التقنية النووية هي التقنية التي تحتوي على تفاعلات بين نوايا الذرات. لها تطبيقات عديدة من مستشعرات الدخان إلى المفاعلات النووية و من ناشنكاه الأسلحة إلى الأسلحة النووية. هناك قدر عظيم من الاهتمام العام بتداعيتها, وكل تطبيقاتها تراجع بحرص.
في عام 1896, كان هنري باكوريل يتحرى خاصية التحول الفوسفوري لأملاح اليورانيوم عندما اكتشف ظاهرة جديدة أطلق عليها لاحقاً اسم النشاط الاشعاعي. فقام هو و بيير كوري و ماريا سكلودووسكا-كوري بتحري الظاهرة. أثناء ذلك قاموا بعزل عنصر الراديوم وهو عنصر ذو نشاط اشعاعي عالٍ. اكتشفوا أن المواد المشعة تنتج أشعة قوية و مخترقة من أنواع مختلفة و متعددة, أطلقوا عليها أشعة ألفا وأشعة بيتا و أشعة جاما. بعض هذه الاشعاعات كانت تخترق المواد العادية, و كلها كانت تسبب أضرار بشكل كبير. كل الباحثين الأوائل تعرضوا لحروق اشعاعية شبيهة بحروق الشمس ولكنهم لم يعيروها اهتماماً كبيراً.
استحوذ مدّعو التطبيب على الضاهرة الجديدة كما حدث من قبل مع اكتشاف الكهرباء و المغنطة, و ظهر عدد من الأدوية التي تدعي العلاج بالاشعاع. تدريجياً تم استنتاج أن الاشعاعات الناتجة عن التحلل الاشعاعي كانت اشعاعات تأيُن, و أن الكميات الضئيلة التي لا تكفي لتسبب حروق كانت تسبب خطورة بليغة على الأمد الطويل. الكثير من العلماء الذين عملوا على النشاط الاشعاعى لاقوا حتفهم بسبب السرطان نتيجة لتعرضهم للاشعاعات. فاختفت معظم الأدوية المذكورة الا أن بعض التطبيقات الأخرى بقيت كاستخدام أملاح الراديوم لانتاج آلات قياس بتدريج مضيء.
مع مرور الزمن, زاد فهم الانسان للذرة فأصبحت طبيعة النشاط الاشعاعي أوضح: بعض نوايا الذرات غير متزنة, فتتحلل مطلقة طاقة (في صورة أشعة جاما, الفوتونات ذات الطاقة العالية), و أجزاء من النواه (جزيئات ألفا, زوج من البروتونات مع زوج من النيوترونات, و جزيئات بيتا, الالكترونات ذات الطاقة العالية).
أثناء الحرب العالمية الثانية, وصل فهم الانسان للتفاعلات النووية لدرجة جعلت الأطراف المختلفة تبدأ النظر في امكانية بناء سلاح نووي. إن التفاعلات النووية تطلق طاقة أكثر بمراحل من التفاعلات الكيميائية في التفاعل الواحد, فإذا أمكن ترتيب حدوث عدد من التفاعلات في آنً واحد, يمكن أن ينتج عن ذلك طاقة هائلة. فأقام البريطانيون و الأمريكان مشروع مانهاتن بادارة روبرت أوبنهايمر لبناء جهاز مماثل.