بني يلمان تاريخ وحضارة
تقع بني يلمان في شمال ولاية المسيلة يحدها من الشمال بلدية المزدور وتاقديت التابعتين لولاية البويرة ومن الشمال كذلك بلدية بن داود التابعة لولاية برج بوعريريج ومن الناحية الشرقية بلدية أولاد جلال المعرفة بعرش ملوزة والمسماة حاليا بلدية ونوغة ّ وإن كان هذا الاسم يشمل إقليم كبير يمتد من البيبان مرورا ببني يلمان إلى غاية شلالة العذاورة ّومن الجنوب بلدية سيدي هجرس ، بني يلمان في الشمال تضاريس وعرة وسهول خصبة وفي الجنوب سهول ممتدة ، تحتوي بني يلمان على الكثير من المآثر التاريخية المهملة منها : مدينة تنسب إلى الإغريق فوق قمة جبل تسمى في العرف المحلي ّ كيفان سي موسى ّ وتعود إلى ماقبل الإسلام ، ومدينة أم الأصنام وهي آثار رومانية قديمة لم ينفض عنها الغبار حتى الآن ، إضافة إلى مدينة القصبة وهي من الآثار الإسلامية أسسها يلمان بن محمد الإدريسي الحسني الشريف في القرن الرابع الهجري ـ تحتوي على جامع ونوغة الأعظم وزاوية تسمى ّ جامع الصديق ّ أو الزاوية الصديقية نسبة إلى أبي بكر الصديق ، وهي الآن مجرد أطلال تستغيث ولا مغيث ، وقد لعبت قصبة بني يلمان دورا تاريخيا رائدا على مر العصور منها مشاركة أهلها الايجابية في ثورة الأمير عبد القادر ـوقد كتب أحد شعرائها ديوانا شعريا رائدا يتكلم فيه على ثورة الأمير والأمير عبد القادر ويقدم له أهل بني يلمان على أنهم أبطال مغاور وأشراف أحرار رافضين للظلم الذي تسلط به الاستعمار على الجزائريين الشرفاء ، وهناك قصيدة مطلعها ّ سعدنا مشتهر بن محي الدين ظهر ّ وكذلك شارك أهالي بني يلمان مشاركة إيجابية في ثورة المقراني وهناك الكثير من الوثائق التي تشهد بذلك وقد كان شاعر بيني يلمان الطاهر بن تريعة صديقا لمحمد المقراني وأخيه أحمد بومزراق وقد خلد مآثرهما في قصائد رائعة ، إضافة إلى مشاركتها في الثورة التحريرية الكبرى حيث كانت قلعة للثوار وحسبها أن أول معركة ضخمة في المنطقة كانت في منطقة بوخدي ببني يلمان في 22 ماي 1956وقد تكبد فيها الاستعمار الفرنسي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ، وقد خلد هذه المعركة أحد شعراء بني يلمان حيث قال : في ليلة الاثنين صارت غباره خلف الكاف اللي منيل زيد أحذاه زيد القرن وزيد عشرة للعشرة وزيد الخمسة راه بالتاريخ معاه في بوخدي ما يصير وما يطره والنساء والصبيان تتباكى وأعلاه ...إلى أن يقول : يارياس فرانسا راكم عره وهاذ القوة غي خسارة عنكم لاه أبابير تجيب عسكر بالكثرة وجبل كحيل معمرو زيان أسماه ...ثم يتنبأ بالاستقلال ويقول :
والجزائر ويكتا ترجــع حرة وعيد الأمة جا مقـــرب ياحساره
بالنجمة وهلال واحنا في زغرة وذاك العيد الزين في الخاطر محلاه
وقد دفعت بني يلمان فاتورة غالية على يد المخابرات الفرنسية في 28 ماي 1957 حيث قتل أزيد من 375 مواطن برئ أعزل شر قتلة فهل من منصف يخشى يوم الحساب