فهرس
|
إن مقاصد وأهداف حركتنا المباركة بإذن الله وتوفيقه نابعة من مبادئنا السالفة الذكر ورامية للمساهمة في ما أمرنا به الله عز وجل في قوله تعالى( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوافيه ) . فمن هذا المقصد الجامع تتفرع مقاصد عملنا داخل الحركة التوحيد والإصلاح ونجملها في
وهو واجب عيني ومسؤولية ذاتية على كل إنسان وأداء لحق الله على عباده، فهي القاعدة لكل خير والأساس لإقامة الدين على أي مستوى من المستويات الأخرى. قال تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) (العصر/1-3).
إيمانا منا بالأهمية البالغة للأسرة في حفظ الدين والخلق، وحفظ الفرد والمجتمع، وفي توفير الأمن والاستقرار والسكينة والمودة والرحمة، فإننا نجعل من أهدافنا الأساسية والمحورية الحفاظ على الأسرة ورسالتها وفق نظامها الإسلامي، والعمل على تحسين وتفعيل وظائفها الاجتماعية والتربوية والدعوية.
إن طاعة الله ورسوله لا تكون في المسجد وحده، بل في المسجد والشارع والجامعة والشاطئ وسائر المواضع التي يتنقل بينها الفرد داخل المجتمع. فإذا قامت العلاقات والمؤسسات داخل المجتمع على تعاليم الإسلام فذلك هو الهدف الثالث الذي نسعى إلى تحقيقه ونساهم مع غيرنا في إنجازه.
الإسلام دين كامل وشامل ولذلك كان من أهداف الإسلام قيام الدولة بحفظ الدين وسياسة الدنيا به. وأهدافنا تبع لأهداف الإسلام نريد ما يريده، فنحن ندعو إلى إقامة الدين على مستوى الدولة، ونساهم في تحقيق ذلك بما نستطيع.
الإسلام ليس دينا خاصا بطبقة أو قوم أو موطن، بل هو رسالة الله إلى البشرية جمعاء (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (الأنبياء/106 ) وإذا كان المنطق السليم يقتضي تركيز الاهتمام والعناية بالأقرب فالأقرب، ثم الذين يلونـهم، ثم الأبعد فالأبعد ، فإن هذا لا ينفي وجوب اهتمامنا بشؤون المسلمين أينما كانوا، فأمة الإسلام لا يحدها تاريخ ولا جغرافية، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
إن المسلمين أينما كانوا أمة واحدة قال تعالى( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) (الأنبياء/91). وتوحيد المسلمين والتقريب بينهم فريضة شرعية وضرورة واقعية قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )آل عمران/103.
إن تحسين أوضاع المسلمين المعنوية والمادية أمر مطلوب وهدف نسعى إليه، إذ لا رهبانية في الإسلام. ولأن الجهل والفقر والمرض والظلم فتنة في الدين والدنيا، فالسعي لتحسين الأحوال المعيشية ماديا ومعنويا هي مقاصد عظيمة من مقاصد الإسلام، وذلك يتحقق في نظرنا من خلال عدة مداخل تربوية واقتصادية واجتماعية وتشريعية.
لقد أعلن الإسلام طبيعته العالمية والبعد الإنساني لرسالته وذلك في قوله تعالى( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) (الأنبياء /105) . وجعل من مقاصد القتال رفع المعاناة عن المستضعفين في جميع البلاد والأمصار )ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا( (النساء/74)
نحن نعتبر نشر الإسلام في العالم هدفا من أهدافنا ومن مسؤوليات كل المسلمين، فالإسلام رسالة الله إلى البشرية قاطبة. يقول الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (الحجرات/13). وأفضل المعروف الذي يمكن للمسلمين أن يقدموه إلى غيرهم هو دعوتهم إلى الله عز وجل.
إن على الدعوة الإسلامية أن تسعى إلى الترقي من إقامة الدين على صعيد الأفراد والأسر والجماعات والدول والحكومات، لتصل إلى بناء حضارة إنسانية راشدة، وفق نموذج قوامه الانسجام بين العلم والإيمان، والتكامل بين التنمية والأخلاق، والتوازن في حفظ كيان الإنسان وتلبية احتياجاته، يستفيد من كل الإنجازات والتطورات الإيجابية الحديثة ويحافظ عليها ويتجاوز السلبيات والانحرافات التي بنيت عليها وبها الحضارة الغربية المعاصرة.
إن المخالطة تجمعنا بأصناف شتّى من الناس، والمبدأ العام في التعامل معهم هو الاستعداد للتعاون على الخير مع مختلف الجهات التي أبدت لذلك استعدادا ما لم يقم مانع معتبر يجعل ذلك التعاون مرجوحا. والمبدأ الأصلي هو التعاون على ما فيه الخير مع أي كان
إن مخالطة الناس ومعاملتهم تفتح آلاف الفرص لدعوتهم إلى الحق والتعاون معهم عليه، وسيرة الأنبياء تشهد أنهم لم ينتظروا مجيء الناس إليهم، بل ذهبوا إليهم يغشونهم في مجالسهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المسلم إذا كان مخالطا للناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) (حديث سنده جيد أخرجه الترمذي).
التدرج سنة كونية، فقد خلق الله سبحانه السماوات والأرض في ستة أيام وهو قادر على خلقهما في أقل من لمح البصر. والتدرج سنة اجتماعية وتاريخية، وكذلك سنة شرعية أمر الله بها نبيه وأتباعه من بعده
ونقصد بها الالتزام بالقرارات التي تتخذها الحركة ومسؤولوها طاعة لله ورسوله وخدمة لدينه ودعوته، ذلك أن الشورى التي تفرز هذه القرارات لا فائدة منها إذا بقيت حبرا على ورق أو بقيت عرضة للجدالات والاعتراضات
ونقصد بالحرية ما فضل الله به الإنسان من حرية في اتخاذ القرار بما فيها القرار المتعلق بمصيره الأخروي (لا إكراه في الدين )البقرة/255، ونقصد بالشورى ذلك الخلق الإسلامي الذي يقابل الاستبداد بالرأي والإعجاب به وليس للشورى مجال واحد بل مجالاتها هي الحياة (وشاورهم في الأمر) آل عمران/159.
عملا بقوله تعالى( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) (المائدة/3). ونقصد به القيام بالدعوة إلى الله تعالى بطريقة جماعية منظمة تأخذ صورة حركة إسلامية ذات هيئات ولجان وأطر ووثائق وبرامج تتحرك في المجتمع وتقوم فيه بواجب البلاغ المبين.
ومعنى هذا المبدأ أننا نرتبط في الأصل بأخوة الإسلام ومودة الإيمان قبل أن نرتبط بعلاقات التعاون والعمل المشترك، وهذا ما يجمعنا ويربطنا بسائر المسلمين الذين يجب أن نتبادل معهم الأخوة والمحبة والتناصح والتناصر( والمومنون والمومنات بعضهم أولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويوتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله،أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )-التوبة/72.
وهي فريضة واجبة على كل مسلم علم من دين الله شيئا قليلا أو كثيرا، يقوم بها في محيطه القريب بين أهله وأقاربه ومعارفه وجيرانه في السكن والعمل ويصل بها إلى الحد الذي يستطيعه قال الله تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )-يوسف/108
( قل إن هدى الله هو الهدى ) (البقرة / 119)، أي أن دين الإسلام عقيدة وشريعة، وأخلاقا، ونظاما، هو وحده القادر علىإسعاد البشرية، والجدير بهدايتها، وقيادتها في طريق الحق والخير والعدل، والكفيل بإسعاد بني آدم في الدنيا والآخرة، قـال تعـالى ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )- الإسراء / 9.
وهو منطلق متصل بالأول غير منفصل عنه، لأن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا صوابا، فإخلاصها أن يبتغى بها وجه الله تعالى وحده، وصوابها أن تكون موافقة للشرع باتباع الكتاب والسنة على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ).
إن أول منطلق نحرص عليه ونتربى عليه ونذكر به على الدوام هو أن نجعل وجه الله هو المراد من حركتنا وسكوننا ومن قولنا وعملنا و ألا نريد إلا الله والدار الآخرة لقوله تعالى (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)-القصص/83
بقدر ما لمسنا شمول الرسالة الإسلامية في منطلقات ومقاصد حركتنا بقدر ما نلمس تعدد وتنوع مجالات عملنا ووسائله في إطار ما يبيحه ويسمح به الإسلام.إن مجالات العمل داخل حركتنا هي أبواب متنوعة لأعمال الخير نفتحها لأعضائنا ولكل المسلمين للتعاون معنا والقيام بما هو مستطاع من أعمال الخير والبر في جو من الأخوة والمحبة والتعاون. إن هذه المجالات هي :
الدعوة الفردية هي التي يقوم بها المسلم بمفرده سواء بمبادرة منه أو من الحركة، وهي من أعمق و أسرع وسائل الدعوة تأثيرا. وبها ينمو التدين في المجتمع ويتوسع وتنشط أنواع الدعوة الأخرى، كما تؤدي إلى إغناء صفوف الحركة بطاقات وكفاءات جديدة. ومن وسائلها النصيحة الشفوية والكتابية والحوار والجدال بالتي هي أحسن والتعليم والتلقين والموعظة والتذكير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوزيع الكتاب وإهداؤه وإعارته وبيعه وفي حكمه المجلة والجريدة والشريط، وغيرها من الوسائل الميسورة للعمل الفردي.
ونقصد بها الأعمال الدعوية التي يتم القيام بها بصفة جماعية أو يقوم بها الفرد وتكون موجهة إلى جمهور الناس. ومن وسائلها الدرس والمحاضرة والندوة والحفلات الدعوية المفتوحة والمهرجانات والزيارات والرحلات والموعظة في مختلف المناسبات.
نقصد منه تبليغ العقائد والمبادئ والأفكار والنظم والقيم الإسلامية، وتحصين المجتمع من كل أشكال الغزو الفكري والسلوكي التي أصبح مجتمعنا ضحية لها على نطاق واسع، وتصحيح الثقافة الموروثة عن عصور الانحطاط بالعمل على إزالة آثارها السلبية المترسبة في العقول والسلوكات.
إن الذي لا يتعلم دينه تكون مداخل الشيطان إليه كثيرة، فقد يدخل عليه الشرك أو الابتداع في العبادة وهو لا يعلم، فبالعلم يميز بين الإسلام والجاهلية والإيمان والكفر والسنة والبدعة والحلال والحرام ..والعلم بالدين وإن كنا نعتبره أوجب العلوم وأشرفها وألزمها لكل عمل دعوي وإصلاحي، فإننا لا نجعله المجال الأوحد لاهتمامنا، بل نعتبر كافة العلوم النافعة ضرورية وداخلة في عملنا وعنايتنا، بحيث نبذل لها ما نستطيعه من توجيه وتشجيع وخدمة وترقية.
والفرق بين هذا المجال والذي قبله هو الفرق بين العلم والعمل أو بين المعرفة والالتزام، فالعلم حتى يكون نافعا لابد أن يظهر أثره على صاحبه.ولذلك فإن التحسن في المستوى العلمي لأبناء الحركة وأبناء المسلمين يتبعه عادة تحسن في مستوى تربيتهم وكفاءتهم إذا كان تعليمهم سليما
إن العمل الخيري بمعناه الشامل في الإسلام عبادة تعم المسلمين كافة كلا حسب طاقته، خاصة ما يتعلق بالجانب المعنوي منه كالكلمة الطيبة والمواساة الشعورية والمساندة المعنوية ونحوها.ويختص الجانب المادي بمن عنده فضل وسعة ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )(الحج/75). وهذا هو دورنا كحركة إسلامية، هو بعث هذه المعاني جميعها في الناس وحضهم على عمل الخير بشتى أنواعه.
ونقصده مختلف الأعمال والمهام الرامية إلى التزام المؤسسات السياسية والممارسات السياسية بالإسلام، بأن تكون متقيدة بالأحكام الشرعية منضبطة بالتوجيهات الإسلامية التي تحكم المجال السياسي. ومن وسائله :
ونقصد به مختلف الجهود والأعمال النقابية التي ترمي إلى إنصاف العمال والمستخدمين والطلاب والحرفيين وغيرهم، وتحسين أوضاعهم والدفاع عن حقوقهم ورفع الظلم عنهم، كما ترمي إلى ترشيد العمل المهني ليتسم أكثر فأكثر بالإخلاص والإتقان والأمانة في العمل، ويتم بروح التفاهم والإنصاف بين أطرافه.ومن وسائله ـ إجراء الأبحاث ونشر الدراسات التي تؤصل للعمل النقابي. ـ اتخاذ إطار قانوني يتبنى التوجه الإسلامي في هذا العمل
ونقصد به جميع وسائل الاتصال الحديثة، فقد تميز عصرنا بتقاصر المسافات وصار العالم أشبه ما يكون بقرية صغيرة، وحلت الوسائل السريعة في التواصل محل الوسائل البطيئة، وتعاظم دور الإعلام في حياة الناس، وصار الأداة الأولى في التأثير عليهم، فأضاف هذا الطوفان الإعلامي مسؤولية جديدة إلى الحركة الإسلامية تتمثل في العمل على بناء إعلام إسلامي قادر على المواجهة والمنافسة، حتى يساهم في إصلاح ما يفسده الإعلام الآخر، ويملأ الفراغ الذي يعاني منه المشاهد والمستمع المسلم ويتجاوز ذلك إلى تصحيح رؤية غير المسلم عن الإسلام.
نرمي في اهتمامنا بهذا المجال إلى العمل على :
تقوم تجربة الحركة في تنظيم مؤسستها على سعي مستمر لترسيخ قيم الشورى والمسؤولية والحرية من جهة، والاستفادة المتفاعلة من الخبرات الحديثة في مجال التنظيم والإدارة والتخطيط من جهة أخرى، بما يضمن انتخاب المسؤولين وتكوين الهيئات وتحديد مهامها واختصاصاتها، ومتابعة عملها ومراقبته وفق قواعد الشورى والمرونة والوضوح، كما يحقق شروط الصياغة السليمة للقرارات والتنزيل المحكم لها. وقد عرفت تجربة الحركة في مجال بلورة تصوراتها التنظيمية وبناء مؤسساتها وأجهزتها تحولات كبرى انتقلت أثناءها من مراحل متعددة، لتصل إلى اعتماد منهج التنظيم الرسالي المفتوح على المجتمع، وقدمت بذلك نموذجا في القيادة الجماعية والتداول على المسؤولية والانفتاح على المحيط. ولقد شكل الحرص على الالتزام بمبادئ الأخوة والثقة والفعالية الذاتية والمبادرة المسؤولة والمحاسبة الشفافة عناصر أساسية في جعل هياكل الحركة ومؤسساتها ولوائحها التنظيمية تحقق أعلى درجات المردودية في تنزيل اختيارات الحركة وبرامجها. وتقوم هيكلة الحركة على فلسفة التخصص الوظيفي، التي تجعل التنظيم العام للحركة يركز على ثلاثة وظائف أساسية هي الدعوة والتربية والتكوين ، مع توجيه الأعضاء والمتعاطفين للإسهام في مجالات الإصلاح المختلفة عبر المشاركة الفاعلة والإيجابية في عدد من الهيئات التخصصية العامة، في إطار قواعد التكامل والتعاون الاستراتيجي والاحترام المتبادل لاستقلالية القرار والمؤسسات.
ينعقد بصفة عادية كل أربع سنوات وينتخب رئيس الحركة وباقي أعضاء الهيئة المسيرة ويقوم أعمال الحركة في المرحلة المنتهية، كما يحدد توجهات وأولويات الحركة في المرحلة المقبلة، ويعد الجمع العام الوطني أعلى هيئة تقريرية.
يعد مجلس الشورى ثاني هيئة تقوم مقام الجمع العام، ويجتمع سنويا لمتابعة عمل الحركة وأداء المكتب التنفيذي والمصادقة على البرامج السنوية.
يمثل المكتب التنفيذي قيادة الحركة التي تضمن تنزيل مخططاتها وفق الأولويات المحددة، وتمثيل الحركة لدى مختلف الجهات، وتحقيق التفاعل الإيجابي مع المستجدات، فضلا عن متابعة عمل الهيئات الأخرى للحركة.