الرئيسيةبحث

تربة (مدينة)

تربة


تربة بضم التاء وفتح ما بعدها بلدة قديمة النشأة وعن قدم اسم تربة يقال انه عرف من عهد العماليق من العهد القديم وهي مدينة واسعة العمران كثيرة العطاء الزراعي، تمتاز بحضورها التاريخي وموقعها المتميز تقع على ضفاف واد من أكبر أودية الجزيرة العربية هو وادي تربة حيث تنتشر مزارعها وعمرانها ولهذا الوادي امتداد طويل يصل إلى 400 كم مما جعل أعلاه معدوداً في السراة، وأسفله في طرف صحراء نجد من الجهة الجنوبية الغربية, وبموقعها هذا وقفت على مرمى البصر من صحراء نجد ومن السراة وعرفت تربة بأنها بوابة الحجاز ومفتاح نجد في كتب التاريخ، وجبل حضن المعروف هو الفاصل بين نجد والحجاز وفي المثل أنجد من رأى حضناً وأما الحرة الواقعة شرق تربة والمعروفة الآن واليوم بحرة البقوم وقديماً بحرة بني هلال: فهي منقطعة عن الحرار الحجازية, نحو نجد ما بين الواديين تربة ورنية. وقد قال عنها الهمداني وهذه حرة نجد في كتابه صفة الجزيرة العربية ص433

وقال رداد ابن ناصر البقمي :- فيما علمت أن اسم تربة قديم منذ العهود الماضية من عهد بني المحصن و ابن جندل وملوكهم.. وقد عرف اسم تربة كذلك من عهد العماليق وهم أبناء عيصو بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام ثم بقيت على اسمها في عهود جرهم وطسم وجديس, وآخرهم جرهم ومضر وخزاعه وقريش وبقيت محتفظة بهذا الاسم في عهد بني هلال وبني عامر وبهذا يتضح لنا أن اسم تربة قديم جداً منذ العصور الجاهلية. والدليل الآخر على جاهلية اسم تربة هو النص الموجود على النقش رقم KY 506 ويقول : أرسل أبرهة في عام 566 ميلادية جيشاً كبيراً بقيادة أبي جبر على رأس كنده وبشير بن حصن على رأس سعد وذلك لمحاربة بني عامر بوادي تربة ولقد انتصرت بنو عامر على الغزاة وبقى أبو براء ملاعب الأسنة عامر بن مالك حتى مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ظهور الاسلام ارسل الرسول صلى الله عليه وسلم سرية إلى تربة بقيادة عمر ابن الخطاب (كتاب المغازي 337-2) 0 وقال حمد الجاسر تحت عنوان (تربة من أعراض نجد المشهورة قديماً) في مجلة العرب في شعبان 1408 بعد ايراده أدلة كثيرة على وقوع تربة في نجد منها:

1- أورد علماء اللغة ومؤلفو كتب الأمثال المثل المشهور (أنجد من رأى حضنا) وفسروه بأنه إذا ارتفع من الغور وشاهد ذلك الجبل فقد بلغ نجداً. 2- هناك من النصوص ماهو أوضح واصرح فقد ذكر البكرى في( معجم مااستعجم) صفحة 309 مانصه (تربة من مخاليف مكة النجدية وهي : الطايف وقرن المنازل وعكاظ و000 وتربة وبيشة وتباله و00 ) وفي (صفة جزيرة العرب) صفحة 383: أبيده ما بين الحرة وناهيه وبها واد عظيم من أعظم أعراض نجد يسمى تربة إذا سال سال مده. 3- كانت الحرة الواقعة جنوب تربة المعروفة الآن باسم (حرة البقوم) كانت تدعى حرة نجد وقد أورد الهمداني في (صفة جزيرة العرب ص 382 عند ذكرها هذا البيت :-

حرة نجد لا سقيت المطرا *** من الكراعين إلى وادي كرا

وقال حمد الجاسر في نهاية بحثه هذا (أن تلك النصوص لا تدع مجالاً للشك في أن منطقة تربة معدودة في اقليم نجد) جاء في كتاب المسالك والممالك (تربة قرية بها عيون جاريه وزروع وتقع على ربوة عالية بواديها) وقال البركاتي في رحلته (وادي تربة من أعظم الأودية كثير النخيل به نهر جار دائماً) وفي كتاب بلاد العرب ص 109 (وللضباب بتربة وهو واد طوله ثلاث ليال به النخل والزرع والفواكه والأشجار ويشاركهم فيه هلال) 0 وممن ذكرها أبو علي الهجري وقد أشار إلى زراعتها بقوله (وقد احقلت الأرض بالنبات والحنطه والشعير وأسرع الأرض احقالا بتربة بعد ثلاث) (التعليقات والنوادر 35:3 )

تربة نجدية بطبيعة أرضها نجدية بطبيعة أرضها وتمثل امتداداً للصحراء وتخلو من التكوينات الجبلية الوعرة، ويقول الأستاذ محمد بن ماجد بن غنام في كتابه أجزاع تربة وديار البقوم إن البلدة نجدية بطبيعة أرضها التي تمثل امتدادا للصحراء بكل ما تتصف به من انبساط واتساع في الأفق, وخلوها من التكوينات الجبلية المعقدة وهي في نفس الوقت أقرب الواحات والمراكز المعمورة في الصحراء إلى إقليم الحجاز الذي هو جزء من السراة وثبتت أدلة تؤكد ذلك من تقارب درجات الحرارة بينها وبين كثير من بلدان نجد مثل الدوادمي وعفيف، وفي الصيف اعتدال لا يساوي درجة اعتدال الطائف والسباحة وأيضاً من حيث نوعية الرياح التي تهب على تربة أنها نفس الهبائب التي تهب على نجد وغيرها من الأدلة. وهناك مميزات لموقع تربة أهلته وحافظت على استمرارية العمران به وهذه المميزات هي:- ــ سهولة وقرب الاتصال بالحجاز مهبط الوحي ومركز التجارة منذ فجر التاريخ ــ القرب من صحراء نجد الأرض التي أسرت قلوب العرب بهوائها ونباتها وشمولها فانتجعتها القبائل ومنهم البقوم لرعي الإبل في تلك المرابع. ــ وفرة المياه وحسن التربة وكثرة ماحول البلدة من مراعي وفلوات في حضن والحرة والاعتدال الملموس في مناخها. ويعتبر خبر غزوة عمر بن الخطاب لتربة من أقدم الإشارات إلى اسمها أورده ابن هشام في كتابه تهذيب السيرة ص1028 طبعة عام 1383ه فقال: غزوة عمر بن الخطاب لتربة من أرض بني عامر على رأس سرية من الصحابة بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم.

ويطلق كذلك على تربة اسم (دجنة)

غرس دجنه في ذرانا يرسى ............. مثل ما ترسى جبال الصور

نشره وعلق عليه حمد الجاسر في مجلة العرب العدد 24 ص 263 رمضان وشوال 1409ه وفي اللغة : دجن بالمكان: أقام به, وألفه, والدجن: إلباس الغيم الأرض، ودجن اليوم دجنا: كان فيه الدجن، في كتاب المعجم الوسيط ص272 ويقول أبو مالك البراء بن عامر ملاعب الأسنة مثله المعروف عرف بطني تربة ومعنى الغيم أو السواد أساس في طبيعة البلدة ففي المثل شاربة تربة ماتروح للدلالة على سحر المربا، وإلى هذا المعنى أشار الهجري بقوله تربة بلد مريف من بلاد مريفة, وتربة أريف من غيرها في كتاب التعليقات والنوادر ص1353 وتوحي الخضرة التي تعم الوادي بالسواد لمن نظر إليه عن بعد، وسمعت من يكنيها بأم الضعيف وسبب هذه التسمية، عندما اقترب عبدالله بن الحسين من تربة عام 1337ه فاوض أهلها بواسطة البقوم الذين حضروا معه حصار المدينة، ومما قال المفاوضون تكفون يابقوم في تربة امام الضعيف, قابلوا الشريف عساه يندفع عنها وراه والخطاب موجه لمشايخ البقوم. مميزات الموقع وكانت في مواسم الثمرة خاصة تستقبل أفواجاً من روادها ومرتاديها وزاد من كرمهم ان مزارعهم لا تعرف الأسوار, وان مجالسهم لا يقفل لها باب. وما يمتاز به موقع تربة من مميزات أهلته وحافظت على الاستمرارية بالعرمان به هي ما يلي: سهولة وقرب الاتصال بالحجاز مهبط الوحي ومركز التجارة منذ فجر التاريخ . القرب من صحراء نجد الأرض التي أسرت قلوب العرب بهوائها ونباتها وشموسها ، فانتعجتها القبائل ومنهم البقوم وما زال بعضهم محافظاً على اقتناء الإبل وعلى ارتياد تلك المرابع. وفرة المياه وحسن التربة وكثرة ما حول البلدة من مراع وفلوات في حضن والحره، وكان بعضها على شكل أحمية وضعت أساساً لتدعيم الزراعة في تربة و يقدر عدد النخيل في تربة حوالي 45 ألف نخلة. سكان مدينة تربة يسكن تربه من قديم الزمان قبيلة البقوم, وتنقسم هذه القبيلة إلى قسمين كبيرين: 1 بنو محمد محاميد . 2 وازع. وزعيم محاميد الشيخ ابن محي، ووازع رئيسهم ابن غنام. وينقسم المحاميد إلى ست قبائل وهم 1 العوركة 2 الكرزان 3 المرازيق 4 الدهمة 5 السميان 6 الهذلان. وهؤلاء ينقسمون أيضاً إلى أقسام كبيرة وبعدها ينقسمون أيضاً إلى أفخاذ. أما وازع فينقسمون إلى قبائل 1 الكلبة 2 القروف 3 الدغافلة 4 ارحمان. وهؤلاء ينقسمون أيضاً إلى أقسام ومن ثم إلى أفخاذ. ويدخل من ضمن سكان تربة الاشراف العبادلة في منطقة العلاوة بالقرب من محافظة تربة وبعض الحاضرة في تربة.

لمحة تاريخية

تاريخ هذه المدينة من قديم الزمان وعبر العصور يتردد اسم تربة على الألسن، وعاد أيام هيمنة العثمانيين على أطراف الجزيرة العربية وعزل وسطها تلك العزلة التي تمكن في ظلها الجهل والفوضى، وظل الأمر على هذه الحال حتى قيام الدولة السعودية الأولى، وظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التجديدية فعادت مع قافلة التاريخ التي قادها الأئمة والحكام السعوديون حيث بايع أهلها الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود عام 1212 ه ،, ذكره أبشر في كتاب عنوان المجد ص 103 111. بعد أن تعرضت بلدتهم لعدد من الهجمات ثم تلا ذلك أحداث كثيرة لم تكن تربة في معزل عنها, كحملات العثمانيين (1228ه /1331ه) وكبدها حملة مصطفى بك، وحملة طوسون بن محمد علي، وكان موقف أهل تربة صلباً أمام تلك الحملات ، حيث شتتوا شمل القوات المهاجمة وبعد معركة تربة الفاصلة بين قوات الملك عبدالعزيز وقوات الأشراف سار أهل تربة تحت راية التوحيد التي حملها الملك عبدالعزيز ووصفت تربة بأنها بوابة الحجاز ومفتاح نجد وعرفت بموقعها الهام وحضورها التاريخي.

غالية البقمية غالية من الأسماء التي كثر الحديث عنها وعاودتها بعض الصحف والمجلات بالكتابة من وقت إلى آخر, وخصتها إحدى المؤسسات المهتمة بالتأليف للأطفال بمطبوع صغير صدر عن دار الطفولة للتسويق بالرياض, ولم تكن لدي الرغبة حقيقة في الكتابة عنها في هذا التحقيق، ولكن أردت تبيين أخطاء المؤلفين في مصر وسوريا وفي كل الدول العربية الذين يكتبون تاريخا لا يعلمون عنه شيئا إلا بعض الروايات والقصص مثل قصة ألف ليلة وليلة, وها أنا أبين حقيقة هذه المرأة فهي غالية بنت عبدالرحمن بن سلطان البدري من الكلبة من وازع من البقوم, كانت متزوجة من الأمير هندي بن محي شيخ محاميد البقوم،ومما شهر اسمها أنها عاشت في فترة توتر وفوضى بين نجد والحجاز, ففي عام 1228ه قام طوسون بالغارة على تربة ومعه عساكر كثيرون جداً, في هذه الأحداث كان الأمير ابن محي مريضاً وكانت غالية هي التي توصل خطط المعركة لقادة البقوم في بيت الأمير وتم النصر للبقوم وانهزم طوسون ومن معه وقتل حوالي 700 نفس في هذه المعركة, وفي عام 1229ه عاد مصطفى بك وعساكر الشريف بقيادة طوسون باشا وعابدين بك وغزوا تربة كان نفس الوضع في العام الماضي وصلت غالية الخطط للقادة زعماء البقوم ودامت المعركة 8 أيام هزم على اثرها طوسون وعابدين بك شر هزيمة فتناقل الخبر عن هذه المرأة عساكر مصر وقالوا انها ساحرة وقالوا وقالوا ،, الخ وفي عام 1230 ه حدثت غزوة جديدة لتربة وحدث ان توفي الأمير هندي بن محي فأنكرت غالية أن الأمير توفي ووضعته في آخر القصر كي لا يخاف ويرتبك الجند وقالت الأمير يقول كذا وكذا لأنهم يعلمون انه مصاب بمرض منذ 3 سنوات ولا يستطيع المشي على رجليه والخروج إليهم بسبب الإعاقة، وفعلاً قامت هي بوضع الخطة على لسان الأمير وتم النصر للبقوم وبعد هذه الواقعة أخبرت بموت الأمير وورثت مالا كثيرا وقامت توزعه على الفقراء من القبائل والعشائر القريبة من البقوم وتدعم بمالها حركة الإصلاح الوهابية فتناقلوا اسمها على الألسن وخلف الامارة ابن الأمير وهوجاسر, وبعد المعركة هذه بسل خرجت من تربة ومعها ابنتها زملة ولا أحد بعد ذلك يعطي عنها أية خبر لأنها خرجت اثر قيام ابن الأمير عليها بعد المعركة لما رآها تقوم بتوزيع المال بشكل غير طبيعي, فهذه قصتها التي شهرتها مثل قصة شجرة الدر التاريخية.

الآثار

تنتشر العديد من المعالم الأثرية في تربة وحولها منها بقايا منازل قديمة بنيت على قمم التلال والجبال وبعض الحصون مثل حصن كراء الشهير وكذلك آبار وسدود قديمة كما يوجد العديد من الكتابات والنقوش الأثرية القديمة التي يعود تاريخها إلى قبل البعثة كما يوجد العديد من الطرق القديمة التي تمر بتربة ومنها على سبيل المثال لاالحصر ما يلي :-

1- شنقل : وهو عبارة عن موقع سكني قديم على قمه المرتفع الذي يفصل بين وادي تربه ووادي كرا ويقع على شمالي الطريق المؤدي إلى وادي كرا وهي قلعة حصينه تسمى المربعة وتتناثر حولها المنازل الأثريه الأخرى 0

2- منيف : وهو موقع اثرى قديم متهدم وقعت فيه المعركة الشهيره باسم موقعه تربه وذلك بتاريخ 25/شعبان/1337هـ وقد تحول هذا الموقع إلى حطام نتيجة لتلك المعركة الفاصله ومازالت آثاره واضحة للعيان حتى الآن 0

4- رمادان : سوق تربه القديم وقد سمي بهذا الأسم نتيجة للحريق الهائل الذي شب فيه قديماً وأتى على جميع مساكنه التي كانت مبنيه من سعف النخيل وجريدها وجذوعها ثم بعد ذلك استبدل بالبناء من الطين واحيط به سور له بوابتان أحداهما جنوبيه والأخرى شمالية واصبح فيما بعد مقراً لامارة الملك عبدالعزيز في تربه 0

5- جبال البغيثاء وابو مراس : وتقع في هجرة العلبه التابعة لمحافظة تربه وتشتهر بالأثار القديمه المبنية من الحجر والتي تدل على قدم استيطانها من قبائل البقوم 0

السكان سكن تربة في الجاهلية العديد من القبائل في أوقات وعصور مختلفة حيث سكنها هوازن – بنو هلال – وبنو كلاب – الضباب وخفاجة من بنى عامر وقد شاركهم في سكنها قبيلة البقوم في فترة ما قبل البعثة وبقيت قبيلة البقوم بتربة حتى صدر الإسلام.

محمد بن بين الرياحي البقمي --212.71.37.84 13:23، 22 مايو 2008 (UTC)