السيرة الذاتية المختصرة للشاعر الأحسائي جاسم بن محمد بن أحمد الصحيح :
- ولد بمدينة الجفر عام 1384هـ - يعمل بوظيفة مهندس ميكانيكي في شركة ارامكو السعودية للنفط. - بدأ في الظهور على الساحة الأحسائية عبر الاحتفالات الدينية والإجتماعية - نشرت قصائده في العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية - شارك في المسابقات الشعرية وحصل على العديد من الجوائز، منها: 1- جائزة أفضل قصيدة من نادي أبها الأدبي مرتين على مستوى المملكة. 2- جائزة نادي المدينة المنورة مرتين. 3- جازة عجمان للشعر ثلاث مرات. 4- جائزة مؤسسة البابطين لعام 1419هـ عن أفضل قصيدة على مستوى العالم العربي. 5- جائزة الشارقة لمدة ثلاث سنوات على التوالي. 6- جائزة عجمان للإبداع الشعري للمرة الرابعة على التوالي عام 1422هـ 7- المركز الثالث في مسابقة أمير الشعراء 1428هـ.علماً بأن التصويت كان 50% للجنة التحيكم و 50% للجمهور.
كما يقول احمد هدهد عن الصحيح: وجاسم الصحيح من المملكة العربية السعودية. ويطيب لي الحديث في هذه العجالة عن صديقي الشاعر الكبير محمد جاسم الصحيح، هذا الشاعر الذي احسست وانا اقرأ له للمرة الاولى بنفس الاحساس الذي غمرني عند قراءة الشاعر صلاح عبدالصبور لأول مرة، احساس الحب والاعجاب بهذا العطاء الشعري المتدفق والخلاق، والمختلف عن السائد الشعري لمعناه ومبناه، بشكله ومضامينه، وبروحه الفنية المتدفقة. انه عالم يأسرك بروعة الفجاءة، ونشوة الدهشة الدائمة. صدر لشاعرنا الكبير ثلاثة دواوين شعرية هي: ظلي خليفتي عليكم ورقصة عرفانية وحمائم تكنس العتمة وديوان آخر صدر اثناء اجازتي بالقاهرة لم اقرأه بعد، ولقد قرأت الدواوين عدة مرات، فشاعرية جاسم الصحيح أكبر من ان تحوط بها في مرة او مرتين، وليس امامك الا التوغل في شعره إلى آخر ما تستطيع لكي تكتشف بنفسك جواهر ونفائس هذا الشعر، ولن تتوحد مع عالمه الشعري الا اذا اعطيت له من المحبة والمودة قدراً أكبر مما يمنحه الآخرون.جاسم الصحيح، شاعر عربي يمتد نسبه إلى العرق الاول من فحول شعراء العربية، شرب حتى الثمالة من تراثه العربية، فاتخذه إطاراً ترتد اليه اشاراته والماعاته. شاعر لا ترى في شعره اثراً لأي شاعر اجنبي، مثل ت. اس. اليوت اوبودليراوريلكه. جاسم الصحيح شاعر كبير رأيناه فجأة ينتصب بيننا كجبل شامخ او كطائر خرافي يرتاد آفاقاً شعرية لم يقترب منها شاعر بعد.. انه شاعر صنع لنفسه خيمة من الشعر ثابتة الاركان، أوتادها تمددت في اعماق لغتنا العربية حتى صافحت جذورها، وانتقت خير ثمارها، فقدم لنا باقات شعرية رائعة من اجمل زهورها وأطيبها شذى. انه شاعر يملك ناصية اللغة، بحار ماهر يغوص ويغوص فيعود بأجمل الآلئ والاصداف، فلا يستأثر بها لنفسه، انما يجود بها على عشاق شعره الكثيرين.تألقت شاعرية جاسم الصحيح حين طالعنا قصيدته الرائعة (عنترة في الاسر) التي فازت بجائزة البابطين التي يطمح لها كل شاعر اصيل، تلك القصيدة التي مطلعها: سيف طريح شاحب اللمعان، منكسر الصليل ومطهم ذبلت على شدقيه رائحة الصهيل هذه القصيدة التي اسقط رموزها على حالنا العربي الراهن، فأبدع واجاد. ومن اجمل قصائده ايضاً في ديوانه "رقصة عرفانية" قصيدة بوح الكروان. إن الشاعر في هذه القصيدة كروان محاصر بصحراء الصمت لم يذق طعم العشق، ولم يغسله المطر، فيرتجف نشوة وحباً، مات الكروان في داخله، فشعر بالغربة وبالضيق، والآن يتجه إلى فاتنته بعد ان فاض به الكيل او البوح، لكي تفك له هذه المحاصرة، ويحلم معها بالاتساع والامتداد للكون، ثم يرسم الشاعر لفاتنته خيوطاً وعشقاً لا يوفيه احتضان كما يقول. وفي حلمه مع فاتنته يحلم فيبدأ منه مهرجان الحب الذي يستيقظ كل شيء في الكون على رائحته، وما اجمل تعبير الشاعر (لا يقبر في الورد الا العطر الجبان).وتستيقظ روحه ايضاً فتصعد إلى قمة الوجد، ويعبر الكروان صوت الموت، فيغني ما شاء له الغناء، ويمتد حلمه إلى حورية الدفء الي تحوطه بالحنان. حورية هي لؤلؤة اللطف التي تشع سحراً وحباً.ثم يأتي ذلك الخوف من المجهول الذي يرتادنا في لحظة السعادة، انه كالطعنة المفاجئة تستقر داخل الجسد، فلا تسيل دماً، وانما تذبح لحظة السعادة فتتحول إلى الوهم، وتصبح ذكرى تصنع من الاوراق كفناً لها. هذه هي روح الشاعر جاسم الصحيح، روح تشعر دائماً بالحيرة والغربة والشك.وهناك ثلاث قصائد اخرى متتالية هي الثور نداء نزوة بيروتية. انها قصائد تكاد تحترق بالصراع الدائر داخل ذات الشاعر، صراع في الجسد، ورغم ان هذه القصائد تعج بكلمات اللذة والرغبة حيث تتفجر صخرة الطيش ويسيل النزق والشبق، ويجد الشاعر نفسه خارج دائرة الوعي حيث التباس المدارات المطلق، ورغم ان هذه القصائد تكاد تنطلق بوثنية الجسد، الا انها تخفي وراءها روح صوفي سليب البدن. هذه هي شاعرية جاسم الصحيح، شاعرية تنطق بالتفرد، وتشي بارتياده آفاقاً شعرية لم يرتدها شاعر من قبل، فهل يطول بنا الانتظار.