محمد المكي بن مصطفى بن محمد بن عزوز الحسني الإدريسي المالكي التونسي 1270 ـ 1334 هجري، كان قاضياً وفقيهاً ، باحثاً . ولد في مدينة نفطة ، و تعلم بتونس ، وولي الإفتاء بنفطة سنة 1297 هـ ثم قضاءها . و عاد إلى تونس سنة 1309 هـ ، و في سنة 1313 هـ رحل إلى الآستانة إسطنبول ، فتولى بها تدريس الحديث في دار الفنون و مدرسة الواعظين ، و استمر إلى أن توفي بها .
رسالة في أصول الحديث ـ السيف الرباني ـ مغانم السعادة في فضل الإفادة على العبادة ـ نظم الجغرافية اللتي لا تتحول بمغالبة الدول ـ تعديل الحركة في عمران المملكة ـ عمدة الإثبات في رجال -الحديث ـ إرشاد الحيران في خلاف القالون لعثمان في القراءة ـ الجوهر المرتب في العمل بالربع المجيب ـ الحق الصريح ـ مناسك ـ الذخيرة المكية ، في الهيئة ـ إسعاف الأخوان في جواب السؤال الوارد من داغستان ـ هيئة الناسك ـ أصول الطرق و فروعها و سلاسلها ـ إقناع العاتب في آفات المكاتب ـ انتهاز الفرصة في مذاكرة متفنن قفصة،ـ الأجوبة المكية عن الأسئلة الحجازية ، نظم .
تربى في حجر والديه، فحفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز الإحدى عشرة سنة من عمره ، واعتنى بحفظ المتون ، واجتهد في مزاولة مبادئ العلوم ، قرأ شرح الشيخ خالد الأزهري على الأجرومية ، وشرح ميارة على ابن عاشر في الفقه ، وقرأ الرحبية والدرة البيضاء في علم الفرائض ومبدئ علم الفلك على شيخه محمد بن عبد الرحمان بن التارزي بن عزوز ، وهو ابن عمه ، مع كتب أخرى ابتدائية ، وقرأ ألفية ابن مالك بشرحها ، ومختصر خليل بشروحه مع جملة كتب أخرى ، وحضر دروس شيخ الشيوخ الأستاذ المدني بن عزوز في شرح الترمذي. و لما تشبع و روي القدر الكافي من العلوم على عدة أساتذة و مشايخ خاصة و غير خاصة ، اشرأبت نفسه إلى الإستزادة ، فالتحق بالمعهد الزيتوني ، فلقي علماء أعلام أجلاء ، لازم كثيرهم منهم : العلامة النحرير سيدي عمر ابن الشيخ المفتي المالكي إذ ذاك بحاضرة تونس ، و قرأ عليه المحلى على جمع الخوامع في الأصول ، و الموطأ. و مختصر السعد و غيرها من فنون أخرى . و لازم شيخ المشايخ بها الأستاذ الأكبر سيدي محمد النجار المفتي المالكي أيضا بالعاصمة ، و من جملة ما قرأ عليه مقامات الحريري بالشريشي الكبير ، و لازم أيضا الشيخ الإمام الأستاذ سيدي سالم بوحاجب المفتي المالكي ، و قرأ عليه المغني و السيوطي و السيد في وضع الغة بشرح سعد الدين التفتزاني ، و أخذ القراأت السبع رواية و دراية على شيخه العالم سيدي محمد البشير التواتي . و لما ارتوى من حياضه الفياضة بالعلوم ، و فتح الله عليه من أنواره السبحانية بالمنطوق منها و المعدوم ، تفنن رحمه الله في المعقول و المنقول و الفروع و الأصول بالأخذ من هؤلاء الأعلام المحققين ، تصدر للإقراء به حتى تخرج عنه كثير من العلماء ، و اصطفاه المقدس المرحوم محمد الطيب باي ولي العهد سابقا و أمير الأمحال أستاذ البلاط الملوكي و لإقراء أحفاده منهم كاتب هاته الترجمة تلميذه سائر العلوم ، و الأخص فن مصطلح الحديث و البخاري في الأشهر الثلاثة المباركة . لمّا كان جامع الزيتونة منهل العلوم والمعارف ومعقل العروبة وحامل أمجاد الإسلام الطارف منها والتليد فقد غرس في نفوس طلاّبه هذه الروح الأبيّة فاصطبغ خريجوه بصبغة الولاء لمجد العروبة والإسلام ومن هنا كانوا هم المشاعلَ النيّرة التي أضاءت طريق الجهاد ضدّ المستعمرالفرنسي البغيض. لقد كانت الزيتونة ممثلّة في شخص علمائها وأبنائها وخريجيها في الصفّ الأمامي على خطّ المواجهة مع العدوّ. إذ أجّج شعلةَ الجهاد ضدّ الفرنسيّين فور احتلالهم تونس عام 1881 مشايخ من أهل العلم والفضل والدين فقاد حركة المقاومة الشيخ محمد السنوسي حتى نفته السلطات الإستعماريّة إلى الخارج فحمل راية الجهاد من بعده الشيخ محمد المكي بن عزوز وكان من مشايخ الزيتونة الثوريّين. وكان مصيره هوالآخرالإبعاد ومات في المنفى رحمه اللّه. و من أحفاده اللذين هم ما يزالون على قيد الحياة : شاكر و ماهر بن المكي بن محمد الكامل بن محمد المكي بن عزوز من تونس . و ابن عمهما محمد الكامل بن عبد الرحمان بن محمد الكامل بن محمد المكي بن عزوز من الجزائر . وبالله التوفيق .