تريمورتي (كلمة سنسكريتية تعني الأشكال الثلاثة) هي عقيدة هندوسية تقول "إن الوظائف الكونية الثلاث من خلق وحفظ وتدمير مجسدة في براهما وفيشنو وشيفا على الترتيب. " [1][2] وتدعى هذه الآلهة الثلاثة "الثالوث الهندوسي" [3] أو "الثالوث الأعظم".[4] لكن غافين فلود يعتبر العبارات غير دقيقة ويقول إن براهما وفيشنو وشيفا "يشار لها أحيانا بشكل خاطئ كثالوث هندوسي.[5] ويصف فريدا ماتشت عقيدة تريمورتي بأنها إحدى الأطر التي يمكن وضع شخصيات مؤلهة فيها بطرق مختلفة.[6] وتظهر إحدى أنواع الرسوم التمثيلية لتريمورتي ثلاثة رؤوس على رقبة واحدة، وغالبا ما تشاهد ثلاثة أوجة لرأس واحد ينظر كل منها باتجاه مختلف.[7]
فهرس
|
شهد العصر البوراني (300-1200 م تقريبا) انتشار الدين البراهمي وتطور "الهندوسية المتحدة" كما سماها ماجومدار[8] لم يكن ذلك العصر خاليا من الاختلافات والتنوعات الدينية وقد شهد براهمانية على شكل طوائف فيدية قديمة إلى جانب طوائف أخرى متعددة منها الشيفية والفاشنافية والشاكتية والتي كانت في الإطار الديني المقبول رغم كونها معتقدات مستقلة..[9] وأحد الميزات الهامة لذلك العصر هو روح الانسجام بين الدين المقبول وبين الطوائف.[10] وحول روح التصالح هذه يقول ماجومدار:
إن أهم تعبير عنها نجده في عقيدة تريمورتي، اي ظهور الإله الأعلى في أشكال ثلاثة هي براهما وفيشنو وشيفا.... لكن لايمكن اعتبار هذه المحاولة نجاحا عظيما لأن براهما لم يحز على النجاح الكبير مقارنة مع شيفا وفيشنو، وكانت الطوائف المختلفة تنظر إلى تريمورتي كتجسدات ثلاث لإلهها الخاص والذي اعتبروه براهمان أو المطلق.[11]
يلاحظ موريس وينترنيتز أن قلة من الكتابات الهندية تشير إلى تريمورتي.[12] وتعريف فيشنا وشيفو وبراهما ككائن واحد مؤكد بشدة في "بورانا كورما" ففي 1.6 يعبد براهمان على أنه تريمورتي وفي 1.9 يدعم اتحاد الآلهة الثلاث وفي 1.26 تكرر الفكرة.[13]
ويشرح المؤرخ باشام خلفية الثالوث تريمورتي كما يلي ملاحظا اهتمام الغرب بفكرة الثالوث:
لقد اندهش دارسو الهندوسية الغربيون الأوائل بالتشابه بين ثالوث الهندوسية وثالوث المسيحيةمما يطرح رأيا يقول أن المسيحية اقتبست هذا الثالوث من الهندوسية القديمة. ففي الحقيقة التشابه واضح جدا لكن الثالوث الهندوسي وخلافا للثالوث المسيحي لم ينتشر بشكل واسع. حيث كان الهندوسيون المؤمنون بالثالوث يميلون لتفضيل أحد الآلهة الثلاثة. ففي نشيد كالديسا الموجه للثالوث الهندوسي فإن المدعو هو براهما والذي اعتبر الإله الأعلى. لذا فالتريمورتي هو تطور غير طبيعي وذو أثر محدود. [14]
لاتقبل الفايشنافية عادة عقيدة تريمورتي التثليثية.
لكن بعض الفايشنافيين مثل سوامينارايان مؤسس طوائف سوارمينارايان الهندوسية تؤمن أن فيشنو وشيفا هما جانبان مختلفان للإله نفسه.[15] لكن هذا الرأي رأي أقلية من الفايشنافيين.
عند الشيفييين فإن شيفا يقوم بخمسة أعمال هي الخلق والحفظ والإنقاص والتخييل والتبريك، والأعمال الثلاثة الأخيرة هي أشكال للشيفا الأعلى المدعو باراشيفا. لذا يؤمن الشيفيون أن شيفا هو الرب الأعلى وأنه يقوم بأدوار هامة مختلفة ويتخذ أسماء وأشكالا مناسبة وأنه يفوقها كلها. [16]
السمارتية طائفة هندوسية تشدد على الإيمان بخمسة آلهة عوضا عن إله واحد.[17] ففي عقيدة "عبادة الأشكال الخمسة" في إيمان "بانكاياتانا بوجا" والذي انتشر بفضل فيلسوف القرن التاسع الميلادي أدي شانكارا ضمن الآوساط البراهمينية الأرثوذكسية في التقليد السمارتي، في هذه العقيدة تدعى خمسة ألهة هي غانيشا وفيشنو ودفي وسوريا.[18][19] وقد أسست هذه العقيدة من سانكاراكاريا أساسا لتوحيد أهم الآلهة للطوائف الخمس وإعطائها مراتب متساوية. [20] وهذه العقيدة التوحيدية التي دعى إليها سانكاراكاريا سمحت باتخاذ أحد تلك الآلهة كإله رئيسي مفضل في الوقت نفسه التي تعبد فيه الآلهة الآربعة الأخرى كأشكال مختلفة للإله المنتشر كليا حسب تلك العقيدة وهو براهمان.
Second revised reprint edition. Two volumes. First published 1927 by the University of Calcutta.