ولد الأديب الشاعر حلمي مصباح حافظ ابوشعبان في حي الزيتون بمدينة غزه في فلسطين سنة 1911 ميلادية قبيل الحرب العالمية الأولى التي بدأت وهو في الثالثة من عمره. وقد أرسله والده لكتاب المسجد العجمي القريب وهو في الخامسة من عمره وعندما بلغ حلمي السادسة من عمره أمر القائد العثماني السفاح جمال باشا أهالي غزه في أواسط سنة 1916 ميلادية بالرحيل عنها بالقوة ومن يتخلف يهدم عليه بيته ويحرق . فكان الرحيل من غزه ورحل مع أبيه وأسرته أسوة بجميع أبناء المدينة البالغ عددهم 28 ألف نسمه لجميع قري ومدن فلسطين بل إلى سوريا ولبنان وكان أن رحل حلمي مع أسرته إلى مدينة نابلس واحتل الانجليز وحلفاؤهم مدينة غزه بعد معارك ضارية يوم 7 نوفمبر 1917م بوابة فلسطين ليتم بعدها احتلال فلسطين في 19/9/1918 بالكامل ووقعت تحت ما سمي بالحكم العسكري ثم تحول إلى انتداب بريطاني وصف بأنه مدني .وليعود نصف أبناء غزه من رحيلهم إلى بيوتهم المدمرة .
وهكذا عاد حلمي إلى غزه وفي هذا الجو البائس التحق وهو في السابعة من عمره في خريف 1918 بالمدرسة الرشيدية (مدرسة هاشم بن عبد مناف) الحالية ليتم تعليمه فيها ثم أرسله والده إلى الكلية العربية في القدس .
و كان حلمي غير مجامل وصلب في مواقفه تجاه الاحتلال البريطاني ومحبيه وكان معتدا بنفسه في الوقت الذي يمتلك حسا مرهفا وحبه الملحوظ للفكاهة وأجواء المرح والدعابة الهادفة.
وهكذا بدأ حلمي حياته العملية محررا في جريدة "صوت الحق. مع نهاية العشرينات لصاحبها ومؤسسها الأستاذ المحامي فهمي بك الحسيني حيث كتب الأستاذ حلمي أولى مقلاته التي تندد بالانتداب البريطاني ووعد بلفور.
عمل بعد ذلك حلمي سنة 1930 باشكاتب في بلدية غزه ثم سكرتيرا وأمين صندوق لبلدية غزه سنة 1934.وبقدوم عام 1936 بدأ يقدم برنامج "حديث المساء" في إذاعة فلسطين "هنا القدس" وكان لحلمي جمهورعريض من المستمعين اللذين أحبوا تصديه لتكالب الامبريالية البريطانية المنتدبة والصهيونية المتغلغلة والتزامه بالقيم الوطنية المبنية علي الصدق والجسارة . لم ترق تصرفات حلمي للحاكم العسكري البريطاني ولا للصهيونية التي وعدها بلفور بوطن قومي لليهود فكان إسكاته ومحاولة كسر قلمه و ذلك بمحاصرة منزله في محلة الرمال واعتقاله في معتقل صرفند شمال فلسطين هو ورئيس بلدية غزه فهمي الحسيني وكان معه في المعتقل عبد الحميد شومان مؤسس البنك العربي وذلك في أواخر عام 1938.
ولد ابنه البكر وهو في المعتقل وحين خرج من السجن البريطاني توفي صديقه فهمي الحسيني وزميل نضاله وحزن عليه حلمي حزنا شديدا ورثاه في قصيده طويلة ومؤثره.
اتجه بعد ذلك حلمي إلى التجارة فافتتح أول مكتبه في غزه وأصبح وكيلا لشركة {فرج الله} للصحافة والتوزيع وكان ذلك انعطافا حادا في حياته العملية فاتجه إلى الأعمال الحرة لبيع الكتب والأدوات المدرسية و ألقرطاسيه "المكتبة الهاشمية" حالياً.
وفي منتصف عام 1945م قَدم إلى غزه السيد عبد الحميد شومان مؤسس البنك العربي عام 1930م و وقع اختياره علي الأستاذ حلمي أبوشعبان ليؤسس أول فرع للبنك العربي في غزه وذهب حلمي للقدس حتى إذا ما تم تدريبه علي الأعمال البنكية هناك عاد إلى غزة وعاد السيد شومان في أغسطس عام 1945م ليتم افتتاح أول فرع في غزه ومديره حلمي ابوشعبان.
وفي عام 1946م خاض حلمي انتخابات البلدية ممثلا عن منطقة الرمال وأصبح عضوا في مجلس بلدية غزه .
وجاءت حرب فلسطين والنكبة 1948م وأصبحت غزه خاضعة تحت قيادة الحاكم العسكري المصري ثم إدارة الحاكم الإداري العام المصري وكان حلمي على علاقة جيده مع رجال الإدارة المصرية بحكم وظيفته كمدير للبنك العربي وعضو مجلس بلدي ابتداء من الصواف قائم مقام غزه واللواء عبد الله رفعت حاكم غزه وكان يدون لقاءاته تحت عنوان" من منازلهم" في جريدة غزه التي أسسها الأستاذ خميس ابوشعبان عام 1951م وكان يعلق في مقلاته على الأوضاع المحلية و الاقتصادية والأحوال السياسية في القطاع.
وفي 7مارس 1952م تمت ترقيته بنقله إلى مصر حيث غادر غزة في ابريل سنة 1952م ليتولى منصب مدير البنك العربي بمدينة المحلة الكبرى في مصر.
وبعد شهور قليله من توليه لمنصبه الجديد قامت ثورة 23 يوليه 1952م فأرسل حلمي برقية تأييد للواء محمد نجيب قائد الثورة.
ونظراً للثقة الكبيرة التي كان السيد عبد الحميد شومان يوليها للأستاذ حلمي أبوشعبان ولمعرفته بكفاءته الإدارية كثيرا ما كان يطلب منه إدارة العديد من الفروع في المدن المصرية لإعادة تقويمها وإصلاح أدائها وآداء موظفيها فتولى إدارة البنك في المنصورة ثم بورسعيد ثم القاهرة حتى عام 1963م.
بعد ذلك رجع حلمي إلى غزة مديراَ لفرع البنك العربي ، و أسس له مبنى جديد وهو مبنى (فرع الساحة) حالياَ وظل مستمراَ في عمله حتى نكسة عام 1967م واستيلاء إسرائيل على غزة 5/6/1967م.
وبعد الاحتلال الإسرائيلي لغزة طلبت إدارة البنك العربي والسيد عبد الحميد شومان من الأستاذ حلمي ابوشعبان أن يحضر إلى عمان وعرض عليه أن يستلم إدارة البنك العربي في أبو ظبي ولكنه رفض ورشح لهذا المنصب موظفاً شاباً كان يعمل لديه في فرع غزة وفعلا اخذ شومان قراراً بتعين الشخص الذي رشحه حلمي وظل هذا الشخص مديراً لفرع أبو ظبي وترقى إلى مدير فروع الإمارات وقدم حلمي استقالته وذهب إلى مصر حيث أقام فيها ليكمل أولاده تعليمهم المدرسي والجامعي.
في عام 1972م تم طلب جمع شمل من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لحلمي وعائلته،و بعد محاولات عديدة سابقه تمت الموافقة ، وعاد إلى غزة وعاش فيها حتى وافته المنية فجر الأربعاء 11من يناير عام 1978 ميلادية رحمه الله.
كان رحمه الله شاعرا وأديبا وصحفياً ثائراً من أروع قصائده الوطنية {سنعود، الثائرة ، و يا بلادي، والجلاء} ومن الكتب التي ألفها {أبوجلدة والعرميط ، تاريخ غزة ، ومصرع إسرائيل} وكان بصدد تأليف كتاب سماه "أيام معهم"ولكن للأسف لم يكمله كتب فيه بعض ذكرياته مع من قابلهم في حياته لكن هذا الكتاب لم يكتمل للأسف.'
[1]تاريخ غزه
[2]أعلام فلسطين
[3]موقع حلمي أبوشعبان
[4]موقع حلمي أبوشعبان
[5]موقع بلدية غزه