الرئيسيةبحث

جانلويجي بوفون

قد لا تكون الصدفة وحدها هي التي قادت جيانلويجي بوفون أحسن حارس مرمى خلال السنوات الخمس الأخيرة، للوقوف بين خشبات مرمى كرة القدم. فبعدما بدأ حياته الرياضة صبيا يافعا وهو في العاشرة من عمره في نادي بارما باختياره مركز لاعب خط وسط، ورغم بروز مهارة كبيرة لديه في تسجيل الأهداف خلال سنتين أمضاهما، لكن الظروف أرجعته للدفاع عن شباك بعدما أصيب الحارس الأساسي في الفريق، وكان المدرب قد استنفذ تبديلاته، فما كان من "جي جي"، كما يحلو لمحبيه أن ينادوه، أن تبرع بالمهمة الصعبة، فصدم المدرب بما قدمه من مستوى واستبسال في الذود عن الشباك، فأقنعه بفكرة البقاء في هذا المركز، لأنه سيصبح نجما.

وقد صحت توقعات مدرب فريق الناشئين، لأن "جي جي"، أصبح في العام 1995وهو في السابعة عشرة من عمره الحارس الرقم واحد في بارما، وبات يوم ذاك من اصغر الحراس في التاريخ الذين لعبوا في "الكالتشيو".

فهرس

الدرجة الأولى

بوفون لا ينسى مباراته الأولى ضد ريجينا في الدرجة الأولى، إذ ولشدة توتره، لم يأخذ الصورة التذكارية مع الفريق قبل المباراة، فدخل إلى الملعب وتوجه مباشرة إلى مرماه.

أحرز بوفون مع بارما ثلاثة ألقاب كانت كلها في عام 1999 (كأس إيطاليا، كأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الايطالي)..

وعلى رغم كل العروض التي انهالت عليه في تلك الفترة، إلا أن بوفون كان يصرّ دائما على اللعب في النادي الذي درّبه منذ الصغر، ولكن مع بداية عام 2001، كان بوفون قد قرر المغادرة إلى ناد كبير يحرز معه الألقاب الكبرى، فكان الانتقال الزلزال إلى يوفنتوس الذي دفع 56 مليون دولار ثمنا لانتقال هذا النجم الذي لا يزال حتى اليوم أغلى حارس مرمى في التاريخ الكروي.

إلى السيدة العجوز

"اعترف بأن المال لا يهمني ولم يكن وراء انتقالي، ولكن من جهة أخرى لا أنكر أن هذا المبلغ صدمني وحمّلني مسؤولية كبيرة". ومع يوفنتوس بدأت مسيرة الألقاب، إذ أحرز لقب الدوري أربع مرات في مواسم (2001-2002) و(2002-2003) و(2003-2004) و(2004-2005)، لكن ومع فضيحة اشتراكه في فضيحة التلاعب في نتائج الكالتشيو حرم "اليوفي" من اللقبين الأخيرين.

وخاض "جي جي" مع فريق "السيدة العجوز" 152 مباراة، أي أقل بـ16 مباراة من مبارياته مع بارما، وهذا رقم سيتحطم هذه السنة، إذا لم يتعرض لإصابة كالتي تعرض لها مطلع البطولة السابقة.

مسيرة حافلة في الازوري

ويعترف بوفون بأنه يعطي كل تركيزه للمنتخب الايطالي الذي لعب معه حتى اليوم 67 مباراة، أولاها في تصفيات مونديال فرنسا 1998، وتحديدا في موسكو ضد المنتخب الروسي.

"لا يمكنني أن أنسى هذا اليوم" يقول جيانلويجي. ويضيف: "أصيب الحارس الأساسي جيانلوكا باليوكا، واستدعوني، وأنا بالكاد أبلغ تسعة عشرة عاما، لخوض مباراة في التصفيات المؤهلة للمونديال، كان الثلج يتساقط، ومعروف عني أني لا ارتدي لباسا شتويا. كنت اعدّ الثواني لتنتهي المباراة، حتى أنني أعتبر صفارة النهاية يوم ذاك من أجمل اللحظات في حياتي".

ثم ضمّ بوفون إلى التشكيلة المشاركة في المونديال الفرنسي، لكنه لم يخض أي مباراة. ومع ذلك استطاع إثبات نجوميته في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2000، وكان الحارس الأساسي في المباريات إلا أن إصابة في يده فاجأته قبل أسبوع من انطلاق البطولة وحرمته المشاركة.

إلا أن بوفون عاد وثبّت نفسه حارسا أولا في المنتخب، فشارك في المونديال الآسيوي عام 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية وكان الخروج أمام الدولة المضيفة الأخيرة، في الدور الثاني. حيث حمّل بوفون اللاعبين مسؤولية الخروج قائلا: "كان هناك جو من الاستهتار، ومن المعيب تحميل الحكم مسؤولية الخسارة".

أوروبا الحلم المنتظر

ومع أنه ذاق الفوز ببطولة أوروبا للناشئين عام 1996، إلا إن بطولة الكبار لا تزال تهرب منه، وهذا هو التحدي الأكبر له في العام 2008في الكأس التي ستستضيفها النمسا وسويسرا، وفيها سيحاول مجددا نزع صفة "الغشاش" التي صارت تلازمه، بعدما حامت حوله الشبهات، بأن يكون شريكا في فضيحة كرة القدم في إيطاليا.

إنجاز لن يتكرر

ولا شك فإن الدور الذي قدمه أفضل حارس مرمى في العالم والأغلى على الإطلاق في كأس العالم الأخيرة في ألمانيا والتي فاز بها المنتخب الإيطالي على نظيره الفرنسي بالركلات الترجيحية في المباراة النهائية، كان عظيما، لا بل إنجازا تاريخيا، فالهدفين اللذين دخلا مرماه كان أولهما عن طريق الخطأ عبر زميله كريستيان زكاردو في المباراة ضد الولايات المتحدة الأميركية في الدور الأول، والثانية من ركلة جزاء سجلها الفرنسي زين الدين زيدان في النهائي، أي أنه لم تسجل أية إصابة عادية في مرماه طوال البطولة، وهذا إنجاز لم يحصل سابقا وقد لا نراه يتكرر في المستقبل، إلا غذا كان بوفون نفسه هو الحارس.

وسيخوض بوفون موسمه المقبل في الدرجة الثانية، تنفيذا لعقوبة اللعب في "دوري المظاليم" بعد تورط ناديه يوفنتوس بالفضيحة الرياضية.

وإذا كان كبار النجوم تركوا "البيانكو نيري"، لكن بوفون لم يفعل. "أفضّل أن أبقى في تورينو، لقد اعتدت على العيش هنا". بهذه العبارة البسيطة ردّ بوفون على أسئلة الإعلاميين.

لقب جديد

وأضاف "لم أربح في حياتي بطولة الدرجة الثانية وهذه مناسبة فريدة لأزيد ألقابي". ويبدو أن حس الطرافة قد زاد عند بوفون الذي عاش صيفا ذهبيا أحرز فيه كأس العالم واختير بالإجماع أفضل حارس مرمى في العالم.

وقصة بوفون مع الألقاب الفردية روتينية، إذ سبق له أن أحرز جائزة أفضل حارس في الأعوام الخمسة الماضية في مختلف الإحصاءات الأوروبية، إضافة إلى جائزة أفضل لاعب في دوري الإبطال عام 2003 (التي خسرها يوفنتوس في النهائي ضد ميلان بركلات الترجيح)، وبات أول حارس مرمى يحصل على هذه الجائزة.

فرخ البط عوام

والعارف بعائلة بوفون، لا يفاجأ بتفوق جيانلويجي. فعائلة بوفون هي عائلة رياضية بامتياز، وكل أفرادها مثلوا إيطاليا في المحافل الرياضية الكبرى. والده بطل في رفع الأثقال، ووالدته بطلة في رمي القرص. شقيقتاه لاعبتان في المنتخب الايطالي للكرة الطائرة، وخاله لاعب كرة سلة، أما عم والده لونزو بوفون فكان حارس مرمى المنتخب الايطالي ونادي ميلان في الستينات، ويبدو انه ورث عنه الكفاءة في حماية الشباك.

بطاقة اللاعب

الاسم : جيانلويجي بوفون اللقب: جي جي تاريخ الولادة: 28- كانون الثاني/يناير – 1978. مكان الولادة: كاريرا – إيطاليا. الطول: 191 سنتم. الوزن: 95 كلغ. المركز: حارس مرمى. النادي الحالي: يوفنتوس (منذ العالم 2001 شارك خلالها 152 مباراة) النادي السابق: بارما (1995-2001 شارك خلالها 168 مباراة) لعب مع المنتخب الإيطالي 68 مباراة.

وصلات خارجية