هو الشيخ حسين الجبعاء الدويش المطيري . والده مطلق بن الجبعاء الدويش كان أحد رجالات الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - واحد افراد المدرسة في مجلس الملك والذي كان يضم بجانبه ماجد بن خثيلة وغصاب بن منديل ونافع بن فضيلة.
فهرس
|
في عام 1375هـ كان حسين بن مطلق بن الجبعاء يقطن في حارة الحنبلي بين العطايف والسويلم مع شقيقيه محمد وزيد وخلال تلك المرحلة تم تشكيل النواة الأولى لفارس نجد حيث شكل أبناء الجبعاء فريقاً (للحارة) أطلقا عليه اسم (النصر) ولم يكن لهما هدف أو دافع سوى حب الرياضة. وبعد أن بدأت ملامح الفريق تتشكل احتاج (زيد وحسين) لتدعيم هذا التجمع بشكل عملي بعد أن اتضحت حاجة الفريق لملعب يومي ورسمي للتدريب، فوقع الاختيار على قطعة أرض مقابل (حديقة الفوطة) وقررا ان تكون هي ملعب الفريق وذكر لنا الشيخ زيد - رحمه الله - أنه انشأ في وسطها (صندقة) لحفظ الكور فيها حتى لا تسرق ومنها بدأ المشوار الحقيقي للنصر.
في ذلك الوقت لم تكن الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد تأسست بعد ولم يكن هناك سوى مكتب في وزارة المعارف يختص بهذه الشؤون وقام زيد وشقيقه حسين - رحمهما الله - بتسجيل الفريق رسمياً في عام 1375هـ في هذا المكتب كفريق من الدرجة الثانية.
نادي النصر الحالي لم يكن ليعرف أو ليوجد لولا الله سبحانه وتعالى ومن ثم ابنى الجبعاء اللذين ساهما في ازدهار الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى ويكفي أن نعرف أن زيد بن الجبعاء وحسين بن الجبعاء هما أول من ساهم في تأسيس هذا الكيان بدعم من شقيقهم الأكبر محمد بن الجبعاء والذي كان متكفلاً بالأمور المادية حيث كان يؤمن الملابس والكور وكل الملتزمات الرياضية التي كان يستوردها من لبنان لأنها لم تكن موجودة هنا بالشكل الكافي.
مع تردد أكثر من اسم كان له اليد المساعدة في تأسيس النادي تأتي الحقيقة التاريخية لتؤكد أن "زيد بن الجبعاء" وأخوه "حسين بن الجبعاء" هما المؤسسين الحقيقيين لنادي النصر رغم بروز اسماء كناصر بن نفيسة الا ان الشيخ زيد - رحمه الله - أكد في حديثه السابق أن (ناصر بن نفيسة) لم يلتحق بهم إلا بعد مضي فترة ليست بالقصيرة من تأسيسه هو وحسين الجبعاء وبعد ان شكل النواة الحقيقية للنصر في تلك الحقبة الزمنية.
نجح أبناء الجبعاء (زيد وحسين) في أحداث نقلة نوعية في تاريخ النادي حينما نجح الفريق في الفوز على شباب الحجاز بهدف سجله (ميزر امان) وحصل النصر على الكأس الذي سلمهم إياه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز أمير منطقة الحجاز آنذاك في عام (1381) لينتقل النصر رسمياً وليصعد من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى ولتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ هذا النادي.
بعد ان استمر أبناء الجبعاء في نادي النصر وبعد الصعود للدرجة الأولى انقطع (زيد وحسين) لظروف خاصة واستلم النادي مجموعة من المحبين له منهم عبدالله مختار واخوه محمد مختار واحمد على وفرج الطلال وقرروا خلال تلك الفترة الذهاب للأمير عبدالرحمن بن سعود في منزله والإلحاح عليه بتولي منصب الرئيس وذلك في عام 1381هـ سيما أن سموه قد منح قبل ذلك الرئاسة الشرفية لنادي النصر وفعلاً تم لهم ولنا ما اردناه جميعاً وهو تولى (أبو خالد) منصب الرئيس.
حسين بن مطلق بن الجبعاء - رحمه الله - لم يكن شريكاً في التأسيس وفي الإدارة فقط بل تجاوز ذلك وشارك كلاعب أساسي في هجوم الفريق لكنه لم يستمر طويلاً حيث فضل الابتعاد واتاحة الفرصة للآخرين في حين اكتفى اخوه الأكبر زيد بالاشراف على النادي ولم يشارك مع النصر كلاعب طوال مسيرته في تلك الفترة ودعمه لجميع المشاركات الرياضية مادياً ومعنوياً حتى قبل وفاته بأيام.
مطلق هو الابن الأكبر للفقيد وقد بدا متأثراً وهو يتحدث عن والده واكتفى بالتأكيد على أن والده ورغم ابتعاده عن الرياضة إلا أنه لم يبتعد عن الدعم للجميع مشيراً إلى أن والده (رحمه الله) كان يتمتع بعلاقات ممتازة مع اغلب الرياضيين ويحظى باحترام وتقدير الجميع.
حسين بن مطلق بن الجبعاء وبعد هذا المشوار الرياضي الحافل فضل الابتعاد ومواصلة الدعم رغم أنه ابتعد عن النصر منذ أكثر من ثلاثين عاماً الا انه ظــل بشهـــادة الجميع داعماً كبيراً للرياضــة وللرياضــيـــيــن حــتى انه تكفل - رحمــه الله - بالمساهمــة في دعـــم مـــدارس بلدتــه (الصداوي) في المنطقة الشرقية بكــل المستلزمات الرياضية الكاملة التي ساهمت في تطوير رياضة المدارس هناك وتميزها عن غيرها وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم بفضل دعمه المتواصل.
انتهت رحلة "حسين" في هذه الحياة يوم الثلاثاء الماضي ولقي وجه ربه الكريم بعد عام واحد من وفاة شقيقه وعضده (زيد).. لكن التاريخ الرياضي للمنطقة الوسطى بقي حياً وشاهداً للاجيال القادمة ليقول ان هذين العملاقين الراحلين هما من قام (فارس نجد) على اكتافهما "يرحمهما الله".. ويبقى السؤال الأخير: كيف سيرد "رجال نصر" اليوم الجميل لأبناء الجبعاء؟!
في يوم الثلاثاء 25/01/1425 غاب عن الدنيا وعن الوسط الرياضي الشيخ حسين بن مطلق بن الجبعاء.ولقد فارق الحياة بسكتة قلبية
المرجع : صحيفة الرياض 29/1/1425هـ