الرئيسيةبحث

حدائق المنتزه

حدائق المنتزه الملكية هي عبارة عن مجموعة من الحدائق المسيجة و مساحتها 370 فدان في حي المنتزه شرق مدينة الأسكندرية في مصر و تطل علي خليج عرف باسم خليج المنتزه و كانت ملكا للأسرة العلوية المالكة السابقة في مصر و يوجد بها 5 شواطئ للسباحة بينها شاطئان خاصان اضافة الي قصر المنتزه الملكي الرئيسي المبني علي الطراز الفلورنسي الايطالي و أيضا قصر السلاملك الذي تحول الي فندق فاخر ( السلاملك بالاس ) اضافة الي كازينو عالمي ، كما يوجد فندق تم بناؤه العام 1964 م. و هو فندق هلنان فلسطين الذي شيد خصيصا لاستضافة القمة العربية في الأسكندرية في نفس العام .[1]

وتتميز حدائق المنتزه بأشجارها العتيقة و أحوض زهور نادرة حيث يتم العناية بمجموعات النباتات و الأزهار المنتشرة في الحدائق .

و قد أقيمت هذه الحدائق منذ أكثر من مائة عام حيث أمر الخديوي عباس حلمي الثاني ببنائها في منطقة كانت مهجورة و منعزلة آنذاك .

يوجد داخل حدائق المنتزه منشأت سياحية أنشئت بعد الثورة المصرية لخدمة رواد الحدائق من العامة و منها مطاعم و مركز سياحي متكامل و ملاعب و شاليهات .

تطل حدائق المنتزه علي خمس شواطئ هي عايدة كليوبترا فينيسيا و سميراميس اضافة الي شاطئ خاص بفندق علنان فلسطين و الذي يحوي مركزا للألعاب المائية و الغوص .

لمحة تاريخية

أعجب الخديوي عباس حلمي الثاني بالمنطقة حين كان يتنزه علي شاطئها برفقة فرقة موسيقية كانت تعزف وقتها و قرر أن تضم المنطقة قصرا و حدائق للاصطياف .

وعن قصة إنشاء حدائق المنتزه ... يقول الدكتور / خالد هيبة مدرس الهندسة المعمارية في كتابه القيّم " الخطط السكندرية " ...

" ..... ويحكي لنا أحمد شفيق باشا رئيس ديوان الخديوي في ذلك الوقت قصة تعمير تلك المنطقة من خلال مذكراته التي أرخ فيها لمصر زمن الخديوي عباس حلمي .. فنجده يوردها تفصيلياً عندما أرخ لأحداث عام 1892م ..فيذكر كيف كان الخديوي أثناء وجوده في الإسكندرية يخرج إلى النزهة في كثير من الأيام مع بعض رجال الحاشية .. حيث كان يصحبه دائماً " أحمد شفيق باشا " وكان غالباً ما يقصد سراي الرمل على آخر الخط الحديدي بالرمل ( بمنطقة سيدي بشر..

و محطة ترام السرايا ومكانها الآن فندق المحروسة للقوات البحرية ).. ومنها يركب وصحبه الدواب إلى جهات مختلفة للتنزه في ضواحي الثغر .. ولاسيما طريق سيدي بشر إلى شاطئ البحر ..... ويورد أحمد شفيق باشا تفاصيل اكتشاف الخديوي لتلك المنطقة ( المنتزه ) فيذكر .. " أنه في أحد الليالي المقمرة أمر الخديوي بإعداد ثمانين حماراً من حمير المكارية لنركبها ليلاً في الصحراء على شاطئ البحر ... وأمر أن ترافقنا الموسيقى الخديوية وعدد رجالها 45 رجلا .. فركبنا .. وركبوا وهم يعزفون بموسيقاهم حتى وصلنا إلى سيدي بشر وبعدنا عنها قليلا .. ولما سمع العربان هذه الموسيقى التي لا عهد لهم بها .. هرعوا إلينا .. فلما علموا بوجود أميرهم (الخديوي ) صاحوا بالتهليل على عادة العربان .. ورافقونا في رجوعنا مسافة طويلة .. ثم عدنا ...... وقد أعجب الخديوي بالبقعة المجاورة لسيدي بشر ألسنتها الجميلة الداخلة في البحر وتسرب الماء بين ثنياتها الصخرية في خرير ساحر فعزم على التوغل فيها لمشاهدتها عن قرب .... ويذكر أحمد شفيق باشا أنهم ذهبوا في اليوم التالي إلى مكان أعجب الخديوي بمنظره تكتنفه رابيتان عاليتان وبينهما ضلع صغير وفي طرفه الشمالي جزيرة صغيرة فقرر الخديوي من يومها إن يكون هذا المكان مصيفاً له وأن ينشىء به قصراً أنيقاً له ( قصر المنتزه )

وكان على إحدى الرابيتين العاليتين مدافع قديمة من عهد والي مصر محمد علي كانت تستخدم لحماية الشواطئ وقتها

( وهي لا تزال قائمة للآن حيث أ قيم أمامها مبنى السلاملك ) .. كما أقام أمامها مزولة ( ساعة رملية )

أما الرابية الأخرى فقد كان بها مركز لخفر السواحل اشتراه الخديوي من الحكومة وبنى مكانه قصر الحرملك ( المبني الرئيسي بالمنطقة ) وأصبح تحفة معمارية نادرة حيث مزج القصر بين العمارة الكلاسيكية و العمارة القوطية وعمارة عصر النهضة الإيطالية والعصر الإسلامي ...

وكان وراء الرابيتين منزل يملكه ثري سكندري من أصل يوناني يدعى ( سينادينو ) اشتراه منه الخديوي .. كما اشترى أرضاً واسعة من الحكومة ومن الأهالي لتكون ملحقات للقصر الجديد لتبلغ مساحتها حوالي 370 فدان زرعت كحدائق ومتنزهاً ...كما اتخذ من الخليج ميناءً للسراي .. وهو الميناء الذي كانت يرسو أمامه اليخت الملكي الشهير (المحروسة)

وأشرف الخديوي بنفسه على تنظيم الحديقة الغنّّاء وأطلق عليها وعلى القصر مسمى واحداً هو ( قصر المنتزه ) .. "

الحدائق و القصر بعد الثورة

استمرت الأسرة العلوية في الاهتمام بتلك الحدائق واعتبارها مصيفاً رئيسياً للأسرة المالكة حتى عصر فاروق الأول آخر ملوك الأسرة العلوية في مصر .. إلى أن قامت ثورة يوليو 1952م. والتي قامت بفتح حدائق وشواطئ المنتزه لعامة الشعب .

أما قصر السلاملك فقد تحول إلى فندق راقي بينما فتح قصر الحرملك في أعقاب الثورة أمام الجماهير للزيارة قبل أن ينضم إلى مجموعة قصور رئاسة الجمهورية ليقيم فيه ضيوف مصر من الرؤساء و الملوك .

في عام 1964م. أقيم فندق أطلق عليه اسم " فندق فلسطين " حيث يطل على الخليج الساحر .. ليشهد إقامة ثاني قمة عربية احتضنتها مصر في الإسكندرية ( من 5- 11 سبتمبر 1964م ) .. وكانت القمة العربية الأولى قد عقدت بالقاهرة في يوم 13 يناير من نفس العام 1964م .

طريق مؤدية لداخل الحدائق

جزء من شاطئ خليج المنتزه و يبدو فندقي " السلاملك بالاس " و " هلنان فلسطين "

قصر السلاملك

مصادر

  1. ^ الشرق الأوسط