الرئيسيةبحث

جوفاني دي بيتشي دي ميديشي

جوفاني دي ميديشي
جوفاني دي ميديشي

Giovanni di Bicci de' Medici جوفاني دي بيتشي دي ميديشي (فلورنسا 20 فبراير 1360 - 28 فبراير 1429) . ابن أفيراردو الملقب ببيتشي "Bicci" دي ميديشي . و هو مؤسس الفرع الأوسط لعائلة ميديشي الفلورنسية الشهيرة و القوية ، و مصرف ميديشي الذي كوّن به ثروة كبيرة ؛ والد كوزيمو دي ميديشي ، و جد لورينزو دي ميديشي (الرائع) .

سيرته

جوفاني أحد خمسة أبناء لأفيراردو دي ميديشي و زوجته ياكوبا سبيني . كان والده تاجر صوف ، تحصل فقط في الجزء الأخير من حياته ثروة يمكن القول أنها جعلته ميسور الحال . عند وفاته (1363) قسم الثروة على خمسة بالتساوي مما جعل الصبي الصغير لا يتحصل على الكثير منها . إلا أن عم جوفاني فييري دي ميديشي (إبن عم أفيراردو من الدرجة الثانية) كان غنيا جدا ، لديه أحد المصارف السبعين الموجودة بفلورنسا العصور الوسطى ، و كان واحدة من أكثرها ازدهار . و بفضل عمه تعلم أصول و أسرار المهنة ، وسرعان ما أصبح المسؤول عن فرع روما . عام 1386 اشترى هذا الفرع بفضل ميراثه الضئيل الذي دفعه مهرا لزوجته بيكاردا بويرا ، ثم نمى بدخول شركاء جدد . انتقل المقر عام 1397 إلى فلورنسا برأس مال عشرة آلالف فلورين ، أكثر من النصف بقليل لجوفاني و الجزء المتبقي لشريكيه .

مصارف ذلك العصر تقوم بنشاطها من خلال خدمات الإداع ، و إصدار و تحويل رسائل التغيير (ماقبل الصكوك السياحية) ، و الإقراض ، و الإستثمارات المختلفة . ازدهر مصرف ميديشي أيضا من خلال تشغيل الأموال في تجارة المنسوجات ، و بحلول عام 1408 كان كان له فرعان ، واحد في البندقية و آخر في روما ، بالإضافة لفرع ثانوي في نابولي يتبع روما.

و كان ذلك في روما أكثر مصارفها ربحا ، لأنه في عام 1413 استطاع جوفاني أن يصبح المصرفي صاحب الإمتيازات للحسابات البابوية بفضل صداقته مع البابا يوحنا الثالث والعشرون المزيف الذي مكنه من الوصول إلى نشاطات الغرفة الرسولية . هكذا قام مصرف ميديشي بجمع الأعشار و يقتطع نسبة منها ، زادت هذه الفرصة إلى حد كبير من الثروات المالية للأسرة .

و لكن شبه الاحتكار هذا استمر سنتين فقط لأن في عام 1415 تمت الإطاحة بالبابا مجلس كونستانس و سرعان ما وجد مصرف ميديشي نفسه يتقاسم الإيرادات مع المنافسين ، و من بينهم آل سبيني (أصحاب قصر سبيني فيرون) و آل ألبيرتي .

مع إفلاس مصرف سبيني في عام 1420 استعاد جوفاني الكثير من الامتيازات التي فقدها بجمع الحسابات البابوية ، وهذه المرة بصفة دائمة ، ما أدى إلى ازدهار كبير له و لأسرته .

و بفضل أهمية توقعات المصرف ، و التي اجتازت بكثير 100000 فلورين في السنة ، وبفضل زبائنه المميزين ، تمكن جوفاني من اعادة يوحنا الثالث والعشرون إلى مكنته السابقة ، في الوقت الذي أعلن بابا مزيف و أطيح به : أرسل عام 1419 عامله إلى نورمبيرغ لدفع 30000 فلورين لاطلاق سراحه . بعد وفاته دفن الحبر الأكبر في بيت المعمودية فلورنسا ، في قبر جميل من أعمال دوناتيلو و ميكيلوتسو بتكليف من و ابن جوفاني كوزيمو العجوز (على الأرجح تحية لصديق والده). و أيضا في 1419 قدم جوفاني مبلغا كبيرا من المال لتمويل إعادة إعمار كنيسة سان لورنزو ، و أعمال شهامة سخية رفعته في نظر الفلورنسيين المستفدين منها .


دوره السياسي

رغم ثراءه لم يظهر جوفاني أبدا طموحا لتقلد مناصب العليا ، و لكنه قَبِل مناصب عرضت عليه بكل سرور . مظهرا حكمة حذرة إزاء حسد الآخرين التي ستكون أحد مفاتيح لانتصار ابنه كوزيمو . المناصب العامة التي تولاها :

كما عمل عدة مرات كسفير خلال فترات إقاماته المطولة خارج الأراضي فلورنسية ، كما في البندقية (حتى 1424) و روما ، خلال بابوية غريغوريوس الثاني عشر و مارتينوس الخامس .

لعل مخطط جوفاني السياسي الوحيد إنشاء حزب سياسي يتألف من شخصيات مؤتمنين ، بهم يناور في سياسة المدينة من وراء الكواليس ، و هو المخطط سينفذه بالكامل ابنه كوميزو .

قال مكيافيلي عن دوره السياسي : لم يطلب أي تشريف و كان له كله ؛ توفي ثريا جدا بكنوزه و لكن بسمعة و محبة طيبتين أكثر من ذلك . لقد استطاع جوفاني استعادة سمعة اسم ميديشي ، رغم ما تلطخ به في الماضي من بعض الخونة و القتلة ، و كان المناصب العليا تعطى لرجال مسؤولين و أمناء و كان هو أهمهم حتى هذه اللحظة .

خِلفته

تزوج من بيكاردا بويري منذ عام 1386 ، و له أربعة أبناء.

كوزيمو الملقب بالعجوز (1389-1464) وأيضا لورينزو و يلقب هو أيضا بالعجوز (1394-1440) ، و لكن إبنه البكر فقط ورث ثروة الأب و المؤلفة من 180000 فلورين و مصرف ميديشي و العديد من الأراضي.

و كان له أيضا انطونيو (مات في 1398) و داميانو (مات في 1390) كلاهما توفيا صغيرين .