هي جمعيات بدأ تشكيلها منذ منتصف عام 1918 في المدن الفلسطينية المختلفة وكانت مظهرًا مبكرًا للوعي السياسي المنظم في مواجهة النشاط المنظم للجمعيات واللجان الصهيونية. وجاء تشكيل هذه الجمعيات لجمع شمل الفلسطينيين ولينشطوا في اطارها في سبيل الدفاع عن كيانهم ومركزهم وللسعي لربط مصير فلسطين بمصير سورية الاستقلالي والوجودي. واتخذت الجمعيات الإسلامية-المسيحية رمزًا لها شارة الهلال وبداخله الصليب. وأخذت على عاتقها مسؤولية المطالبة بحقوق عرب فلسطين في وطنهم ومناهضة وعد بلفور في وجه الهجمة الصهيونية والدفاع عن عروبة فلسطين والحيلولة دون عزلها عن الحركة العربية المتمثلة بالثورة العربية وقيادة فيصل. كان اسلوبها في العمل اسلوبًا سلميًّا يقوم على الاحتجاجات الرسمية، ورفع العرائض إلى الجهات الدولية والى السلطات البريطانية والمظاهرات وعقد الاجتماعات. في 27/1/1919، عقدت هذه الجمعيات مؤتمرها الأول في القدس والذي سمي "المؤتمر العربي الأول" . وقد حدد المؤتمر مبادىء الحركة الوطنية في ميثاق قومي تقيد به عرب فلسطين 30 عاما، وقد تضمن الميثاق رفض وعد بلفور والهجرة اليهودية والانتداب الانجليزي وطالب بوحدة فلسطين مع سورية والاستقلال التام ضمن الوحدة العربية. بعد عام 1920 ضعفت الجمعيات الإسلامية-المسيحية وصارت ميدانًا للتنافس بين الفئات الحزبية، ولكن بالرغم من ذلك بقيت هذه الجمعيات حتى نهاية العشرينات، من ابرز التنظيمات السياسية في هذه المرحلة ومن اكثرها تماسكا وظلت تمثل شعب فلسطين منذ بداية الاحتلال البريطاني، وتمارس دورها في تمثيل فلسطين في معظم المؤتمرات والهيئات الدولية.