الترجمة الآلية هي فرع من فروع اللغويات الحاسوبية و تتناول برامج الحاسب لترجمة نص أو خطاب من لغة إلى أخرى و تقوم الترجمة الآلية بمستوياتها الأساسية باستبدال بسيط لكلمات بلغة معينة إلى لغة أخرى. كما تتوفرمجموعة من التقنيات التي يمكن استخدامها لترجمة النصوص الأكثر تعقيدا ،مما يتيح الفرصة لمعالجة الاختلافات على نحو أفضل. و ذلك عن طريق التصنيف اللغوي و تمييز العبارات و ترجمة التعابير،فضلا عن عزل الحلات الشاذة. كثيرا ما تسمح الترجمة الآلية حاليا بالتصنيف بحسب المجال أو المهنة ( مثل تقارير الطقس)—مما يحسن الناتج عن طريق الحد من نطاق البدائل المتاحة. وتعتبر هذه التقنية فعالة بشكل خاص في المجالات التي تستخدم لغة رسمية أو بيانية. و يتبع ذلك أن الترجمة الآلية للوثائق القانونية و الحكومية تكون أفضل منها للمحادثات و النصوص الأقل رسمية. و يمكن تحسين نوعية الناتج من خلال التدخل البشري. مثلا: باستطاعة بعض برامج الترجمة بدقة أكبر إذا حدد المستخدم دون لبس الأسماء الموجودة بالنص. و بمساعدة هذه التقنيات ، أثبتت الترجمة أنها ناجحة حين تساعد المترجم، و من الممكن أن تنتج في بعض الأحوال نتائج يمكن استخدامها "كما هي". لكن برامج الترجمة الحالية ليست قادرة على الترجمة بنفس الجودة التي يترجم بها المترجم البشري و خاصة عندما تكون اللغة المستخدمة غير رسمية.
فك الغموض: يهتم فك غموض معنى الكلمة بإيجاد ترجمة ملائمة و ذلك عندما يكون لكلمة معينة أكثر من معنى واحد., ;وكان أول من أثار هذه المشكلة في الخمسينات هو يهوشوا بارهيلل، فقد أشار إلى أن الآلة لن تتمكن من التفرقة بين معني الكلمة بدون 'موسوعة عالمية'.و توجد عدة طرق لتخطي هذه المشكلة. و من الممكن أن تقسم هذه الطرق تقريبا إلى طرق 'سطحية' و طرق 'عميقة'. و لا تفترض الطرق السطحية أية معرفة للنص. فهي ببساطة تطبق طرقا إحصائية على الكلمات التي تحيط بالكلمة غامضة المعنى. و تفترض الطرق العميقة معرفة وافية للكلمة. و حتى الآن، تعتبر الطرق السطحية الأكثر نجاحاً.
كينونة مسماة:و هي متعلقة بتمييز الكينونة المسماة في أصل المعلومة.
بدأ تاريخ الترجمة الآلية في الخمسينات, بعد الحرب العالميّة الثانية. تضمنت تجربة جورج تاون ((Georgetown في عام 1954م ستّون جملة تُرجِمت كلها آلياً من اللغة الروسيّة إلى الإنجليزية. كما لاقت التجربة نجاحاً هائلاً, وتمويلاً مالياً لأبحاث الترجمة الآليّة. إدّعى المبتكرون أنّ مشكلة الترجمة الآلية ستُحلّ خلال ثلاث إلى خمس سنوات.
ولكن كان التطوّر الحقيقي أبطأ بكثير, وبعد أن توصل تقرير الباك (ALPAC) في عام 1966م إلى أنّ بحث العشر السنوات قد خيّب الآمال ، انخفض التمويل بدرجة كبيرة. ومع آواخر الثمانينيّات, زادت القوة الحاسوبية ،وأصبح الحاسب أقل تكلفة مما أدّى إلى اهتماماً ظاهراً في النّماذج الإحصائية للتّرجمة الآليّة.
اقترحَ أ.د. بووث (A.D.Booth) في عام 1946 م فكرة استخدام الحواسيب الرّقميّة لترجمة اللغات الإنسانية. وفي عام 1954م أثبتت التجربة في مبادئ الترجمة من الإنجليزية إلى الفرنسية على أجهزة أبيكسي (APEXC) في كليّة بيركبيك ((Birbeck بجامعة لندن أنّ تجربة جورج تاون لم تكن أوّل تطبيق في هذا المجال.
هناك وسائل مختلفة لتقييم أداء أنظمة الترجمة الآليه. أقدمها هو استخدام حكم الإنسان لتقييم جودة الترجمة. و في الآونة الأخيرة ، اشتملت تلك الوسائل على بعض أساليب التقييم الآلية: بلو(BLEU) و نيست (NIST) و ميتيور .(METEOR) و الإعتماد كليا على الترجمة الآليه يغفل حقيقة أن الاتصال في لغة الإنسان هو جزء لا يتجزأ من السياق ، وأن الإنسان هو القادرعلى فهم سياق النص الاصلي على نحو كاف. كما أن الترجمة التي يستخدم فيها القدرات البشرية فقط هي عرضة للخطأ. لذلك و حتى نضمن أن تكون الترجمة الآلية عالية الجودة ومفيدة للإنسان ، لا بد من أن يقوم المترجم "الإنسان" بمراجعتها وتصحيحها. ومع ذلك فقد تم التأكد من انه في بعض التطبيقات ، على سبيل المثال في مواصفات المنتجات المكتوبة باللغة المتحكم بها، ينتج نظام الترجمة الاليه القائم على أساس استخدام القاموس ، في بيئه إنتاج ، ترجمة متقنة لا تحتاج إلى اي تدخل بشري.