جمعية الإتحاد والترقي (بالتركية: İttihad ve Terakki Cemiyeti) هي حركة سياسية يهودية ماسونية مدعومة من الحكومات الأجنبية تهدف إلى الإطاحة برجل أوروبا المريض الإمبراطورية العثمانية والحكم الإسلامي القائم فيها. تأسست عام 1894 وصلت إلى سدة الحكم في الدولة العثمانية بعد إنقلابها على السلطان عبدالحميد الثاني (27 نيسان 1909) ومن ثم ورطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى سقوطها وتقاسم الدول الأجنبية لأراضيها.
ومن المعلوم أن قادة الاتحاد والترقي كلهم على الإطلاق من الماسونيين وليس منهم واحد مسلم الأصل أو تركي العرق. فأنور بولندي، جاويد -يهود دونمة, كراسو - يهودي أسباني... وبدأت جمعية الاتحاد والترقي بفرض عملية التتريك على جميع المحافظات العربية وغيرها. ففرضت اللغة التركية في الدواوين والمدارس والمناهج.
كانت سياسات الحكومة الاتحادية بعد خلع عبدالحميد قد مهدت لأمرين هامين : أولهما : تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين وثانيهماً : تفكيك الدولة العثمانية والعمل على إضعافها وتمثلت هذه السياسات والقرارات بما يلي :
1/ بدأوا تغيرات إدراية في فلسطين بعد الانقلاب الأول مباشرة فقبل عام 1908م /1326هـ كان مجلس مدينة القدس الإداري (البلدي ) يتكون من تسعة أشخاص ، ستة من المسلمين وأثنان من المسيحيين ويهودي واحد ، غير أن هذا المجلس البلدي للقدس تغيرت تركيبته في نفس العام 1908م/1326هـ حيث ارتفعت نسبة تمثيل اليهود في المجلس إلى عضوين .
2/تأسست مباشرة بعد الانقلاب عام 1908م/1326هـ في فلسطين ( شركة التطوير الانجلو -فلسطينية ) وهي مؤسسة يهودية في يافا ،ودخلت مباشرة في مفاوضات مع أطراف شبه رسمية بغرض الحصول على أراضي في رفح على الجانب المصري، من أجل إقامة مستعمرة زراعية يهودية هناك .
3/بعد الانقلاب وفي نفس العام عين فيكتور جيكبسون وهو صهيوني روسي المولد وكان يعمل مديراَ لفرع الشركة الانجلو - فلسطينية ببيروت ،عين ممثلاً للمنظمة الصهيونية باستانبول ، حيث أصبح مقره (وكالة صهيونية )في العاصمة العثمانية ويصف أحمد النعيمي دور هذه الوكالة بأنه أصبح مراقبة النظام السياسي الجديد وموقفه من الصهيونية ،إلى جانب مراقبة النواب العرب ونشاطهم في البرلمان العثماني ،والمساهمة في كل الأنشطة الإعلامية التي تخدم الصهيونية إضافة إلى التنسيق مع كبير الحاخامات والبرلمانيين اليهود الأربعة أو الخمسة في العاصمة لصالح المشروع الصهيوني .
4/سمح قائمقام طبرية العثماني لليهود بتكوين حرس خاص بهم ( أي جيش صهيوني جديد ) بدعوى إن الخطر الذي بات يهدد اليهود لم يقتصر على غزوات البدو للمستعمرات - كما كان في الماضي- ولكن كما ذكر فرانك - امتد مع زيادة الهجرة فأصبح هذا الخطر موجوداً في كل أنحاء فلسـطين ، وقد لاحظت جريدة (نهضة العرب ) ذلك واتهمت الاتحاديين بالتفاهم مع اليهود .
5/ في عام 1909م /1327 هـ بدأ اليهود بدعم من روتشيلد أحد أكبر البيوتات اليهودية التي تسيطر على إقتصاديات العالم وتوجه السياسات العالمية ، بتشييد أول مدينة يهودية كبيرة في فلسطين هي مدينة ( تل أبيب ), إلى جانب الميناء الغربي لمدينة يافا وقد وصفتها المؤرخة الإنجليزية المنصفة كارين آرمسترونج بأنها (( اصبحت "واجهة عرض" يهوديتهم الجديدة )) .
6/قامت حكومة الاتحاد والترقي بتعطيل عدد من الصحف العربية المعارضة للهجرة اليهودية إلى فلسطين في عام 1909 م /1327 هـ ،وهي صحيفة الكرمل بحيفا التي قدم رئيس تحريرها إلى المحاكمة بتهمة سب اليهود ، وصحيفة المقتبس بدمشق وصحيفة فلسطين قي يافا .
7/أصدر اليهود طوابع بريدية تحمل اسم هرتزل ونوردو ، وزاد نفوذهم بفلسطين ، دون اتخاذ اجراءات لإبطال خطواتهم .
8/بعد الانقلاب الذي أعاد الاتحاد والترقي للحكم عام 1913م / 1331هـ نشط الصهاينة مرة أخرى بعد أن خاطب الحاخام اليهودي باستانبول والذي انتخب حاخاماً أكبر لتركيا بعد الانقلاب في عام 1908م ، خاطب وزير العدل والثقافة ، طالباً إلغاء جواز السفر الأحمر الذي يعطى لليهود غيرالأتراك عند دخولهم فلسطين ، وإزالة القيود ضد حيازة اليهود لمساحات شاسعة من الأرض خارج المـدن والقرى الفلسطينية ، بدعوى أن هذه الإجراءات (( تجرح وبعمق الحس الوطني والديني اليهودي )) . وقد استجاب الوزير وألغيت كذلك مهلة ثلاثة الأشهر التي كانت تحدد مدة بقاء اليهود الزوار لفلسطين ، بحجة أن ولاة القدس وبيروت العثمانيين قرروا أن هذه الإجراءات لم تحقق الغرض منها .