يتكون أرخبيل "فوكلاند" من أكثر من مائتي جزيرة تغطي مساحة قدرها 4618 ميلاً مربعاً (11690) كم وتكثر بهذه الجزر المضايق والخلجان التي تصلح كموانئ جيدة لإيواء السفن، كما تكثر بها المرتفعات والسهول الساحلية الصخرية الخالية من الأشجار. وتُعَّد جزيرتي "فوكلاند الشرقية" و"فوكلاند الغربية" الجزيرتين الرئيسيتين في هذا الأرخبيل، ويفصل بينهما مضيق "فوكلاند"، وتنتشر حولهما مجموعات من الجزر الصغيرة معظمها مهجور عدا اثنتي عشرة جزيرة يوجد بها بعض السكان وتتصل جزر "فوكلاند" بقارة أمريكا الجنوبية بواسطة سلسلة من الجبال الغارقة تحت مياه المحيط. والحياة النباتية على الجزر تشبه إلى حد كبير الحياة النباتية على القارة، إلاّ أن الجُزر تخلو تماماً من الأشجار التي بُذلت عدة محاولات لغرسها غير أنها فشلت جميعها بسبب الرياح الشديدة المستمرة التي تهب على تلك الجزر.لا توجد أي شواهد تنبئ بأن الإنسان قد سبق له الإقامة على تلك الجزر قبل إنشاء أول مستعمرة بها في منطقة "بورت لويس" عام 1764م بواسطة الرحالة الفرنسي "لويس أنطوان دي بوجانفيل".ومنذ ذلك التاريخ تزايد عدد سكان الجزر حتى بلغ 2392 نسمة عام 1931، إلاّ أن هذه الأعداد أخذت في التراجع بعد هذا التاريخ حتى وصلت إلى نحو 1800 نسمة فقط عام 1981، وهو ما يرجع بالدرجة الأولى إلى صعوبة الحياة على الجزر بسبب قسوة الطقس وقلة الخدمات العامة، فضلاً عن وجود الجزر في مكان ناء وموحش.
فهرس
|
وينحدر غالبية السكان من أصل اسكوتلاندي وايرلندي مع وجود أقلية من أصل اسكندنافي، ولكن الجميع يَدِينون بالولاء لبريطانيا وطنهم الأم، ويسكن ما يقرب من نصف السكان بالعاصمة "ستانلي"، أما باقي السكان فإنهم يقيمون بالمزارع.وباستثناء قطعان عجول وأفيال البحر ومستعمرات طيور البطريق، فإن الحيوانات التي استوطنت الجزيرة قليلة للغاية، وحتى قطعان الماشية التي أحضرها المستوطنون الأوائل وأطلقوها في الجزركي تتوالد نفق معظمها ولم يتبق منها سوى قطعان الخراف التي أصبحت تربيتها وتصدير صوفها مصدر الدخل الرئيسي لسكان الجزروتنحصر وسائل الاتصال التي تربط الجزر بالعالم الخارجي في محطة رئيسية للاتصال اللاسلكي بالعاصمة وأخرى فرعية في خليج "فوكس"، كما توجد خطوط ربط لاسلكية بين جميع المزارع ومختلف أنحاء الجزر، مما يجعلها على اتصال دائم بالعاصمة، كما تقوم الحكومة بتسيير عدد من السفن الصغيرة لأغراض التنقل بين الجزر، بالإضافة إلى بعض الزوارق الخاصة وخط الطيران الداخلي الذي يستخدم طائرات برمائية
تُعدّ جزيرة فوكلاند الشرقية أكبر الجزرالواقعة في الأرخبيل، وتبلغ مساحتها 2550 ميلاً مربعاً (6604 كم 2، وتنتشر في الجزء الشمالي منها سلسلة من المرتفعات الوعرةأبرزها مرتفعات "ويكهام" التي تمتد من الشرق إلى الغرب، ويبلغ أقصى ارتفاع لها 2245 قدماً (684 متراً) عند قمة جبل "أسبورن"، أمّا باقي سطح الجزيرة فهو سهل متعرج تنمو عليه الأعشاب، وليس بالجزيرة سوى محورين تكتيكيين لتقدم الوحدات البرية من الشرق إلى الغرب والعكس، لا تزيد سعة كل منهما عن لواء مشاة، الأول في شمال الجزيرة ويمتد من "ستانلي" إلى "سان كارلوس" ماراً "بتيل" و"دوجلاس"، والثاني شمال خليج "شواسل" ويمتد من "ستانلي" إلى "جوس جرين" ماراً بـ"بلف كوف" و"فيتزوري" و"دارون". وأبرز معالم هذه الجزيرة هي رأس دولفين ويقع هذا الرأس في أقصى الشمال الغربي للجزيرة، وهو عبارة عن شريط رفيع من الأرض يبرز عن الخط العام للساحل في اتجاه الشمال الغربي لمسافة تسعة أميال (14 كم) صخرة "أديستونتقع هذه الصخرة على مسافة تقرب من أربعةأميال في اتجاه الشمال الغربي من رأس "دولفين" ويبلغ ارتفاعها 79 متراً، والبحر مضطرب بينها وبين رأس "دولفين" ويشكل خطورة بالغة على السفن الصغيرة) مضيق "بيركلي" يقع هذا المضيق في أقصى الشرق من جزيرة فوكلاند الشرقية، ويمتد في اتجاه الغرب لمسافة ستة عشر ميلاً (25.7كم) وينتهي إلى مينائي "جونسون" و"بورت لويس"، وهما مرسيان جيدان حيث تبلغ الأعماق عند مدخليهما ما بين 18.3 و 36.6 متراً، ثم تقل داخل المينائين إلى ما بين ستة أمتار و12 متراً مضيق "ويليم يقع هذا المضيق جنوب مضيق بيركلي ويوجد به ميناءا "ستانلي" و"ويليم"، ويتم الدخول إليه من نقطة "منجيري" ورأس "بمبروك" على الطرف الشرقي لشبه جزيرة رملية بيضاء تشكل الجانب الشرقي للميناء وتوفر مَرْسىً جيداً يحمي من الرياح الغربية السائدة، ويقع مدخل ميناء "ستانلي" في الجزء الجنوبي من ميناء "ويليم"، ويبلغ عدد سكانه حوالي ألف نسمة ميناء "سان كارلوس" يقع هذا الميناء على الساحل الغربي لجزيرة "فوكلاند الشرقية" شمال غرب جبل "أسبورن"، وهو ميناء آمن وفسيح وخالٍ من العوائق الملاحية تقريباً، وينقسم جزئين على مسافة ميلين ونصف من المدخل، حيث يتصل نهر "سان كارلوس" بأحد أجزاء الميناء، وهو صالح للملاحة بالنسبة إلى السفن الصغيرة لمسافة 3 ـ 4 أميال ولمسافة ستة أميال
تأتي هذه الجزيرة بعد جزيرة "فوكلاند الشرقية" من حيث المساحة والأهمية، وعلى عكس الجزيرة الأخيرة فإن مرتفعات جزيرة "فوكلاند الغربية" التي أبرزها مرتفعات "هورنباي"، تمتد بمحاذاة ضيق "فوكلاند" من اتجاه الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وتبلغ أقصى ارتفاع لها عند قمة جبل "آدم"، حيث تبلغ تلك القمة 2290 قدماً (698 متراً). ويُعد ميناء "هوارد" من أبرز معالم جزيرة "فوكلاند الغربية"، وهو يوفر مَرْسىً جيداً للسفن الكبيرة، حيث تبلغ أعماقه 4-5 قامة (7.3-9.1 متراً).
تقع هذه الجزيرة في أقصى الشمال الشرقي لجزيرة "فوكلاند الغربية" ويفصلها عن الأخيرة مضيق "ببل". وتمثل قمم مرتفعات "ببل" علامات واضحة للتعرف على هذا الجزء من الساحل الذي يخلو من المراسي الجيدة، إلاّ أن مضيق "ببل" يمكن أن يوفر مَرسى جيداً للسفن المحلية الصغيرة فقط، نظراً إلى الجزر الصغيرة والمياه الضحلة التي تعوق الملاحة فيهيمتد مضيق "فوكلاند" من جنوب مضيق شمال "فوكلاند" حتى جزيرة "سبيدول" لمسافة خمسين ميلاً (80كم) فاصلاً بين جزيرتي فوكلاند الشرقية وفوكلانـد الغربية، ويبلغ عرضه عند طرفه الشمالي نحو ميلين ونصف (4 كم)، إلاّ أنه يتسع في اتجاه الجنوب الغربي ليبلغ ثمانية عشر ميلاً (29 كم) عند طرفه الجنوبي، وتنتشر في هذا المضيق العديد من الجزر التي أبرزها مجموعة جزر "سوان" في الوسط ومجموعة جزر "نيس" في الجنوب، كما تقع جزيرة "رجلز" عند الطرف الجنوبي الشرقي للمضيق تحيط بها رقعة من الصخور يبلغ ارتفاع الماء فوقها 180سمالأحوال الجومائية السائدة في منطقة "فوكلاندأ
بشكل عام يتسم الطقس في منطقة "فوكلاند" بالتقلب، حيث يمكن مشاهدة كل فصول السنة في يوم واحد، وفي معظم الأيام تسود الرياح التي لا تقل سرعتها عن 15 عقدة (27 كم في الساعة). وعندما يكون البحر هادئاً يصبح منبسطاً تماماً، إلاّ أنه يمكن لهذا الهدوء أن يتغير بسرعة ليفسح المجال للأمواج العالية التي يزيد ارتفاعها في كثير من الأحيان عن عشرين قدماً (ستة أمتار) تصاحبها رياح تصل سرعتها إلى 30 عقدة (54كم في الساعة).ومع حلول الشتاء في جنوب الأطلنطي، فإنه يجلب معه في منطقة "فوكلاند" طقساً قارس البرودة مصحوباً بسلسلة متعاقبة من العواصف القطبية والرياح الشديدة، والضباب والثلوج والبرد والأمطار، ويصبح شائعاً ارتفاع الأمواج ما بين 30 و40 قدماً (9ـ 12متراًحرارة الجو والرطوبة يبلغ متوسط درجة الحرارة صيفاً في ميناء "ستانلي" 50 درجة فهرنهيت، وتقل عن ذلك في مناطق الساحل الغربي، حيث تصل درجة الحرارة إلى 47 فهرنهيت، ويبلغ معدل التفاوت اليومي في درجات الحرارة حوالي 12 درجة فهرنهيت. وتزداد نسبة الرطوبة في رأس "بمبروك"، حيث يصل متوسطها 80% صيفاً و88% شتاءً، بينما يصل متوسط التباين اليومي حوالي 10% صيفاً و5% شتاءًالرياحالرياح السائدة في المنطقة هي الرياح الغربية العاصفة، التي تميل لتكون جنوبية غربية في الصيف، وشمالية غربية في الشتاء، وتقل سرعة الرياح بصفة عامة في الليل عنها في النهار، وقد تهب بعض الرياح الشديدة فجأة.وتمر معظم المنخفضات الجوية إلى الجنوب من جزر "فوكلاند"، مما يتسبب في حدوث عواصف فيما بين اتجاه الشمال والجنوب الغربي، غير أنه في بعض الأحيان يمر مركز العاصفة بجوار أو فوق الجزر متجهاً نحو الشمال الشرقي أو الشرق، وفي هذه الحالة قد تصل سرعة الرياح الشرقية في جبهة المنخفض إلى قوة العاصفة وتصحبها أمطار غزيرة، أما العواصف الجنوبية فتسبب هياجاً شديداً في البحر بعيداً عن السواحل الجنوبية، وقد يحدث ثمانية عشر منخفضاً جوياً بين شهري إبريل وأغسطس، وأثناء حدوث المنخفضات العميقة صيفاً أو شتاءً يستمر هبوب الرياح التي تبلغ قوتها 7 بمقياس "بيفورت" أو أكثر ما يقرب من يومين تتكون السُّحُب الكثيفة فوق جزر "فوكلاند"، وتظل السماء غائمة طول العام، وقد تكون السماء أكثر غياماً على السواحل الغربية المكشوفة، وتكون السماء في أصفى حالاتها قرب منتصف الليل، بينما تكون في أسوأ حالاتها عند شروق وغروب الشمس، وعادة ما يحدث هبوط في درجة كثافة السحب عند منتصف النهار الأمطار والثلوج يبلغ المتوسط السنوي للأمطار فوق ميناء "ستانلي" 26 بوصة (66 سم) ويزداد المتوسط عن ذلك المعدل على الساحل الغربي المكشوف وتتوزع كثافة الندى بشكل جيد على مدار العام، إلاّ أنه يبلغ أعلى درجاته صيفاً وأدناها في الربيع.وتتساقط الأمطار فوق ميناء "ستانلي" بغزارة شديدة بمعدل مرة واحدة في الشهر، فيما بين شهري نوفمبر ومايو، وبدرجة تقل عن ذلك في باقي شهور السنة، ويزداد هذا المعدل بالنسبة إلى السواحل الغربية للجزر، كما تكون الأمطار مقترنة بحدوث المنخفضات الجوية.وتتساقط الثلوج ما يقرب من عشرة أيام شهرياً خلال الشتاء. أما الثلوج الدائمة فإنها تقع على ارتفاع ألف متر فوق سطح البحر، كما يمكن مقابلة أعداد كبيرة من جبال الثلوج في المناطق البحرية الجنوبية والشرقية والشمالية من جزر "فوكلاند الضباب ووضوح الرؤية رصد الضباب عند رأس "بمبروك" بمعدل3 - 4 أيام في الشهر طوال العام ويبلغ أقصى معدل لتكراره في الساعة الرابعة صباحاً وأدناه حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر صيفاً، أمّا شتاءً فلا تغيير في معدلاته.
الأحداث الرئيسية