كل عمل غير جاد ويفتقر إلى أسس المنهجية وغير موصول بقيم المجتمع ويتأسس على فوضى الأفكار والتصورات ومرتهن إلى خارج نطاق التغيير فهو في العرف الشعبي الراشد "بولتيك": أي سياسة محرفة فاقدة للمقاصد، ولن تنتج سوى الفوضى والخراب في القيم والمؤسسات والعلاقات الاجتماعية وتقفل كل منافذ الخير وكل تطلع مشروع نحو المستقبل بكل ما يحمله من مفاجآت.
والبولتيك هي الصورة المشوهة للسياسة وقد أفاق الشعب الجزائري منذ زمن مبكر على حقيقة وجود نسق من الأداء هو ضد السياسة الحكيمة الراشدة فسماه بولتيك، وأصبحت عبارة إدانة لكل من يريد أن يعبث بحاضر المجتمع ومستقبل أجياله، لها وقع أليم على قلب كل من له مثقال ذرة من الخير المركوز في جوهره. فمن وصم بأنه يمارس البولتيك فقد وصم بأبشع أنواع الشذوذ السلوكي والفكري والأخلاقي، لانه يقوم بتوظيف القيم لتحقيق مكاسب محدودة بإطارها الشخصي أو الحزبي الضيق.