بلوشستان دولة ذات سيادة تامة قبل الاحتلال الانجليزي لمنطقة الشرق الاوسط تم تقسيم البلاد إلى ثلاث اقسام وزعة بين باكستان وإيران وأفغانستان تعاني بلوشستان الان من الاباده والتهجير وتغيير الهوية في محاولة لطمسها نهائيا داخل حدود الدول المحتلة بينما ينادي الشعب مستغيثا بضرورة قيام الكيان البلوشي وسيادته على ارضه واعادة امجاده وتاريخه المسلوب ويساهم أبناء الجاليات البلوشيه في مختلف انحاء العالم بتعريف الشعوب بالكارثه التي اصيب بها الشعب البلوشي.
بلوشستان الغربية احتلتها إيران في زمن الشاه وقاوم البلوش ببسالة ولكن الامكانات العسكرية الهائلة للدولة الإيرانية كانت أكبر من قدرة البلوش على المقاومة. فيما تم ضم بلوشستان الشرقية إلى باكستان في خضم اتفاقات سرية أجريت أثناء مباحثات انفصال باكستان عن الهند برعاية بريطانية رغم أن بلوشستان لم تكن تابعة أبدا للهند أو باكستان، ووقع حكام بلوشستان لصالح الانضمام إلى الدولة الجديدة (باكستان) رغم معارضة الشعب الشديدة، ورفض الشعب أن يسلم بدون قتال، فوقعت عدة معارك قاتلوا فيها ببسالة ضد الإنجليز وضد القوات الهندية ولكن قوة العتاد كانت لصالح المحتلين. وتشبه قضية بلوشستان الشرقية في مضمونها نوعا ما قضية كشمير.
تعرضت بلوشستان بجميع مناطقها للاستغلال وللتمييز في المعاملة من الباكستانيين والإيرانيين، ففي إيران تمارس ضغوط شديدة على التعليم الديني السني في بلوشستان ويتم مطاردة العلماء والتضييق عليهم وأحيانا اغتيالهم كما أفادت بعض المنظمات الدولية، وفي باكستان يتم استخراج الغاز من أراضي بلوشستان وتوزيعها في إقليمي البنجاب والسند، ولا يصل إلى البلوش إلا في مدينة كويتا (عاصمة الإقليم)، وأغلب الموظفين الحكوميين في بلوشستان هم من البنجاب، وجميع قوات الجيش والشرطة هم من البنجاب، حتى جامعة بلوشستان الغالبية العظمى من طلابها من البنجاب، وحين أجرت باكستان تجربتها النووية المثيرة للجدل أجرتها في أراضي بلوشستان وتسبب ذلك في تهجير الآلاف.
والبلوش من العرب من بني قحطان من الأزد من أهل اليمن من ولد سليمة بن مالك بن فهم الذي خرج من اليمن إلى كرمان عام 300 قبل الميلاد و ذلك لأنه قتل اباه مالكا خطأ، فهرب خوفا من اخوته إلى بلاد فارس، فأقام هناك على جبال كرمان مع أولاده حتى مضى عليم 800 سنة، ثم خرج البعض إلى مكران و الآخرون إلى العراق عندما حاربهم أنوشروان حاكم إيران عام 560 للميلاد، و الذين جاؤوا إلى العراق سكنوا في مكان شرقي بغداد يسمى الحلبة ثم حاربهم يزيد بن معاوية سنة 60 للهجرة لأنهم وقفوا إلى جانب الحسين بن علي رضي الله عنهما في معركة كربلاء، فخرج البعض إلى سجستان و الأخرون إلى البصرة.
نظام الحياة التقليدية في بلوشستان مبني بشكل أساسي على النظام القـبلي، فالبلوش ينقسمون إلى عشرات القبائل والعشائر، وهم في أخلاقهم وعاداتهم وطبائعهم أقرب إلى القبائل العربية منهم إلى الفرس أو الهنود وخصوصا البدو منهم، وهم بشكل أساسي يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي والتجارة كمصادر للدخل في ظل عدم وجود مؤسسات رسمية توفر وظائف للسكان، ورغم أن بعضا من البلوش اندمجوا في الحياة وتأقلموا مع الباكستانيين والإيرانيين غير أن الغالبية العظمى لا تزال تحس بالظلم والتفرقة.
للبلوش في بلوشستان أزياء رجالية ونسائية تنسب إليهم، ولهم سجاجيد بزخارف بسيطة بديعة، ولهم موسيقاهم وأغانيهم وقصائدهم التي تتميز وتختلف من منطقة إلى أخرى، واللغة البلوشية هي اللغة الأكثر استخداما في بلوشستان بالإضافة إلى بعض اللغات الثانوية الأخرى الأقل استخداما ولكنها ليست لغة رسمية لا في باكستان ولا في إيران، وهي بطريقة نطقها تختلف من منطقة إلى أخرى، وهي في بنـيتها مثل اللغتين الفارسية والأردية تحتوي على آلاف الكلمات العربية، ولكنها لم تظهر كلغة مكتوبة إلا في القرن العشرين، وتوجد نسخة بلوشية لترجمة معاني القرآن الكريم ولكنها غير كاملة لأن كاتبها اغتيل قبل إكمالها.