الرئيسيةبحث

تخليص الإبريز في تلخيص باريز

تخليص الإبريز في تلخيص باريز ، هو الكتاب الذي ألفه رفاعة الطهطاوي حول رحلته إلى فرنسا ليدرس الترجمة ضمن البعثة التي أرسلها محمد علي باشا عام 1242هجرية 1826م.

بعد سنوات خمسٍ حافلة ، أدى رفاعة امتحان الترجمة، وقدَّم مخطوطة كتابه الذى نال بعد ذلك شهرة واسعة : تَخْلِيصُ الإِبْرِيزِ فىِ تَلْخِيصِ بَارِيز .

أنظر المقال الأصلي : رفاعة الطهطاوي

مقالات متعلقة

هذا الكتاب يروي تفاصيل رحلة هي رحلة عالم عربي مصري رائد، بكل ما للعلم والريادة من معانٍ ودلالات وإيحاءات وما فيها من آثار الاكتشاف والإنارة والتسامي والتأثير. هذا العالم هو رفاعة الطهطاوي، الذي كلفه القصر الملكي بمرافقة أول بعثة علمية يرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا، ليكون المرجع الفقهي للطلبة المبعوثين، لم يتفرغ للوعظ والإشراف الديني، ولم يتطرق إلى ذكر تلك المهمة الروحية في كتابه، بل اعتبر نفسه طالباً موفداً لمتابعة التحصيل العلمي، فاقبل على دراسة اللغة الفرنسية ودراسة التاريخ والجغرافية والأدب. لكنه لم يقنع بذلك، إنما كان يحمل في خفايا نفسه هاجساً موسوعياً وطموحاً كبيراً لاستيعاب فريد من العلوم، فاضطلع على مناهج زملائه في الطب والهندسة والزراعة والرياضيات وحتى الفلك، مما يذكرنا بهمّة الجاحظ وابن خلدون وأبي حيان التوحيدي وأمثالهم. ويوم عاد إلى مصر كان جديراً بحمل مسؤولية الترجمة التي كلفه بها الباشا، كما كان أهلاً للقيام بافتتاح أول مدرسة للترجمة وإدارتها والإشراف عليها، فضلاً عن عشرات الكتب والمقالات التي ترجمها، ويكفي هذا العالم التنويري الكبير دأباً وتحصيلاً وتألقاً أنه أجاد اللغة الفرنسية خلال فترة قياسية، وراح يترجم عنها إلى العربية حتى أنجز اثني عشر كتاباً خلال إقامته في باريس التي استمرت نحو ثلاث سنوات وتسعة أشهر، قضى منها خمسين يوماً في الحجر الصحي إثر نزوله في مرسيليا، قبل مواصلة السفر إلى باريس. إن الأهمية البالغة لهذه الرحلة تعود لأكثر من سبب وترتاد أكثر من أفق. إنها سجل مكثف لإنجازات أول بعثة علمية تخرج من بلد عربي إلى أوربا الغربية، بينا كانت السلطة العثمانية المتخلفة تنيخ بأغلالها وظلماتها ومظالمها على أبناء البلاد العربية الأخرى. ومن أهم اللحظات التي تثير الانتباه في هذا الكتاب هي بداية تعرفه على العديد من مظاهر الحضارة الغربية، وخاصة الفنون التمثيلية والراقصة، حيث يمثل نصه حول المسرح فرصة للتعرف على طبيعة التفكير العربي في تلك المرحلة.إتبع رفاعة في كتابته أسلوب عصره من حيث الإطناب و الإسهاب و كان همه في أول كتابه الجمل الموسيقية و ذلك ليناسب ذوق عصره.ولكن سرعان ماتخلص من هذا الأسلوب و بدء يرصد أدق تفاصيل المجتمع الفرنسى.