الرئيسيةبحث

بوب هوب

بوب هوب
بوب هوب

الممثل الكوميدي الأمريكي الاسطوري ،ألمع نجوم القرن العشرين، رائد في فن الكوميديا، ملك الكوميديا، ايقونة امريكية، أكثر ممثل أمريكي مكرّم في التاريخ، صديق الرؤساء، هذه هي بعض الاوصاف التي عرف بها النجم الكوميدي الأمريكي بوب هوب في حياته التي امتدت 100 عام ، ويمكن أن نضيف إلى هذه الاوصاف اوصافا كثيرة اخرى مثل الفنان الذي عشقه الجمهور، صاحب اطول حياة فنية في هوليوود ـ أكثر من ثمانية عقود، صاحب اطول، وربما اسعد زواج في تاريخ هوليوود 79 عاما، وواحد من اكرم وانبل الشخصيات الفنية الامريكية.

ومن المفارقات ان بوب هوب الذي يجسد الفنان الأمريكي، من مواليد بريطانيا، وقد هاجرت اسرة بوب من بريطانيا إلى مدينة كليفلاند الامريكية في العام 1907 اي حين كان في سن الرابعة، وقد نشأ بوب في أسرة فقيرة، وتقلب في العديد من الأعمال المتواضعة في سن مبكرة كبيع الجرائد والعمل في محل لبيعة الاحذية واخر لبيع اللحوم ،وقام بتغيير اسمه الاول من (ليزلي) إلى (بوب) لأن اسمه الاصلي المشترك بين الذكور والاناث كان يثير ضحك اقرانه في المدرسة،ومارس لفترة قصيرة مهنة الملاكمة ودرس في الجامعة لفصل واحد قبل ان يكرس نفسه كليا للفن.

وقد صعد بوب بسرعة في عالم فن الفودفيل الذي يشتمل على المسرحيات الهزلية وحفلات المنوعات، واصبح من كبار نجومه، وركز جهوده خلال تلك المرحلة على تطوير ادائه الكوميدي،وبعد ذلك انتقل بوب إلى مسارح برودواي في نيويورك واصبح بسرعة واحدا من أكبر نجومها في عقد الثلاثينيات، وخاصة في المسرحيات الموسيقية والكوميدية، ومنها مسرحية (روبرتا) التي التقى خلالها بزوجته دولوريس التي تزوج منها في العام 1934، ليستهلا اطول زواج في تاريخ السينما الامريكية،وقاما فيما بعد بتبني أربعة أطفال، كانوا إلى جوار والدهم بعد تقدمهم في السن.

وبعد ذلك انتقل بوب هوب إلى الراديو حين كان يعيش عصره الذهبي وأصبح بسرعة واحدا من كبار نجومه قبل ان يبدأ في العام 1938 علاقته الطويلة مع استديو بارامونت بباكورة افلامه (البث الاذاعي الكبير للعام 1938) الذي قدّم فيه أغنيته الشهيرة (شكرا على الذكريات) التي اقترنت بشخصيته الفنية منذ ذلك الوقت.

وقام بوب منذ ذلك الوقت ببطولة أكثر من 80 فيلما سينمائيا ومسلسلا تلفزيونيا، وقدّم عشرات البرامج التلفزيونية الخاصة التي حافظت على مدى أكثر من 40 عاما على شعبية جماهيرية واسعة، ومن أهم ما تميز به بوب هوب كفنان كوميدي اسلوبه السريع الخطى في الأداء، بإلقاء النكات القصيرة المتتابعة التي اقترنت بشخصيته الفنية. فقد كان يلقي نكاته كالطلقات النارية. وكان هذا اللون الكوميدي مناسبا جدا للتلفزيون، كما أن بوب هوب استخدمه ببراعة في افلامه السينمائية. ومع ان نكاته تميزت بنظافتها وبعدم ايذاء شعور احد، فقد كان الكثير منها من النوع اللاذع الذي لم يوفر الرؤساء الأمريكيين الذين صادقوه ودعوه إلى البيت الابيض وغيرهم من الزعماء السياسيين،وكان بوب هوب يلجأ إلى استخدام نفسه كأضحوكة في نكاته الساخرة، كان يتحدث عن فشل أحد افلامه او عن فقدان لياقته البدنية مع تقدمه بالسن او عن تقهقره في لعبة الجولف التي عشقها ومارسها على مدى عشرات السنين.

ومن أشهر افلامه فيلم (ذو الوجه الشاحب) و(جاسوستي المفضلة) و(الثوب النسائي الحديدي) و(اجازة في باريس) و(حقائق الحياة)،ومن ابرز تلك الافلام ايضا سلسلة افلام (الطريق) السبعة التي جمعت بينه وبين صديق عمره المغني بنج كروسبي والممثلة دوروثي لامور، ويذكر ان بنج كروسبي ولد قبل بوب هوب بنحو اسبوعين ولكنه توفي قبله بست وعشرين سنة في العام 1977، اما شريكتهما دوروثي لامور فقد توفيت في العام 1996.

ومن الانجازات السينمائية الكثيرة للممثل بوب هوب أنه كان ضمن قائمة أكثر عشرة ممثلين في هوليوود تحقق افلامهم اعلى الايرادات من العام 1941 حتى العام 1953، باستثناء العام 1948،وكان بوب هوب انجح الفنانين الذين استضافوا حفلات توزيع جوائز الأوسكار، وقام بذلك أكثر من عشرين مرة عبر تاريخ جوائز الاوسكار، اي أكثر من أي فنان آخر. كما واصل بوب هوب الترفيه عن القوات الأمريكية في الخارج، وخاصة في جبهات القتال، من الحرب العالمية الثانية إلى حرب الخليج، مع فرق كبيرة من رفاقه الفنانين.

ويعد بوب هوب أكثر فنان مكّرم في تاريخ الولايات المتحدة، فقد حصل على أكثر من الفي جائزة وميدالية وشهادة دكتوراه فخرية، وهو رقم قياسي مسجل في سجل جينيس للأرقام القياسية ،ومع ان بوب هوب كان يسخر دائما من عدم فوزه بجائزة الأوسكار، فقد منح اربع جوائز أوسكار فخرية، اضافة إلى فوزه بجائزة الأوسكار للانجازات الانسانية المعروفة بجائزة جون هيرشولت.

وقد جمع بوب هوب ثروة ضخمة في مستهل حياته الفنية بلغت مئات الملايين من الدولارات، وامتلك العديد من محطات الاذاعة والفرق الرياضية وانفق بسخاء على الأعمال الخيرية.

وقد رحل الفنان بوب هوب في يوليو عام 2003 بعد اسابيع على رحيل الممثل جريجوري بيك والممثلة كاثرين هيبيرن، آخر نجوم عصر هوليوود الذهبي، يسدل الستار على عصر صناعة النجوم وعصر صناعة الأحلام، وتبقى الذكريات.