لبنان بلد ساحلي وسكنته منذ القدم شعوب قدمت من الأراضي الداخلية ومن خلف البحار.
فهرس |
في عام 1516 سيطرت جيوش السلطان سليم الأول على لبنان وعلى المناطق الجبلية من سوريا وفلسطين، وعهد بإدارة هذه المناطق لفخر الدين الأول وهو أمير من الأسرة المعنية الذي قدم الولاء للباب العالي. ولقد أزعجت الأتراك محاولاته التي كانت ترمي إلى التملص من دفع الجزية. فقرروا بسط النفوذ المباشر على البلاد، ولكن ملاك الأراضي والفلاحيين اللبنانيين على السواء قاوموا ذلك، وفي عام 1544 توفي فخر الدين في بلاط باشا دمشق مسموما، وكذلك أستشهد ابنه قرقماز في عام 1585 أثناء قتاله للأتراك.
عام 1590 إعتلى فخر الدين الثاني نجل قرقماز السلطة، وكان سياسيا ماهرا حتى وصف بأنه تلميذ لميكافيلي وأنه كان يتقنع بأقنعة الدرزية والمسيحية بحسب حاجته، فقام بدفع الجزية للسلطان وتقاسم معه الغنائم الحربية، فعينه السلطان واليا على جبل لبنان والمناطق الساحلية التابعة له، وكذلك قسم كبير من سوريا وفلسطين.
عين في 1819 حاكم جديد في عكا هو عبد الله باشا، الذي فرض جزية كبيرة على لبنان، فثار الفلاحون ورفضوا دفع الضرائب لبشير الثاني ولم يستطع جمع المبلغ المطلوب، ولم يستطع السيطرة على الأوضاع إلا بمساعدة الشيخ جنبلاط الذي أرسل لنجدته.
هرب بشير عام 1822 إلى مصر وإستلم الجنبلاطيون الزمام الفعلي للأمور. ولكن بشير ما لبث أن عاد ونكل بآل جنبلاط وآل أرسلان، وفي عام 1831 لدى وقوع لبنان في سيطرة محمد علي ، كان بشير حليفا وتابعا له حتى عام 1840 حيث إضطر لمغادرة لبنان كلية حيث قامت ثورة فلاحية ضده وضد الحكم المصري.
عاد ملاك الأراضي الدروز بعد عزل بشير الثاني، فقاومهم الموارنة الذين كانوا قد حلّوا في بعض أراضي كانت تحت سلطة الدروز، فتدخلت القوى الأجنبية ودعم الفرنسيون الموارنة ودعم الإنجليز الدروز، وفي أكتوبر 1841 قام الإقطاعيون الدروز بإنتفاضة ضد بشير الثالث الذي عينه الباب العالي، وحصلت مجازر ومجازر مقابلة، فكانت الغلبة للدروز وسيطروا على جنوب لبنان.
أرسل الحاكم العثماني قواته إلى لبنان فعزل بشير الثالث وتحولت امارة لبنان إلى ولاية عثمانية عادية وعين عمر باشا واليا عليها. قمع عمر باشا الدروز فأرسل ثمانية من شيوخ الدروز إلى بيروت وعاد الموارنة الذين هربوا من المناطق الجنوبية بعد أحداث 1841.
تدخلت القوى الأجنبية في لبنان مرة أخرى، وأجرى الحاكم التركي إستفتاء في صيف 1842 أظهر ان الموارنة يريدون إمارة لبنان بحاكم من إسرة الشهاب وأظهر الدروز رغبتهم بالحكم التركي المباشر، ولكن ما لبثوا ان إنتفضوا في أكتوبر 1842 مطالبين بإطلاق سراح الشيوخ وإستقالة عمر باشا، فسحق عمر باشا الإنتفاضة وأحرق قصر آل جنبلاط.
إنتهاء الحكم الشهابي 1840-1845
كان التوزيع الطائفي للبنان غير متجانس، فكان في القسم الشمالي (كسروان) كان كل السكان تقريبا من الموارنة، وفي الوسط (المتن) كان الموارنة يشكلون الأغلبية الساحقة مع وجود بعض القرى الدرزية، وفي الشوف كان الفلاحون خليطا من الدروز والموارنة، أما الإقطاعيون في الشوف فكانوا من الدروز، وقام الحكم العثماني بتوزيع الوظائف بين قائمقامين على أساس طائفي، ووقعت كسروان تحت سلطة قائمقام ماروني، بينما إعتبرت بقية المناطق "مناطق مختلطة"، وإعتبر مسيحيو المناطق المختلطة بأنهم يجب أن يخضعوا بصورة مباشرة لقائمقام مسيحي، وأصر الإقطاعيون الدروز بأنه لا يمكن وجود سلطتين في مكان واحد، وأن موارنة الشوف يجب أن يخضعوا لقائمقام درزي، وحمي وطيس الخلاف حتى إقترح القنصل الفرنسي في سبتمبر 1844 تعيين عمدتان أو وكيلان في كل قرية مختلطة، واحد للمسيحيين وآخر للدروز، وخضع الموارنة في الشوف للقائمقام الدرزي، إلا أنه كان بإمكانهم تقديم الشكاوى ضد أعمالة إلى القائمقام المسيحي بواسطة وكيلهم، وبتعيين قائمقام درزي في الشوف، عاد شيوخ الدروز إلى إقطاعياتهم، وبدأ الفلاحون الموارنة بالإنتفاضة على الإقطاعيين الدروز بقيادة لجنة سرية في دير القمر في مايو 1845، ولكن الإنتفاضة شملت عامة الدروز ولم تنحصر في الإقطاعيين فبدأت موجة من المذابح والمذابح المعاكسة بين الطائفتين، ووقف الباب العالي العثماني إلى جانب شيوخ الدروز، وكنتيجة لذلك إمتدت الإنتفاضة إلى شمال لبنان حيث هب الفلاحون الموارنة ضد الطبقة الحاكمة (المارونية كذلك) في الشما وعمت الإنتفاضة جميع لبنان وأخليت العديد من القرى الدرزية والمارونية، ولكن الثورة قمعت قبيل خريف 1845، ووضع نظام جديد للحكم بمشاركة القناصل الأجانب، لم يلغ إزدواجية سلطة القائمقامية وإزدواج الوكلاء في القرى، بل وأضاف له مجلس لدى القائمقام له وظائف قضائية ويملك الحق في الإشراف على توزيع وجباية الضرائب، ويكون مكون من عشرة اشخاص، مارونيين ودرزيين وسنيين وإثنان من الروم الأرثوكس وإثنين من الروم الكاثوليك، مما عمق الخلافات الدينية وأعطى ذريعة لتدخل الدول الأجنبية للتدخل بشؤون لبنان بشكل دائم.
ثار الفلاحون اللبنانيون الموارنة بشكل خاص على الإقطاعيين اللبنانيين، وقاد الثورة طانيوس شاهين وهو بيطري حداد وشملت مناطق كسروان والمتن والفتوح وكانت خلعت السلطة الإقطاعية بالكامل وأحلت محلها نظام شعبي بقيادة طانيوس شاهين، ومرة أخرى إمتدت الإنتفاضة لتشمل الموارنة في مناطق الإقطاع الدرزية، فبدأ الإقطاعيون الدروز بتسليح فصائل المتطوعين الدروز مرة أخرى، وفي 1860 تحولت الإنتفاضة إلى مذبحة مارونية جديدة، ففي 22 مايو أطلقت مجموعة من الموارنة النار على دروز عند بوابة بيروت، فقتل درزي وجرح اثنان فبدأت موجة جديدة من الحرق والذبح المتبادل في جميع أنحاء لبنان، ودمرت في الفترة بين 29 31 مايو فقط حوالي 60 قرية في ضواحي بيروت، وإمتدت الإضطرابات في يونيو إلى المناطق المختلطة في الجنوب والجبل الشرقي، وحاصر الدروز أثناء الأحداث أديرة وإرساليات كاثوليكية فأحرقوها، وإمتدت الأحداث إلى دمشق حيث حصلت مذبحة ضد المسيحيين، وحتى بعلم ومساهمة من الجنود الأتراك في الفترة بين 9 و 11 يوليو، وتكبد كل من المسيحيين والدروز وبقية الطوائف الإسلامية خسائر فادحة.
بروتوكول 1861 و نظام المتصرفية
النظام الأساسي
الحركة التثقيفية
أثناء الحرب الإيطالية التركية، وصلت السفن الحربية الإيطالية عام 1912 إلى مقربة من بيروت وأطلقت نيرانها على السفن التركية الراسية في الميناء، مما سمح لفرنسا بالإعلان أن لها مصالح خاصة في سوريا ولبنان وأنها لن تتخلى عن مواقعهاالتقليدية فيهما ولا عن حقها بالدفاع عن مصالحها.
إقتسمت بريطانيا وفرنسا بلاد الشام والعراق، ووقع لبنان وسوريا تحت الإستعمار الفرنسي.
وفي عام 1926 انشأ الفرنسيون الجمهورية اللبنانية، والتي تعبر بداية التاريخ الحديث للبنان وانتخب شارل دباس كأول رئيس للبنان.
أعلن استقلال لبنان عن فرنسا في 22 نوفمبر 1943 وتم الإعتراف به في 1 يناير 1944. وإنسحبت القوات الفرنسية في 1946، وتميز تاريخ لبنان منذ الإستقلال بتقلبات سياسية متكررة وفترات من الإستقرار والتزعزع المتوالية.
في العام 1958 نشأت أزمة لبنانية داخلية بين فريقين أحدهما مؤيد ل[[حلف بغداد]ب ومعارض للوحدة المصرية السورية آنذاك وهو بقيادة الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون، والآخر فريق المعارضة الموالي للوحدة العربية بين سوريا ومصر، وكان للأزمة أبعاد إقليمية بالإضافة إلى الأبعاد اللبنانية الداخلية لإرتباط أطرافها بحلف بغداد في عهد رئيس وزراء العراق نوري السعيد من جهة وبالوحدة السورية المصرية المرتبطة بحركة عبد الناصر من جهة أخرى، بالإضافة للبعد الدولي المرتبط مباشرة بالبعد الإقليمي ألا وهو الصراع بين الولايات الأمريكية المتحدة والإتحاد السوفييتي.
المقال الكامل حرب أهلية لبنانية
دارت الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و 1990