تاريخ الأفكار هو أحد الفروع العلمية الذي يبحث في تاريخ، وتطور وتغير أو الثبات في الأفكار البشرية عبر الزمن. كما يمكن اعتباره تخصصا شقيقا للتاريخ الثقافي intellectual history، أو مقاربة من مقارباته. والعمل في مجال تاريخ الأفكار قد يرتبط بإجراء أبحاث غير-تخصصية في مجالات تاريخ الفلسفة، وتاريخ العلوم، وتاريخ الأدب. الجدير بالذكر أن علم تاريخ الأفكار يعتبر من المواضيع العلمية القائمة بذاتها في السويد منذ ثلاثينيات القرن الماضي. كان ذلك عندما تم تعيين العلامة جوهان نوردستورم كبرفيسور في هذا التخصص في جامعة اوبسالا. أما اليوم، فهناك الكثير من الجامعات التي توفر دورات وحصص تدريسية في مجال تاريخ الأفكار، وغالباً ما يكون ذلك ضمن برنامج تعليم عالي.
قام المؤرخ أرثر لوفجوي (Arthur O. Lovejoy) بصك مصطلح "تاريخ الأفكار" ولقن طرق دراستها في العقود الأولى من القرن العشرين. عمل لوفجوي كبروفيسور للتاريخ في جامعة جون هوبكنز منذ 1910 وحتى 1938، وهناك أشرف على اجتماعات (نادي تاريخ الأفكار) الذي قام بتأسيسه لعدة عقود.
يعتمد علم تاريخ الأفكار عند لوفجوي على مفهوم الوحدات الفكرية (Unit-Ideas) كوحدات تحليلية قياسية. هذه الوحدات الفكرية تشكل لبنات البناء الأساسية لتاريخ الأفكار. فمن وجهة نظر لوفجوي، توجد هناك وحدات فكرية ثابتة في التاريخ، ورغم أن هذه الوحدات الفكرية غير متغيرة بذاتها، إلا أنها تنفصل وتلتحم عبر الزمن في سياقات وأنساق مختلفة لتعطي مفاهيم وظواهر تاريخية جديدة. فالتحول الذي يطرأ على الثقافات الانسانية من عهد إلى آخر هو في حقيقة الأمر تحول في أشكال العلاقات والارتباطات بين هذه الوحدات الفكرية الثابتة، وليس تغير في الوحدات ذاتها. أي أن هذه الوحدات تتمتع بدرجة معينة من الثبات، مما يتيح استعمالها كوحدات تحليلية. ويرى لوفجوي أن مهمة مؤرخ الأفكار هي اكتشاف هذه الوحدات الفكرية وتبيان مواقع مدها وانحسارها، وارتباطها وانفصالها عبر الحقب الزمنية المختلفة.