأمير السابق، ونقل مقاليد الحكم لوريثه ولي العهد الشيخ حمد الذي قال في تلك الجلسة: إنه سيسير على نهج الراحل الكبير في خدمة وطنه، ثم أصدر مجلس الوزراء البحريني بيانًا وصف فيه شرعية انتقال السلطة من الأب المُتَوفَّى إلى الابن استنادًا إلى: ".. أحكام الدستور والمرسوم الأميري رقم 12 لسنة 1973م، بنظام توارث الإمارة، والأمر الأميري رقم 4 لسنة 1975م، ينادي مجلس الوزراء بخليفة الشيخ عيسى ولي العهد الشيخ حمد بن عيسى أميرًا للبلاد.
وبعد ثلاثة أيام من موت الأب الشيخ عيسى وولاية الابن الشيخ حمد، تم تعيين الابن الأكبر للشيخ حمد الشيخ سلمان بن حمد وليًّا للعهد؛ لتظل دائرة الحكم في أسرة آل خليفة مكتملة، وتظل العجلة تدور كما دارت منذ قرنين من الزمان هي مدة حكم أسرة آل خليفة للبحرين حتى الآن.
بالنظر إلى آراء الشيخ حمد في العديد من المسائل العربية والعالمية تتضح لنا أبعاده الفكرية، فهو يؤمن أن الوجود العسكري الأجنبي (الأمريكي بصفة خاصة) على أراضي بلاده وفي منطقة الخليج ضمن اتفاق إستراتيجي لم يَعُد أمرًا محرجًا، وإن كان في الوقت نفسه يدعو إلى وجود قوة عسكرية خليجية مشتركة قوية فنيًّا وعسكريًّا،
أما عن الديمقراطية وتداول السلطة فيقول: إن النموذج الغربي لا يصلح لدول الخليج، واقترح في عام 1989م إنشاء برلمان خليجي موحَّد يضم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي،
وعن موقفه من العراق فقد أعلن أنه يرفض تقسيم هذا البلد المهم في خريطة العالم العربي، ويؤمن بالحل السلمي من خلال عمليات التفاوض لإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي، ويدعو في هذا الشأن الفلسطينيين إلى عدم التفريط في حقوقهم التاريخية المشروعة، و
أخيرًا فإنه يعتبر أن دور الدولة في العصر الحديث ينبغي أن يقتصر على حفظ الأمن والاستقرار وتحسين مناخ العلاقات الخارجية لجذب الاستثمارات وإطلاق الحرية للقطاع الخاص؛ ليقوم بدوره في التنمية، وبالنسبة لخلاف بلاده مع دولة قطر حول أحقية كل منهما في السيادة على جزر حوار، فقد فشلت جهود تسوية هذا الخلاف الحدودي الطويل داخل البيت الخليجي أو في إطار البيت العربي، فرفع الطرفان القضية أمام محكمة العدل الدولية وما يزال الطرفان في انتظار حكم المحكمة.
وفي السادس عشر من ديسمبر (2000م) أصدر قرارًا هامًّا سيترتب عليه عودة الحياة النيابية إلى البحرين بعد توقف دام لأكثر من 25 عامًا، وينص القرار على إنشاء مجلسين أحدهما للنواب والآخر للشورى، وإجراء انتخابات نيابية حرة مباشرة في العام (2001م) عقب انتخابات المجالس البلدية التي ستجرى في العام نفسه، وكانت آخر جلسة لمجلس النواب البحريني السابق قد عقدت في عام 1975م قبل أن يصدر والده الشيخ عيسى قرارًا غير دستورياً بحله بحجة أنه يعرقل عمل الحكومة، وقد رحَّبت المعارضة بتلك الخطوة التي من المؤَمّل أن تزيل الاحتقان في الحياة السياسية البحرينية، وتخفف من غلواء المعارضة التي تعتبر الأقوى والأقدم بين دول مجلس التعاون الخليجي والتي أسفرت المواجهات الدامية بينها وبين الحكومة حتى الآن عن مقتل قرابة 33 شخصًا وجرح مئات آخرين على يد قوات مكافحة الشغب البحرينية، والتي يذكر أن الدولة تقوم بعمليات تجنيس واسعة لقبائل وعوائل من أصول عربية وهندية وباكستانية على مدى السنوات القليلة الماضية، وذلك لردع التظاهرات التي يقوم بها المواطنون الأصليون من الشيعة والتي يطالبون فيها بتوسيع دائرة الحريات والديمقراطية.
سبقه عيسى بن سلمان آل خليفة |
حكام البحرين 1999 - الآن |
تبعه - |