الرئيسيةبحث

حاجي خليفة

حاجي خليفة جغرافي تركي, مؤرخ، عارف للكتب ومؤلفيها، مشارك في بعض العلوم, يلقب أيضا بكاتب جلبي و اسمه في الأصل مصطفى بن عبد الله, ولد بالقسطنطينية عام1017 هـ 1609 م في أسرة كاتب صغير يعمل بديوان العسكرية.

فهرس

بيئته و سيرته

بعد أن أنهى التعليم الأولي المعهود آنذاك سلك خطا أبيه فالتحق منذ عام 1032 هـ = 1623 م بالديوان ليتدرب على الأعمال الكتابية و لم يلبث أن شغل وظيفة كتابية متواضعة هي محاسب بوحدات الجيش بالأناضول و بهذا أخذ طرفا في الحملة العسكرية على بلاد الفرس التي لم توفق في حصارها لبغداد في عام 1035هـ = 1626م ، وحضر حصار أرضروم عام 1036هـ-1037هـ


تشرب الثقافة الإسلامية في جميع فروعها الثلاثة و هي الأدب العربي و الفارسي و التركي. و قد أحس حاجي خليفة بعاطفة جياشة نحو العلم فأولاه مخلصا كل جهده و نشاطه ، و منعته أمانته من أن يغمض عينيه عن التأثيرات و الحقائق التي قدمت من الغرب فجهد دائما في أن يفيد منه و لم يخش في ذلك الاتهام بالبدعة أو الإدانة بالزيغ و الضلال ، و رغم ثقافته الشرقية الواسعة لم يرفض المصادر الغربية بل كان على استعداد ليتفهم ما وقع إليه منها عرضا عن طريق الآخرين و ذلك وفقا لمنهجه الخاص و لمفهومه الثقافي ، وهو و إن انتسب إلى عصر يعد بحق عصر تدهور إن لم يكن عصر سقوط تام بالنسبة للثقافة العربية .


اهتماماته

انتظمت معرفته جميع فروع العلوم المعروفة آنذاك و ينعكس تملكه لناصية جميع العلوم المعروفة لعصره قبل كل شيء في مصنفه الضخم ( كشف الظنون ) و هو أشبه ما يكون بدائرة معارف و سجل عام في تواريخ المصنفات المختلفة ، و لديه أيضا مصنفات تعالج المسائل المالية و الاقتصادية و هو قد عالج أيضا التأليف في المواضيع الأدبية و الفقهية ، بيد أن الغالبية العظمى من تآليفه إنما تعنى قبل كل شيء بالتاريخ و الجغرافيا و قلة عدد مؤلفاته التي تتراوح بين العشرين و الثلاثين ترجع إلى أن فترة النشاط التأليفي الفعال لحاجي خليفة لم تكن طويلة فهو قد انتهى من تدوين أول مؤلف له ، و هو مصنف ذو طابع تاريخي كتبه باللغة العربية ، في عام 1051هـ = 1641م ، أما مؤلفه الأخير و الذي يمس أحيانا سيرة حياته فقد انتهى منه قبل عام من وفاته و ذلك في نوفمبر من عام 1067هـ = 1656م . من هذا يتبين لنا أن حاجي خليفة قد استطاع أن يدون عددا من المؤلفات الكبرى التي قفزت إلى أجزاء عديدة في فترة لا تتجاوز الخمسة عشر عاما ، و لعله يمكن تفسير هذا بأن المؤلف قد بدأ في جمع مادته بلا شك قبل ذلك بعهد طويل أي منذ سني شبابه الأولى ثم ظل يزيد فيها على مر الأيام غائصا في مختلف فروع العلم ، زد على هذا أنه قد اضطر مرات عديدة إلى عمل مسودات جديدة لتحل محل القديمة .


مؤلفاته

في التاريخ, له كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون, من أهم الأعمال الببليوجرافية, هذه الموسوعة رصدت ما يقارب ثمانية عشر ألف عنوان من كتب التراث.

مؤلفاته المخصصة للجغرافيا, و عددها أربعة هي : معجمه الببليوغرافي الضخم الذي وضعه باللغة العربية و الذي يحيط بجميع فروع العلم و الأدب ، ثم سفره الأساسي في الجغرافيا العامة باللغة التركية ، و أخيرا مصنفان باللغة التركية يحملان طابعا أكثر تخصصا أحدهما صياغة معدلة لأطلس اوروبي للعصر القريب منه و الآخر مصنف تاريخي يرتبط ارتباطا وثيقا بالجغرافيا الملاحية .


شهرته

يعده بابنجر Babinger أكبر موسوعي (poly histor ) بين العثمانيين, اكتسب شهرة واسعة النطاق معجمه الببليوغرافي الكبير أو lexicon bibliographicum و هو العنوان اللاتيني الذي أعطاه إياه ناشره الأوروبي ، و أهمية هذا السفر كبيرة بالنسبة لجميع فروع العلوم.

مصادر