الرئيسيةبحث

بلاغيات عند العرب

اللغة العربية عند العرب تنقسم إلي قسمين:

في الحقيقة نزل القرآن بالقسمين ليتحقق عجزهم عن الإتيان بمثله، فكأن القرآن يبلغ رسالة : عارضوه بأي القسمين شئتم ، ولو نزل كله واضحاً لقالوا: هلا نزل بالقسم المستحلى عندنا ، ومتى وقع في الكلام إشارة أو كناية أو استعارة أو تعريض أو تشبيه كان أحلى واحسن عند العرب .

قال امرؤ القيس :

وما ذرفت عيناكِ إلا لتقدحـيبسهميك في أعشار قلبٍ مقتل

فشبه المنظر بالسهم فأصبح هذا أحلي عند السامع.

وقال أيضاً:

فقلت له لما تخطى يجوزه وأردف أعجازاً وناء بكلكل

فجعل الليل صلباً وصدراً على جهة التشبيه ،

وقال الآخر:

من كميت أجادها طابخاهـالم تمت كل موتها في القدور

أراد بالطابخين الليل والنهار . فنزل القرآن على عادة العرب في كلامهم.

أسوان أتوان: أي حزين . وشيء تافه نافه . وإنه لثقف لقف . وجايع نايع . وجلّ وبلّ ، وحياك الله وبياك ، وحقير نقير ، وعين جدرة بدرة: أي عظيمة ، ونضر مضر ، وسمج لمج ، وسيغ ليغ ، وشكس لكس ، وشيطان ليطان ، وترقوا شذر مذر ، وشغر بغر ، ويوم عك لك: إذا كان حاراً، وعطشان نطشان، وعفريت نفريت ، وكثير بثير ، وكز ولز وكن أن ، وحار جار يار، وقبيح لقيح شقيح ، وثقة تقة نقة، وهو أشق أمق حبق : للطويل ، وحسن بسن قسن ، وفعلت ذلك على رغمه ودغمه وشغمه ، ومررت بهم أجمعين أكتعين أبصعين .

إن لغة العرب واسعة ولهم التصرف الكثير فتراهم يتصرفون في اللفظة الواحدة :

ومن سعة اللغة وحسن تصرفها :

فيقولون السيف والمهند والصارم.

وتفرق العرب في الشهوات :

ويقولون البيض للطائر، والمكن للضباب ، والمازن للنمل ، والسرو للجراد، والصؤاب للقمل .

ويفرقون في المنازل :

ويفرقون في الأوطان فيقولون: وطن الإنسان، وعطن البعير، وعرين الأسد، ووجار الذئب والضبع، وكناس الظبي، وعش الطائر، وقرية النمل، وكور الزنابير، ونافقاء اليربوع.

ويقولون لما يضعه الطائر على الشجر: وكر، فإن كان على جبل أو جدار فهو: وكن، وإذا كان في كن فهو: عش، وإذا كان على وجه الأرض فهو: أفحوص، والأدحى للنعام خاصة.

ويقولون عدا الإنسان، وأحضر الفرس، وأرقل البعير، وعسل الذئب، ومزع الظبي وزف النعام.

ويقولون طفر الإنسان، وضبر الفرس، ووثب البعير، وقفز العصفور، وطمر البرغوث.

ويفرقون في أسماء الأولاد :

ويفرقون في الضّرب فيقولون: للضرب بالراح على مقدم الرأس: صقع، وعلى القفا: صفع، وعلى الوجه: صك، وعلى الخد ببسط الكف: لطم، وبقبضها: لكم، وبكلتا اليدين: لدم، وعلى الذقن والحنك: وهز، وعلى الجنب: وخز، وعلى الصدر والبطن بالكف: وكز، وبالركبة: زبن، وبالرجل: ركل،

ويفرقون في الكشف عن الشيء من البدن، فيقولون: حسر عن رأسه، وسفر عن وجهه، وأفتر عن نابه، وكشر عن أسنانه، وأبدى عن ذراعيه، وكشف عن ساقيه، وهتك عن عورته.

ويفرقون في الجماعات فيقولون: موكب من الفرسان، وكبكبة من الرجال، وجوقة من الغلمان، ولمة من النساء، ورعيل من الخيل، وصرمة من الإبل، وقطيع من الغنم، وسرب من الظباء، وعرجلة من السباع، وعصابة من الطير، ورجل من الجراد، وخشرم من النحل.

ويفرقون في الامتلاء فيقولون: بحر طام، ونهر طافح، وعين ثرة، وإناء مفعم، ومجلس غاص بأهله.

ويفرقون في اسم الشيء اللين فيقولون: ثوب لين، ورمح لدن، ولحم رخص، وريح رخاء، وفراش وثير، وأرض دمثة.

ويفرقون في تغير الطعام وغيره فيقولون: أروح اللحم، وأسن الماء، وخنز الطعام، وسنخ السمن، وزنخ الدهن، وقنم الجوز، ودخن الشراب، وصدئ الحديد، ونغل الأديم.

ويقولون يدي من اللحم غمرة، ومن الشحم زهمة، ومن البيض زهكة، ومن الحديد سهكة، ومن السمك صمرة، ومن اللبن والزبد شترة، ومن الثريد مرة، ومن الزيت قنمة، ومن الدهن زنخة، ومن الخل خمطة، ومن العمل لزقة، ومن الفاكهة لزجة، ومن الزعفران ردغة، ومن الطين ودغة، ومن العجين ودخة، ومن الطيب عبقة، ومن الدم ضرجة وسطلة وسلطة، ومن الوحل لثقة، ومن الماء بللة، ومن الحمأة ثئطة، ومن البرد صردة، ومن الأسنان قضضة، ومن المداد وجدة، ومن البزر والنفط نمشة ونثمة، ومن البول قتمة، ومن العذرة طفسة، ومن الوسخ درنة، ومن العمل مجلة.

ويفرقون في الوسخ فإذا كان في العين قالوا: رمص، فإذا جف قالوا: غمص، فإذا كان في الأسنان قالوا: حفر، فإذا كان في الأذن فهو: أف، وإذا كان في الأظفار فهو: تف، وإذا كان في الرأس قالوا: حزاز، وهو في باقي البدن: درن.

ويقولون في الرياح فإذا وقعت الريح بين ريحين فهي: نكباء، فإذا وقعت بين الجنوب والصبا فهي: الجريباء، فإذا هبت من جهات مختلفة فهي: المتناوحة، فإذا جاءت بنفس ضعيف فهي: النسيم، فإذا كانت شديدة فهي: العاصف، فإذا قويت حتى قلعت الخيام فهي: الهجوم، فإذا حركت الأشجار تحريكاً شديداً وقلعتها فهي: الزعزع، فإذا جاءت بالحصباء فهي: الحاصب، فإذا هبت من الأرض كالعمود نحو السماء فهي: الإعصار، فإذا جاءت بالغبرة فهي: الهبوة، فإذا كانت باردة فهي: الحرجف والصرصر، فإذا كان مع بردها ندى فهي: البليل، فإذا كانت حارة فهي السموم، فإذا لم تلقح ولم تحمل مطراً فهي: العقيم.

ويفرقون في المطر: فأوله رش، ثم طش، ثم طل، ورذاذ، ثم نضخ، ثم هضل، وتهتان، ثم وابل وجود، فإذا أحيى الأرض بعد موتها فهي: الحياء، فإذا جاء عقيب المحل أو عند الحاجة فهو: الغيث، وإن كان صغار القطر فهو: القطقط، فإذا دام مع سكون فهو: الديمة، فإذا كان عاماً فهو: الجداء، وإذا روى كل شيء فهو: الجود، فإذا كان كثير القطر فهو: الهطل والتهتان، فإذا كان ضخم القطر شديد الوقع فهو: الوبل.

ويقولون هجهجت بالسبع، وشايعت بالإبل، ونعقت بالغنم، وسأسأت بالحمار، وهأهأت بالإبل: إذا دعوتها للعلف، وجأجأت بها: إذا دعوتها للشرب، وأشليت الكلب: دعوته، وأسدته أرسلته.

ويفرقون في الأصوات: فيقولون: رغا البعير، وجرجر، وهدر وقبقب، وأطت الناقة، وصهل الفرس، وحمحم، ونهم الفيل، ونهق الحمار، وسحل. وشحج البغل، وخارت البقرة وجأرت، وثاجت النعجة، وثغت الشاة ويعرت، وبغم الظبي ونزب، ووعوع الذئب، وضبح الثعلب، وضغت الأرنب، وعوى الكلب ونبح، وصأت السنونو، وضأت الفأرة، وفحت الأفعى، ونعق الغراب ونعب، وزقا الديك وسقع، وصفر النسر، وهدر الحمام وهدل، وغرد المكاء، وقبع الخنزير، ونقت العقرب، وأنقضت الضفادع ونقّت أيضاً، وعزفت الجن.

وتقول العرب في الأمر: وهن، وفي الثوب: وهى، وفي الحساب: غلت، وفي غيره: غلط، ومن الطعام: بشم، ومن الماء: بغر، وحلا الشيء في فمي، وحلى في عيني.

المراهق من الغلمان بمنزلة المعصر من الجواري، والحزور من الصبيان بمنزلة الكاعب، والكهل من الرجال بمنزلة النصف من النساء، والقارح من الخيل بمنزلة البازل من الإبل، والعجل من البقر، والشادن من الظباء كالناهض من الفراخ، والبكر من الإبل بمنزلة الفتى، والقلوص بمنزلة الجارية، والجمل بمنزلة الرجل، والناقة بمنزلة المرأة، والبعير بمنزلة الإنسان، والغرز للجمل، كالركاب للفرس، والغدة للبعير كالطاعون للإنسان، والهالة من القمر كالدارة من الشمس، والبصيرة في القلب كالبصر في العين، والأسباط في بني إسحق، كالقبائل في بني إسماعيل، وأرداف الملوك في الجاهلية، كالوزراء في الإسلام، والأقيال لحمير كالبطارق للروم والقواد للعرب.

وللعرب خاص وعام. فالبغض عام، والفرك بين الزوجين خاص، والنظر إلى الأشياء عام، والشيم إلى البرق خاص، الصراخ عام، والواعية على الميت خاص، الذنب للحيوان والبهائم عام، والذنابي للفرس خاص. السير عام، والسري بالليل خاص. الهرب عام، والاباق للعبيد خاص. الرائحة عام، والقتار للشواء خاص.

ومن جملة المسلم للعرب: أنهم لا يقولون مائدة إلا إذا كان عليها طعام وإلا فهي: خوان. ولا للعظم عرق إلا ما دام عليه لحم، ولا كأس إلا إذا كان فيه شراب، وإلا فهي: زجاجة، ولا كوز إلا إذا كانت له عروة، وإلا فهو كوب، ولا رضاب إلا إذا كان في الفم، وإلا فهو: بصاق، ولا أريكة إلا للسرير إذا كان عليه قبة. فإن لم يكن عليه قبة فهو: سرير. ولا ربطة إلا إذا كانت لفقتين، وإلا فهي: ملاءة، ولا خدر إلا إذا كان فيه امرأة، وإلا فهو: ستر. ولا للمرأة ظعينة إلا إذا كانت في الهودج، ولا قلم إلا إذا كان مبرياً، وإلا فهو: أنبوب. ولا عهن إلا إذا كان مصبوغاً، وإلا فهو: صوف. ولا وقود إلا إذا اتقدت فيه النار، وإلا فهو: حطب. ولا ركية إلا إذا كان فيه ماء، وإلا فهي: بئر. ولا للإبل رأوية إلا ما دام عليها الماء، ولا للدلو سجل إلا ما دام فيها الماء، ولا ذنوب إلا ما دامت ملأى، ولا نفق إلا إذا كان له منفذ وإلا فهو: سرب. ولا سرير نعش إلا ما دام عليه الميت. ولا للخاتم خاتم إلا إذا كان عليه فص. ولا رمح إلا إذا كان له زوج وسنان، وإلا فهو: أنبوب وقناة. ولا لطيعة إلا للإبل التي تحمل الطيب والبز خاصة. ولا حمولة إلا للتي تحمل الأمتعة خاصة. ولا بدنة إلا للتي تجعل للنحر. ولا ركب إلا لركبان الإبل. ولا هضبة، إلا إذا كانت حمراء. ولا يقال غيث، إلا إذا جاء في إبانه، وإلا فهو: مطر. ولا يقال عش، حتى يكون عيداناً مجموعة، فإذا كان نقباً في جبل أو حائط فهو: وكر ووكن.

المصادر