الرئيسيةبحث

جباتا الزيت


25 نوفمبر, 2007, 11:05:49 ص

فهرس

قرية جباتا الزيت

وهي إحدى قرى الجولان السوري المحتل ، جباتا كلمة أرامية قديمة وتعني التل المرتفع أو الهضبة، والزيت نسبة لكثرة أشجار الزيتون المتناثرة في أراضيها ،وتمييزاً عن بلدة جباتا الخشب.

الموقع والحدود

تقع قرية جباتاالزيت عند بداية أعضاد جبل الشيخ المشرفة على سهل الحولة ،و يحدها من الشمال جبل الشيخ ويفصلها وادي العسل عن بلدة شبعا اللبنانية ومن الشرق أراضي بلدة مجدل شمس ومن الجنوب أراضي بلدة عين قنية ومن الغرب بلدة بانياس . وطريق الوصول إليها : القنيطرة ثم مسعدة فبانياس فجباتا الزيت.

وترتفع عن سطح البحر 1000م ،ويحيط بها بضعة هضبات ووهدات فجبل عريض أبو سويد يقف في شمالها ويبلغ ارتفاعه 1532 م ويعد أحد منحدرات جبل الشيخ ،هضبة الحدب وتقع في غربي القرية ، وفي جنوبي القرية جبل عريض العين ، القرية تبعد عن جبل الشيخ (7.9 كم) وهناك أقام اليهود منتجع للتزلج ومدرسة لتعليم التزلج ( منطقة مرج عبدالله ) والمقاعد المرتفعة التي تنتهي في البلدة ، وتبعد عن جبل الروس (8.1 كم ) وعن جبل السماق (7.2 كم ) وعن جبل الحواريت ( 9.7 كم ) وتبعد عن مجدل شمس (3.4 كم )وعن مسعدة ( 5.3 كم ) وعن عين قنية (5.3 كم ) وعن بانياس (6.5 كم )وعن عين فيت (7.3 كم )وعن زعورة (8.4 كم). قلعة النمرود تبعد عنها (3.6 كم ) مزرعة وجبل الصيرى (5.1 كم ) أما وادي العسل فيبعد عنها (9.2 كم ) وتبعد عن تل العزيزات (9.2 كم ) وتبعد عن بحيرة طبريا (45.2 كم ) تبعد عن مدينة القنيطرة ( 21كم).

الزراعة

وجباتا ذات تربة كلسية ، تجود فيها زراعةالزيتون المشهورة باشجارها القديمة ،وزراعة اللوزيات, والكرمة والتين ، وتنتشر بيادر القمح مثل بيادر الشيخ مصطفى وبيادر عين بشارة ، وجادت زراعة التبغ وخاصة في الصيرى وجبل قلعة النمرود غير أن الدولة أوقفته ؟؟؟ وكان يوجد في القرية ثلاث معاصر للزيت ومعصرة قديمة للدبس والزبيب ، ومن منتجاتهاالرئيسية الفحم ، كما أشتهرت بتربية الأبقار والماعز التي كانت تدر جبناً ولبناً طيببين, وتقدر عدد المواشي سنة1967 حوالي ثلاثين ألفاً من الماعز وأكثر من ألف رأس من البقر الجولاني ومئة رأس من الخيول العربية الأصيلة ، ،ويوجد فيها نحو 700 هيكتار من الغابات والأحراش بالأشجار المتنوعة وخاصة ( السنديان أو البلوط ذو الورق المنشاري الدائم،الزعرور,والملول, والبطم ،والقندول ،والإجاص البري والخوخ وشجيرات مثل دوالي العنب البرية والقنداليا (العكوب) والعرعر والعبهر والريحان وغيرها..) والجدير ذكره أن الحكومة السورية قامت في عام 1950 بأحداث حرج نموذجي وغرست الصنوبر المثمر والآكاسيا وسيانوفيللا واللوز ومثله في قرية مسعدة.

تكثر فيها الأودية ففي غربي البلد وادي صعب القادم من جبل الشيخ و وادي السكاوي الذي يشق طريقه جنوبي هضبة الحدب ثم يتجه غرباً نحو القلعة وهناك يلتقي بوادي الدفلة القادم من جنوبها ليشكلان وادي الخشبي السحيق وسط الصيري وقلعة النمرود المطلة عليه من الجنوب على أرتفاع 816 م ويتابع الخشبي سيره حتى يلتقي بنهر بانياس, هذا الوادي يبدء من ارتفاع يزيد عن 2000م من سفوح جبل الشيخ ثم يتجه نحو الجنوب الغربي شمالي قرية جباتا الزيت وبعدها يتجه غرباً وهناك نفق سري من القلعة وينحدر إلى وادي الخشبي, و من مبدئه وحتى بلوغه نهر بانياس يقطع الوادي مسافة 7 كم و يصبح منسوبه 342 م3.

وفي عام 1944 مدت شبكة المياه من نبع عين القيقان ونبع عين الحياة الواقعة شرقي القرية على الطريق القادم من القنيطرة ، ومن العيون عين بشارة وعين اللبنة وفي جنوبي البلدة موقع عين الريحان البهيج والذي يعد من المتنزهات الخلابة ، وعند موقع الشيخ عثمان غابة كثيفة من أشجار البلوط والصنوبر والتي تعد وقفاً للمزار المذكور ( بعد حرب حزيران قام أهل عين قنية بتحسين مقام الشيخ عثمان الحزوري بوصفه النبي حزور وفقاً لعقيدتهم ) وفي البلدة مزار للشيخ يوسف ( ؟ ) ومن الأماكن الجديرة بالذكر مغارة المكحلة ( المكاحل ) في جبال شعب أبو قداح غربي البلدة وهي عبارة عن منجم لكبريت الرصاص ( عرق من معدن الغالن الموجودة في صخور الدولومي الجوراسية لجبل الشيخ) و كان الأهالي يستخدمونه كحلاً للعيون وقدكان يباع في لبنان ، واليوم تعج المكاحل المذكورة بالسياح من كل أنحاء العالم .

الحالةالأدارية

تتبع قرية جباتاالزيت من الناحية الإدارية إلى ناحية مسعدة، محافظة القنيطرة( بتأريخ 21/12/1957 صدر القانون 496 القاضي بضم قضاء فيق إلى قضاء القنيطرة وشكلا محافظة القنيطرة ومركزها مدينة القنيطرة ، واليوم مركزها مدينة البعث الواقعة جنوبي خان أرنبة ).

في بداية القرن الماضي كان يوجد فيها مدرسة ابتدائية كانت تعد من أجمل وأكبر مدارس الجولان و تقع على نشز يعلو عن مستوى القرية وكان يدرس فيها أبناء مجدل شمس ومسعدة وبانياس وزعورة وعين قنية ، ومدرسة للبنات في بناء مستأجر ،وتعد نسبة التعليم أكثر من 70% عام 1950 ، وفي القرن الماضي أشتهرت بكثرة المهاجرين إلى الأمريكيتين وبرز فيها العديد من الوطنيين والمثقفين ،وفي عام 1952زارها الزعيم جميل البرهاني قائد الحامية السورية فعمل على شق طريق معبدة تصلها بمدينة القنيطرة ، وبنفس السنة المذكورة زودت البلدة بمولد للكهرباء فأنار كل أنحاءالبلدة. مساكنها قديمةجداً مبنية من الحجارة الكلسية و بعضها مبني من الطين ، وبعضها من القرميد، ثم شهدت البلدة نهضة وانتشرت فيها المساكن الإسمنتية.. كتب عنها مستشرق إفرنسي أثناء الأحتلال الفرنسي ،كما كتب عنها المرحوم أحمد وصفي زكريا(الريف السوري ج2 )

العائلات التي سكنت البلدة

العاص، طه، الزغلول، بدران ، عباس, حمادي ،غانم ، حروق ،عساف ، طالب ، عمر ، أسعد ، حبش ، الحوراني ، فرح ،الشيخ ، يونس ، شاهين ،الحاج, القادري,راجحة, نور الشيخ خالد, مرعي, يحيى, الشبعاني ، الغريب, كان يوجد في البلدة مجلس المخاتير الذي كان يسمي خطيب المسجد والمؤذن والنواطير وأعيان البلد, و يوجد في القرية مسجد بني في عام 1888م وأعيد ترميمه سنة 1961م وكان المرحوم هاني فياض أمام المسجد ويساعده المرحوم أسعد هزيمة مؤذن المسجد, ولكن العدو دمره ومقبرة للمسلمين أيضاً دمرها العدو وأقام على أنقاض البلدة موشاف نيفي أتيف ، وكذلك كنيسة ومقبرة مسيحية ومن العائلات المسيحية بيت فرح، جبارة، أبو سمرة وبيت بدورة ، طعمة وغيرها,.

تاريخ القرية

وتعد جباتا موغلة في القدم, ولايعرف زمن تأسيسها بالتحديد ولكن من المؤكد أن البلد قديمة مع قدم بانياس وتحتوي بعض الأثارات التي عثر عليها في القرية على العهد الآرامي والعهد الروماني البيزنطي نسبة لبانياس ولعل منطقة الخربة(مملكة فيلببس البيزنطية) وبئر نصوبا شمال غرب جباتا" منطقة وادي حلاوة" شاهد على قيام الحضارات القديمة, وكذلك حزور القريبة من قلعة النمرود ،وتاريخ القرية مرتبط بتاريخ قلعة الصبيبة(النمرود).

وفي عام 1934، وقع خلاف بين سكان جباتا الزيت وشبعا اللبنانية بسبب ورود مواشي بلدة شبعا للسقي من بركة مرج المن التي تبعد 7 كلم شمال غرب قرية جباتاالزيت وبسبب الرعي في حرج كرم الشومر الواقع على بعد 3,2 كلم غرب جباتا، والمكانان واقعان شرق وادي العسل, قتل على أثرها أحد أبناء جباتا ، فتدخل ضابطان فرنسيان في وحدات الخدمات الخاصة لشؤون الحدود، الأول النقيب ماي وكان مسؤولاً في منطقة مرجعيون، والثاني الملازم الأول لاكروا وكان مسؤولاً في القنيطرة، وأجريا مصالحة انتهت باتفاقيتين مكتوبتين تحظر رعاة شبعا من أستخدام بركة مرج المن كونها من أملاك جباتا,وذلك بحضور قائمقام القنيطرة ،ومخاتير القريتين المعنيتين وأعيانهما. وقد جاء في تقرير الضابطين المرفق بالاتفاقيتين (المرسل إلى كل من مندوب المفوض السامي في دمشق والمستشار الإداري في لبنان الجنوبي)، إن وادي العسل يشكل الحد الفعلي بين لبنان وسوريا،ولما تعرض الوطن للأضطهاد التركي كان لثوار جباتا الزيت شرف الجهاد ضد الأتراك وكان المجاهد أسعد العاص مع المجاهد أحمد مريود قد شاركا في المعركة الفاصلة ضد الأتراك وكانا ممن أستقبلا الأمير فيصل لدى وصوله الكسوة واستمر الجهاد ضد الإفرنسيين في حاصبيا ومرجعيون ، وكان للمجاهد شريف شاهين شرف الهجوم على موكب الجنرال غورو القادم لزيارة القنيطرة ، ولما أستشهد أحمد مريود آثرالسيدالمجاهد شاكر العاص متابعة الجهاد خلف صهره وذهب بمئة مجاهد من جباتا إلى جبل الدروزوشارك بمعارك الثورة السورية الكبرى وضحى أهل جباتا الزيت بكل نفيس وغالي لأجل الوطن نكالاً ببعض المغرضين المشككين بالتاريخ النضالي للبلدة... ،و كان العديد من شباب البلد ممن ضحوالهذاالوطن ،ففي حرب فلسطين 1948 قدم أهل جباتا شهداء : الشهيدعلي حسين الشيخ والشهيد شفيق شاكر جبارة الذين أستشهدا في تل العزيزات يوم19/07/1948 والشهيد سعدو سعيد زغلول الذي أستشهد في كعوش خان يوم 20/05/1948 .

أما حرب 1967 فقدم أهل البلد الكثير من التضحيات : * الشهيد طالب حمدان طالب والشهيد محمد محمود طه والشهيد محمد فارس غيظة والشهيد علي حبش والشهيد محمد مصطفى مرهج . في تل الفخار جرت معركة بطولية خسر فيها العدو الصهيوني أكثر من 30 قتيلاً ،وأكثر من سبعين جريحاً, جرت المعركة البطولية يوم 9حزيران 1967 ودافع جنود التل بقيادة الملازم أول أسعد بدران وكانت ملحمة تمسك الجنود بالتل حتى نفذت ذخيرتهم وصار الأشتباك بالسكاكين والأيدي وأرتوى التل المنيع بدماء الشهداء وأصيب السيد أسعد بطلقة بفخده وزحف نحو جباتا مع من بقي من الجنود ، ويعترف العدوبضراوة المعركة وهزيمته هناك, وأنه لم يجابه مقاومة كتلك التي جرت بتل الفخار !!!!! وفي هزيمة حزيران 1967،أحتل العدو البلدة فدمرت البلدة ونزح أهلها إلى أطراف الشام وسكنوا في مخيم اليرموك وجديدة عرطوز وغيرها... وبحرب تشرين 1973كان من الشهداء : الشهيد شاكر قاسم طه والشهيدأحمدحمدان طالب الشهيد أحمد الغريب

قلعة النمرود( الصبيبة العربية )

قلعة النمرود واسمها العربي هو قلعة الصُبَيْبَة ومعناها تصغير من الصبة وهي مربض الخيل ،قامت هذه القلعة فوق صهوة جبل شاهق ذي منحدرات عمودية صعبة هو جزء من الأعضاد الأولى لجبل الشيخ تتبع قرية جباتا الزيت وترتفع عن مستوى البحر 816م وتطل على بانياس والحولة ولذلك كانت من المواقع الأستراتيجية في بطون التاريخ. ان الاسم المتدوال (النمرود ) إعتباطاً نسبة لرواية دينية بأن ملك جباراً يدعى النمرود كان يسكن في القلعة وهو الذي ألقى بسيدنا إبراهيم في النار (فكانت برداً وسلاماً على إبراهيم ) ولشدة غروره بعث الله بعوضة دخلت في أنفه فنخرت رأسه ومات بكفره .

ويعد الأيوبيين هم أول من شرع ببناء هذا الحصن لمواجهة الخطر الصليبي خلافاً لرواية تدعي بناؤها من قبل عصابة من الحشاشين الفرس ، وتأريخ هذه القلعة مرتبط بذكريات الحروب التي جرت في بلاد الشام وخاصة الحروب الصليبية ، وتذكر التواريخ أن الأتابك ظهير الدين طغتكين (520ه -1126م )كان قد سلمها إلى الطائفة الإسماعيلية لما رأى أستفحال أمرهم في حلب ودمشق وأملاً بدفع شرهم ولتسليطهم على الصليبين ، غير أنهم عملوا بالعكس وأبدوا الخيانة حيث أنهم تواطؤا مع هؤلاء وسلموهم القلعة فأحتلها الملك الصليبي (بلدوين ) سنة1129م ومنحها إقطاعية لروبينه بروس ولورثته من بعده . وفي سنة (527ه -1132م )جاء شمس الملوك إسماعيل بن تاج الملوك بوري بن طغتكين " وهو حاكم دمشق " فأستردها ، ووضع فيها أحد قواده، لكن هذا الأخير سلمها إلى عماد الدين زنكي صاحب حلب الذي خصماً لآل طغتكين أصحاب دمشق. فقام آخر هؤلاء وهو مجير الدين أبق بن محمد بن بوري واتفق مع الصليبيين على إستخلاص القلعة من الزنكي ....، وزحف جيشه مع جيشهم وحاصر بانياس والقلعة قذفت بالمنجنقات واحتلوها سنة (544ه – 1139م ) واستلمها الفرنجة بعد أن طردوا حليفهم مجير الدين المذكور وارجعوه بخفي حنين ، وجعلوا فيها القائد الصليبي انفروي الثاني دوترون نائب ملك القدس ((ثم قلت في نفسي هذا جزاء من يتحالف مع الأعداء ويمكنهم من أراضي وقلاع بلادنا الأسلامية للنكاية ولمآرب شخصية خسيسة ))

وظلت القلعة في أيدي الصليبين إلى أن جاء الملك العادل نور الدين بن محمود بن عماد الدين الزنكي وشرع يهاجم القلعة والأعداء يردونه ويعيد الهجوم إلى أن تمكن من إستعادتها سنة (560ه -1157م ) ويقول مؤلف كتاب القلاع العربية أيام الصليبين " ان الملك نور الدين كرر هجومه على القلعة في غياب أنفروي الذي كان في حملة على مصر مع الملك أملريك ، فأجبرها على الأستسلام بعد حصار طويل لتصبح بيد العرب ".أنتهى

وأستقرت القلعة بيد العرب وقد أعطاها السلطان الأكبر صلاح الدين الأيوبي لأحد أولاده وهو الملك الأفضل لما أعطاه بلاد الشام كلها ثم إنتقلت إلى يد عمه الملك العادل أبو بكر الذي أقطعها لولده الملك العزيز عثمان حاكم بانياس، ثم أنتقلت بعد ذلك إلى إبنه السعيد حسن ( وقد أعادا الأب والأبن بناء الأبراج التي خربها المعظم عيسى بن السلطان صلاح الدين لمنع الفرنجة من إستخدامها كقاعدة لهجماتهم الشريرة على دمشق ، وقد أستمرت أعمال الترميم من سنة 1226م - 1230م ، تم في ختامها بناء الحصن المنيع للقلعة بشكلها الذي نراها عليه اليوم، حيث أخذت القلعة شكل التل الذي بنيت عليه، مستفيدة من الانحدارات الشديدة له، التي غدت جزءًا مهماً من التحصينات.

في عام 1260 قضى المغول على حكم الأيوبيين، واحتلوا القلعة وعاثوا فيها خراباً بعد أن سيطروا على بانياس والمنطقة بأسرها. لكن احتلالهم لم يستمر طويلاً، وسيطرتهم على القلعة لم تدم سوى بضعة أشهر، حيث هزم المغول في معركة عين جالوت الشهيرة. وفي عهد السلطان الظاهر بيبرس أعاد ترميمها وأنشأ منارة لجامعها وبنى داراًلنائب السلطنة ، وعمل جسراً يمشى عليه إلى القلعة . بعد أن تم طرد الصليبيين من بلاد المسلمين في القرن الثالث عشر، فقدت هذه القلعة ذكرها و أهميتها الاستراتيجية، ويقول المرحوم أحمد وصفي زكريا بكتابه الريف السوري " يبدو أنها ظلت مأوى للزعماء الإقطاعيين في أيام السلاطين المماليك والعثمانيين"

وفي ذكر الحوادث التي جرت سنة 1616م يقول حيدر احمد الشهابي بكتابه (لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ) أن محمد باشا الوزير قد أصدر أحكاماً قضت بهدم قلعة بانياس وكذا قلعة شقيف في مقابل أن يصير لحضرة الأمير علي على سنجقية صفد وصيدا, و وعد الأمير يونس أبن حرفوش بسنجقية حمص إذا تم هدم القلاع المذكورة .....وجائت من الشام للهدم معلمون وشرعوا فيه واستمروا في القلعتين مقدار أربعين نهاراً وكان مبتدأ الهدم في واحد وعشرين من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة ( 1025-ه ) ومنتهاه في ثلاثة عشر من جمادى الأول من نفس العام . وفي حوادث سنة(1174- ه / 1760م ) " أنه في أيام الأمير أحمد والأمير منصور توفي الأمير نجم أمير حاصبيا نيفاً عن ستين سنة . فتولى بعده ولده الأمير سليمان ، فحصلت الوحشة بينه وبين أخويه الأمير إسماعيل والأمير بشير وأظهرا له النزاع على الولاية فاسترضاهما بأن أقتطع لهما الحولانية و ولاهما أياها فنهضا إليها وجددا عمارة قلعة بانياس التي فيها واستوطناها ، وقيل أنه لم يكن راض عن إقامتهما فيها فدس إلى عثمان الصادق الكرجي والي الشام الذي خرج بعسكر عرمرم عليهما وحصرهما بالقلعة ثم استولى عليها بالأمان ولكنه أمر بهدم ما كان قد جدده الأميران المذكوران .

وفي سنة ( 1178 -ه/1764م ) أصلح الأمير إسماعيل حاكم حاصبيا قلعة النمرود وعمر ماكان هدم من زمن بيت معن ، وسكن فيها فحضر إليه والي الشام عثمان الصادق الكرخي وحاصره مدة وجيزة ، وقد كان حين بلغه خروج عثمان باشا من الشام أرسل يستنجد بالأمير منصور الشهابي وقبل أن ينجده سلم القلعة عن يد يوسف آغا ابن جيري ، وقبض عثمان باشا على الأمير إسماعيل وأخذ منه خمسة وعشرين كيس ونهب ماكان فيها من أثاث وذهب ثم أمر بهدمها "

ويقول المرحوم زكريا ص (572) الريف السوري ج2 " أنه لابد أن تكون الزلازل التي كانت تهز بلاد الشام من حين لآخر وخاصة زلزلة سنة 1173ه ... قد فعلت في هذه القلعة وزادت الخراب الذي أورثته الجيوش وأوصلتها إلى الحالة التي فيها خاوية على عروشها هذا وخلال الثورة السورية (1925م – 1927م ) أقام الفرنسيون في هذه القلعة حامية لمراقبة حركات الثوار وقطع الطريق عليهم ، إلى أن أنتهت الثورة فعادت لخلوها وإقفرارها.

أن زيارة القلعة تطبع الكثير من الدروس والعبر عن رسوخ أجدادنا القدماء في فنون البناء والهندسة العسكرية وعن معارك وبطولات المسلمين في الهجوم والدفاع والحصار والقصف بالمنجنيقات والرمي بالنبال والقذائف اليدوية وأمثالها من أدوات حروب ذلك الزمان . القلعة تنبسط بشكل طولاني على الجبل (المسمى باسمها ) بغاية الروعة والهالة ،ويبلغ طولها نحو 420متراً وعرضها 60 - 150متراً, حيث لايمكن الصعود إليها الإ من طرفها الجنوبي في حين أطراف الجبل الأخرى واقفة كالجدران الهائلة وبالرجوع لعدة مصادر وخاصة كتاب الدليل الأرزق الفرنسي (مترجم للعربية في بيروت ) فإذا دخلت القلعة من بابها الواقع في جنوبها وقعت عيناك على مناظر غاية في الأمتداد والروعة ، وفي الجهة الغربية تشرف القلعة على بانياس وماوراؤها من ربوع فلسطين والحولة وأرض الخيط وسلسلة جبال عامل ، وفي الجهة الشرقية الشمالية يقف جبل الشيخ المكلل بالثلوج وبمرتفعاته الهائلة وأعضاده المتدرجة وهنا تشاهد جباتا الزيت وبساتينها و وادي صعب و وادي السكاوي و وادي الدفلة (الدفين ) وهذه الأودية تكون مصدر نهر بانياس ، وفي الجهة الجنوبية ترى الآكام الذاهبة صعداً نحو القنيطرة والقرى المتربعة هناك ، وداخل القلعة باحة مستطيلة من الغرب الجنوبي إلى الشرق الشمالي بتضاريسها الطبيعية والأحراش الرهيبة وهي ملآنة بأنقاض مباني عديدة وهي : في وسط الباحة بناء يقال أنه (كنيسة ) مربع الشكل لاتزال بقايا أعمدة بقواعدها المثمنة الأضلاع .

وفي القسم الجنوبي الشرقي على أمتداد السور هناك ستة أبراج منها ماهو مربع الشكل ومنها ماهو مدور وهذه الأبراج ترتبط ببعضها بجدران تدعى سجوف الخط الدفاعي ،وعن يمين الداخل من باب القلعة من طرفها الجنوبي يوجد برج عظيم مربع الشكل شديد البروز متهدم ما خلا قسم كبير من جدار مع درج وثلاثة طوابق للدفاع ، ويمكن للزائر أن يصل إلى الطابق الأعلى من سطح مائل معقود يقع وراء سجف الخط الدفاعي فيجد نفسه وسط بهو واطئ مسقوف بعقود ذات زوايا بارزة ، وفي هذا البهو عدة منافذ تصل إلى غرفتين ، والى جانب هذا البرج يوجد صهريج عميق مملوء بالماء وله درج ، وفي الواجهة الشرقية يأتي البرج الثاني مربع الشكل والمدخل الأصلي ، ثم البرج الثالث وهو مدور وبارز إلى الأمام وهو دفاعي وفيه ست كوى مجهزة بمرامي سجوف البرج الرابع مهدمة لم يبق منها سوى قواعد جدرانها ، البرج الرابع مدور ويحتوي على طابق دفاعي معقود وهو مثقوب بمرامي بقي منها اثنتان ثم البرج الخامس والسادس حيث ترتفع الأرض نحو الشمال الشرقي حتى تصل إلى الحصن الكبير المشرف على القلعة بكاملها ( وهو متهدم وأحجاره مبعثرة ) وهذا الحصن هو عبارة عن قلعة داخلية مستقلة وهو محصن في جنوبه من ناحية الباحة بخندق وبرجين ضخمين ، وفي وسط الحصن بناء مستطيل الشكل يؤلف بذاته الحصن الأخير وهو مستقل عن الحصن الكبير كما يستقل الأخير عن القلعة بذاتها وكان يحتوي على بهو كبير وتحت الحصن يوجد دهاليز معقودة بعضها يصل إلى البرج الأخير وهو أقوى أبراج القلعة وأمتنهاوفيه طابق للدفاع وهو عبارة عن بهو مثمن الزوايا ، وفي أقصى الشمال الغربي يوجد غرفة طويلة قد تهدمت بالكامل وفيها بهو وله باب سري للخروج وله دهليز تحت الأرض ينتهي بالوادي ، وفي الواجهة الشمالية هناك السور الشمالي لا يوجد سوى برج وحيد ، ذلك أن القلعة تشرف على شفا منحدر سحيق يقف وقفة عمودية هائلة تطل على وادي الخشبي يصعب الصعود منه ، أمافي الواجهة الغربية فهناك برج مخرب بالمرة وفي جدار هذا البرج وعند قاعدته ينفتح في أرض الباحة السماوية سرداب محفور في الأرض كان مملوء بالأنقاض ويهبط بدرج إلى لحف الجبل وهذا السرداب يتجه بادئ ذي بدء نحو الشمال ثم ينعطف فجأة نحو الشرق ، وجدران هذا السرداب مؤلفة من بلوكات منحوتة ومصقولة بإتقان ويعتقد بأنه كان يستخدم كمهرب للنجاة والهروب .

بقيت القلعة غير معروفة لدى السوريين وللأسف, أما اليوم فقد أصبحت موقع أثري عالمي ومشهور تحت إشراف مديرية الآثار الإسرائيلية.


جباتا الزيت تحت الأحتلال (مستوطنة نيف آتيف)

هذا هو اسم المستوطنة اليهودية التي أقيمت على أنقاض قرية جباتا الزيت العربية المحتلة منذ 5 حزيران 1967 ، ويدل أسم المستوطنة على أربعة جنود إسرائيلين قتلوا فيها

The name Ativ is an acronym for four fallen soldiers from the Egoz Reconnaissance Unit killed in action: Avraham Hameiri, Tuvia Ellinger, Yair Elegarnty, and Binyamin Hadad تم تدمير البلدة سنة 1967من قبل الجيش الصهيوني وأقيمت مستوطنة رامات شالوم في أيار 1968 التي تم تدميرها على يد المقاومة الفلسطينية إثر عملية أبو دية ثم أعيد أنشأؤها في عام 1972 ويعيش فيها نحو 37 عائلة من اليهود الفرنسيين حوالي (153 إسرائيلياً) ، وتعتمد على السياحة وتشرف على منتجع ومتزلج جبل الشيخ ، ولذلك أقيم فيها عدة فنادق وغرف لأستقبال السياح مثل فندق ريمون ايم حرمون : وقد بني على الطريقة الأوربية السويسرية ، الفندق فيه (44 كوخاً ) من الخشب الطبيعي ، البعض منها يمكن أن يتسع لستة أشخاص وهي مزودة بكل شيء : الحمامات ، التلفزيون ، الراديو ، التلفون ، هواء التكيف البارد والساخن ، الفندق فيه ناد طبي للحماية ، بركة سباحة (ساخنة في الشتاء ) ، ساونا ، والمعاملات حسب رغبة الزبون ، ولضيوف الأوتيل التمتع بالأنشطة مثل : طوافة خشبية ، رحلة بعربة الثيران ، رحلة بعربة الأحصنة ، ركوب الدرجات ، سيارات الجيب السياحية ، درس على التزلج في الشتاء في منحدرات حرمون . وفيها مؤسسات فنية ومعامل للحرف ، وخاصة الحرف الزجاجية ،

كتبت عنها مراسلة بي بي سي هيلينا كوبين : نيف آتيف Neve Ativ هي مستوطنة مغلقة تقع إلى جانب منحدر التزلج ، وهي جذابة بأسلوبها وأسلوب بناء بيوتها الشاهقة والمتلاصقة في المنحدر الجنوبي لجبل الشيخ ، وفيها العديد من الأكواخ لأستقبال الضيوف في الصيف أو بموسم السياحة ، ولذلك قلما تجد شقة هنا . بنيت المستوطنة بأرض منتشرة ونادراً ماتجد طريقاً نحو الجبل ، ولهذا فأن لديها بوابات حديدية عند نهاية المستوطنة وعندما يحل الليل تغلق من قبل المستوطنين (الأمن ) لماذا؟ فمن الممكن أن يقوم أحد القرويين من مجدل شمس بالتجول في الهضبة وقد يكون مزعجاً . أيضاً يوجد فيها كل مايتعلق بالمتعة الأميركية كطريقة البناء (هورد جونسون) وفي السقوف الشاهقة بأسلوب أوربي . اليوم في زيارتي هو يوم السبت وهي تثلج حديثاً ويسقط الثلج هنا على الجبل ، الآن هو وقت الغذاء في نيف آتيف ، هذه هي الحياة مع المتزلجين, وهناك العديد من الزائرين . مشكلة واحدة ، هذه المستوطنة بنيت مكان القرية وهي جباتا الزيت ،والقسم المسكون الآن بني على أنقاض مقبرة القرية The Village’s Cemetery

Golan Days – by ‘Helena Cobban)

واليوم نشاهد على أنقاض البلدة ثلاث مستوطنات وهي نيف أتيف المنوه عنها أعلاه ، والثانية نيو أتيف وتمثل القسم الشمالي الغربي من البلدة وهي عبارة عن موقع عسكري In this post there are some Military Depots and Locations on the Golan Hights and in the surroundings.

ومستوطنة نمرود التي أنشأت سنة 1982 الواقعة شرقي البلدة ، بين مجدل شمس ومسعدة.


/http://joubbataalzaite.spaces.live.com