الرئيسيةبحث

جامع توتغشين

 جامع توتغشين
جامع توتغشين

جامع توتشغين هو مسجد يقع في محافظة توتغشين في المنطقة الجبلية الجنوبية بنينغشيا. التي يمثل المسلمون فيها 80% من مجموع سكانها. ويتواجد فيها أكثر من ثلاثمائة مسجد إلا أن جامع تونغشين الواقع في مركز المحافظة هو الأكبر والأقدم من نوعه. بني هذا الجامع في زمن غير معروف. ويعتقد بأن تاريخه يرجع إلى عهد أسرة تشينغ (1644-1911م) على وجه التقريب. وتفيدنا التدوينات التاريخية بأن منطقة نينغشيا قد شهدت انتفاضة مسلحة شارك فيها عشرات الآلاف من الثوريين المسلمين بتأثير من ثورة مملكة السلام السماوية (1853-1864م). وكان جامع توتغشين مقرا لقيادة الثوريين المسلمين بزعامة يانغ شنغ شيانغ، على خط النار. وقد انهدم الجامع بحرائق متعمدة على أيدي القوات المسلحة الحكومية بعد احتلالها مدينة تونغشين سنة 1865 م. وبعد سنين من ذلك قام المسلمون هناك بإعادة بنائه اعتمادا على تبرعاتهم، الأمر الذي جعله يحتفظ بملامحه الأصلية المبدئية. ولكن زخارفه الجديدة أقل روعة من زخارفه الأصلية.

ينتصب الجامع على مصطبة يبلغ ارتفاعها سبعة أمتار، وهي مكسوة بالطوب الأزرق الضارب إلى السمرة. ويبدو الجامع في منتهى المهابة والروعة لإرتفاع موقعه. وتفتح بوابته إلى الغرب. وقبالته حاجر زخرفي من الطوب، نقش عليه رسم جميل تحت عنوان "القمر بين أشجار الصنوبر والسرو" وعلى جانبيه عبارتان متوازيتان، إحداهما في تسبيح الله، والثانية في الصلاة على نبيه المصطفى.

مع أن جامع تونغشين أصغر حجما من سائر الجوامع في الصين، إلا أن زخارفه المعمارية لها سماتها الخاصة. فأنت ترى على جملون قاعة الصلاة اليساري مثلا نقوشا دقيقة وممتعة، تُصور أدوات الكتابات الأربع (القلم والحبر والورق والمحبرة) وطقم الشاي وأزهار البرقوق وعود الطيب واللوتس وأشجار الصنوبر والسرو ودالية العنب وشجيرات البامبو وغيرها. أما أبواب قاعة الصلاة ونوافذها الخشبية فهي تسر الناظرين أيضا بما تزهو به من الزخارف الجميلة. من ذلك إن ستة عشر ضلعا من أبواب القاعة المخرمة مميزة بأربعة أنواع الشعريات، مما يجيز لنا القول بأن هذه الأبواب من روائع الصناعات الفنية إلى جانب قيمتها. وذلك يزيد من رونق القاعة إلى حد كبير. ومع أن قاعة الصلاة عتيقة وبسيطة وخالية من الزخارف المبرقشة، إلا أن حسن إضاءتها ونظافتها تشرح الصدور.

ولا يعتبر جامع تونغشين مجرد جامع مفضل للمتعبدين، بل له قيمته الأثرية والثورية، إذ أعلن فيه عن تأسيس حكومة محافظة يوهاي الذاتية الحكم لقومية هوي سنة 1936 م بمساعدة الجيش الحمر للعمال والفلاحين. وما أن تحررت هذه البقعة حتى أدرج الجامع في قائمة أهم الآثار المحمية. ونتيجة لذلك فقد صار في مأمن من التخريب، حتى في هوس الثورة الثقافية. ومنذ تطبيق سياسة الانفتاح على الخارج في الصين استقبل جامع توتغشين عددا كبيرا من البعثات الإسلامية والمسلمين من مختلف البلدان، والذين عبروا عن سرورهم الشديد بنجاته من التخريب الجسيم بأعجوبة.