جماعة العدل و الإحسان جماعة إسلامية مغربية.وهي من أكبر التنظيمات الإسلامية بالمغرب أسسها عبد السلام ياسين، وهو مرشدها العام. اتخذت منذ نشأتها أسماء متعددة من "أسرة الجماعة" إلى "جمعية الجماعة" فـ"الجماعة الخيرية"، لتعرف ابتداء من سنة 1987 باسم العدل و الإحسان، وهو شعارها الذي أخذته من الأية القرآنية: (إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون).
- "العدل والإحسان" جماعة دعوة إلى الله عز وجل "ونحن الدعوة مهنتنا، والدعوة وسيلتها التربية، وسيلتها التذكير، وسيلتها الإنذار، وسيلتها التبشير، وسيلتها الوعظ، وسيلتها التعليم، وسيلتها الإقناع، وسيلتها التي هي أحسن..." الشورى والديمقراطية ص 273. - "العدل والإحسان" جماعة تجديد للدين، تسعى لتكون من المن الذي يجدد الله به الدين للأمة كما ورد في الحديث الذي رواه أبو داود والبيهقي والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" - "العدل والإحسان" جماعة تربية وتوبة إلى الله عز وجل: منطلقنا أن جسم الأمة مريض، ومرضها يسمى فتنة، وهي بحاجة إلى تطبيب وتمريض وتربية بمعنى التربية الجذري -التنشئة والتنمية- (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم( وهذا ما يقتضي أن نعطي الأهمية القصوى لفحص ذاتنا، والنظر في عيوبنا لتمحيص صفوفنا وصقل قلوبنا، وقد روى الإمام أحمد وحسنه السيوطي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإيمان يخلق (أي يبلى) في القلب كما يخلق الثوب فجددوا إيمانكم" وفي حديث آخر "جددوا إيمانكم، قيل وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله". - "العدل والإحسان" جماعة تدافع: الهم السياسي جزء لا يتجزأ من فكر الجماعة وعملها مع التذكير دائما بأن العمل الحزبي والتسابق إلى الانتخابات ومواقع السلطة ليس كل شأننا، بل هو بعض شأننا واهتمامنا مصداقا لقول الله عز وجل: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).
لا ترضى جماعة "العدل والإحسان" بهدف اجتماعي سياسي دون العدل على شريعة الله، ولا ترضى بغاية تتطلع إليها همم المومنين والمومنات دون الإحسان، فقد أورد بن كثير في تفسيره: "قال الشعبي عن بشير بن نهيك: سمعت ابن مسعود يقول:إن أجمع آية في القرآن في سورة النحل (إن الله يأمر بالعدل والإحسان). العدل والإحسان هما أم القضايا وأبوهما في الدين والدنيا، وفي الدعوة والدولة، في المصير السياسي والمصير الأخروي. العدل والإحسان عنواننا في شارع السياسة، له أصالته من القرآن، وله واقعيته من غضبنا؛ لما تنتهكه الطبقة المترفة المستكبرة من حقوق العباد. العدل صلب الدين وحوله تطيف هموم المسلمين وبه بعث الله الرسل والنبيين، وهو عماد العمران، وبدونه يكون عملنا اضطرابا عقيما على وجه الأحداث وعملا غير صالح بمعيار القرآن. الإحسان لتطمئن خطانا إلى الله وخطواتنا في مواجهة الحقائق المرعبة في المجتمع، وبوجوده لن ندعو أبدا إلى الحل الصراعي العنيف. الإحسان في العبادة أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والإحسان في العمل إتقانه وإجادته فقد كتب الله الإحسان على كل شيء، والإحسان في المعاملات أن تحسن إلى الناس؛ ومجموع هذه الدلالات يعطينا مواصفات المومن الصالح في نفسه وخلقه وتعامله مع المجتمع، يعطينا الوصف المرغوب لعلاقات العبد بربه وبالناس وبالأشياء.
1.التنظيم: أول خطوة هي إيجاد الكيان الجماعي المنظم المنوط به القيام بعملية التغيير والمخاطب بـ(يا أيها الذين آمنوا) إيجاد الأمة الخاصة وسط الأمة، فلو أصبح المسلمون فردا فردا على أتقى قلب رجل واحد منهم، ولو اجتهدوا في الأعمال الصالحة الفردية ما اجتهدوا، ثم لم يؤلفوا قوة اقتحامية جماعية لفاتهم فردا فردا درجة الجهاد، ثم لفات الأمة ما فاتهم ولتردت الأمة بترديهم عن الدرجة العالية ولتبدد حاضرها وضاع مستقبلها بتبدد إرادتهم وتشتتها.
2. الفهم الشمولي للإسلام: أسلوبنا الدعوة إلى الله وفق اتجاه تربوي سياسي واضح؛ يشمل الدعوة والدولة، والعدل والإحسان، ويستهدف الفرد والأمة، والدنيا والآخرة، والخلاص الفردي والجماعي.
3. التربية: قانون التغيير الإلهي قائم على التربية، فهي مقدمة الجهاد وشرطه وأساسه، وبالتربية المتكاملة الشاملة العميقة يصبح الإنسان هو الفاعل التاريخي الذي يؤثر فيما حوله "وقل ما شئت بعد أن تحكم مقدمات التربية وأسبقية تجديد الإيمان ويقظة التطلع إلى الإحسان، قل ما شئت عن ضرورة النضج الحركي، وإفشاء الشورى في الصف، وتكتيل الجهود بجمع الفصائل الإسلامية الجادة على مشروع، وعن ضبط التنظيم وتطعيمه بالوعي السياسي ودراسة الأوضاع القائمة، وعن التحالفات المرحلية وشروطها، وعن الخصم في الساحة السياسية أو العصابة المضادة المقاتلة إن كان الابتلاء ألجأ جند الله أن يقاتلوا. كل أولئك مكملات متممات ضروريات. أسلحة علمية ومعنوية وإعلامية ومادية لابد منها. لها الفاعلية التامة إن لم تتنـزل على فراغ تربوي" (حوار مع الفضلاء ص10).
4. العلم إمام العمل: ترتكز ممارستنا على مرجعية فكرية وبناء نظري واضحين، فليست العبرة أن نلتمس أقصر طريق للحكم الإسلامي، ولا أن نلتمس أضمن الوسائل رأي العين فكل طريق غير المنهاج النبوي، وهو السنة، وكل وسيلة لا يقبلها الشرع أمور مرفوضة. العبرة أن نكتشف المنهاج النبوي في التربية، ذلك المنهاج الذي كان عملا باهر النتائج، خرج من مدرسته كبار الصحابة، عظماء الأمة، نخبة الإنسانية بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
5. رفض العنف: نتجنب العنف في القول والعمل لاعتقادنا أن العنف والدعوة لا يجتمعان من جهة، وليقيننا أن ما انبنى على العنف لا يجنى منه خير، ولا يمكن أن يدوم، وخسارته محققة وربحه بعيد الاحتمال من جهة، ولأننا أمرنا في زمن الفتنة -وهذا منطلقنا- حقن الدماء والعفو عن المسلمين.