نشأته : ولد بـالدمام عام 1366 هـ و في العام 1373هـ توفي والد بشير وهو في السابعة من عمره وانتقلت عائلته إلى مدينة الرياض بحي ((المرقب)) حيث يسكن أخوه من والده الذي كفله هو وأمه، ومن المعروف أن حي المرقب سكانه يعشقون الفن.
حياته الإجتماعية : تزوج مرتين، وطلق في المرة الأولى، واستقر مع زوجته الثانية وأنجب منها ابنتين تخرجتا من الجامعة، وقد عُرض على ابنتي بشير مبلغ 30 ألف ريال سعودي مقابل التنازل عن عود بشير فلم يقبلا بذلك.
بداياته الفنية : تتلمذ بشير على يد أخيه وتعلم العزف على آلة العود وطور من أدائه الفنان صليح الفرج ولا شك أن بشير بأسلوبه الفني الراقي تفوق على معلميه، ولايوجد تصوير فديو له اطلاقا.
عمره الفني : لم يتعدى عمر بشير الفني 10 سنوات ورغم ذلك نرى بشير ما زال على قمة الفنانين الشعبيين للآن.
بشير الوافي لأصحابه : دائما مايتغنى بشير بأصحابه ويذكر أسماءهم في قصائده ونذكر منهم:
عيد ناصر السهيلي محمد بن سعد الحقباني وسآتي لذكر مقاطع شعرية لما قاله في أصحابه.
عند أدائه لأغنية ما لاينسى ذكر أسماء من كان معه بالجلسات فمثلا كان يقول: يا روحي يا إبراهيم يا روحي يا عبيد عواد (و كان مروس أي يضرب على الطبلة) يا روحي يا تركي (مروس أيضا) يا روحي يا عبادي بن سعد عاش أبو تركي والحاضرين والكثير الكثير من الأسماء التي لم يتنكر لها بشير وفي أحد المرات قال بشير كلمة موجهة لفاطمة فقال: عاشت حياتي وعيوني وخلف الشنان كلهم بعد.
بشير و علاقته بالأسواق : المتتبع لأغاني بشير يلاحظ أنه دائما يذكر الأسواق بأغانيه ووقت العصاري (العصر) بالذات كأغنية : قبل أمس وسط السوق - دخلت سوق الذهب - دخلت العصر سوق القيصرية - يا ليت سوق الذهب يفرش حرير - من طب سوق الذهب والكثير الكثير من الأغاني ودائما مايكتب بشير كلماته هناك.
قصة [من عيوني] القصة مروية من عازف كمان كان يرافق بشير في أغانيه يقول: "كنت أنا وبشير عند أحد أسواق الذهب وبالصدفة مرت محبوبة بشير والذي ابتعد عنها بسبب ظروف قاهرة ولما رآها كتب فيها قصيدة (يا ليت سوق الذهب يفرش حرير)".
بشير يذكر رفيق دربه السهيلي في قصائده: يقول بشير في إحدى قصائده ذاكرا صاحبه السهيلي: راسي غدى يالسهيلي شيب .. و اشكي لك الحال بعد الله يا سعيد لو اني قريت الغيب .. ما صار هاللي حصل كله ثم يرجع بشير و يرد الجميل لصاحبه في أحد المواقف في قصيدة أخرى و يقول : ترى البكاء يا سعيد ما هو ممدوح .. سلم امورك يالسهيلي لمولاك ان كان هذا دين و الله لا اروح .. والله فلا انسى فزعتك يوم انخاك .
كلمة بشير لجمهوره : بعد أن سجل بشير الوجه الأول لأحد الألبومات اختتمه بكلمة قبل تسجيل الوجه الثاني وقال: إذا كنتم مساء أو صباح الخير إن استمعتم الشريط صباحاً الوجه الأول انتهى وباقي الوجه الثاني، رغم أن بشير في خدمه الجميع حتى الموت، وأنا شاكر ومقدر لفضايلكم والله لايحرمنا على الخير والناس اللي مثلكم وشرواكم.
السرقات الفنية : هنا نحتاج لعدة مجلدات، فكما قلنا بشير ظاهرة تسبق عصره، ونبدأ بقائمة السرقات:
1- راشد الماجد : سرق أغنية البارحه يوم الخلايق نياما.
2- عصام عارف : ألا ياسيد كل الناس (من بعدها اختفى).
3- علي عبدالكريم : أنا البارحه ما مسيت.
4- عبدالله رشاد ونوال: تغنوا بلحن بشير (جانا زريف الطول) في أغنيتهم (كان ودي نلتقي) ولا شك أنها زادت من شهرتهم بعد أداء الأغنية.
5- أحلام وأنور عبدالله: أخذوا لحن أغنية (يا بوسعد لو فرقتنا المقادير) وغنت أحلام اللحن في أغنيتها المشهورة (وش ذكرك)
6- عبدالله الرويشد : لحن أغنيه (ياطالبين الود) كان في الأساس للراحل بشير في أغنيته (والبارحه فزيت من غرقة النوم)
أما على المستوى العربي فقد سرقت الفنانة (زهره التونسية) عملين من أعمال بشير وهما: (العين بصيرة) و (ساعي البريد) بمباركة من الشاعر الكويتي علي القحطاني.
من الإشادات التي تحصل عليها الراحل : لقد ذكر أن فريد الأطرش عندما سئل عن خليفته في العود قال: ((الواد الصايع بشير))، رغم أن الشكوك تحوم حول صحة هذا القول، وقد امتدح الفنان بشير الملحن الكبير محمد الموجي وامتدح بشير الفنان الكويتي عبدالكريم عبدالقادر والفنان محمد عبده صرح بذلك في مقابلته على قناة أوربت عندما كان يحاوره عماد الدين أديب بعد سؤال أحد المشاهدين لمحمد، وامتدح بشير من الساحة الشعبية الفنان سلامة العبدالله بقوله: إن بشير أفضل فنان شعبي تطريبي، فبالرغم من كثرة النجوم إلا أن بشير يختلف عن الجميع. فتلك الإشادات تدل على أن بشير ظاهرة فنية من الصعب أن تتكرر.
مَن تَأثَّر مِن الفنانين الشعبيين ببشير : في المرتبة الأولى الراحل عيسى بن علي الاحسائي فقد كان يعشق بشير إلى حد الجنون، والآن كما يبدو أن الفنان عزازي يخطو خطوات بشير، وكذلك الفنان خالد عبدالرحمن في بداياته كان يلقب بخليفة بشير.
علاقه بشير بفهد وعيسى : بشير وفهد وعيسى هم ثلاثي القمة قد يخفى على أغلب الناس والسعوديين خصوصا أن فهد رافق بشير كمرواسي (عازف طبلة) في أحد الأغاني، أما عيسى فكان يرافق بشير على آلة الكمان، فكانت علاقة بشير بهم ممتازة وقد حصل خلاف بين بشير وفهد (رحمهما الله) على أغنية حصل بشير على التنازل من صاحبها الفنان سالم الحويل وهي أغنية (ياحسرتي) فلما علم فهد بالخبر قام بالتسجيل مما تسبب بإشكال بسيط بينهم.
جمهور بشير : هناك من وشم اسم بشير على ذراعه، وهناك من ذهب لمكة واعتمر عن بشير وهناك من يضحي عن بشير.
ألقاب بشير : ملك العود - فريد السعودية لإجادته العزف بشكل خيالي، فهو قام بأداء تقاسيم السلم والتي كان فريد الأطرش يتفرد بها ويمكن الاستماع لعزف بشير في أغنية (العجوز) للحكم، وقد قال جمهور بشير بعض العبارات من شدة الإعجاب ببشير، نذكر منها : بشير حمد شنان مطرب الإنس و الجان بشير والباقي دشير لا فن عقب بشير ما اندفن اسمع بشير ولا تستشير .
قصه غرك بنجمة : قيل أن بشير مطلوب للمحاكمة من قبل الحكومة السعودية فهرب بشير واختبأ في أحد الأماكن، وكان أحد زملائه يعرف مكانه، ثم عرضت الحكومة على صاحب بشير نجمة تعلق على كتفه (أي تعيينه في العمل العسكري برتبة ملازم) مقابل إعطائهم معلومات عن مكان بشير فوافق، وقُبض على بشير وأُعدم، وقبل أن يعدم قال قصيدته المشهورة : غرّك بنجمة وليه مالبّسك تاج ... ومن عقب قصر ايديك صارت طويلة ولكن الحقيقة هي : أن بشير كان خارج المنزل وعاد إليه فجرا مع أحد زملائه وجاءه شخص يعرفه بشير، وكان هذا الشخص عسكريا برتبة ملازم، وأصر أن يحقق مع بشير، فقام بشير وأخذ لوحا من الخشب وكسره على رأس الملازم. وهذه القصة مأخوذة من عازف الكمان والذي رافق بشير في جلساته.
قدرة بشير على التلحين : لاشك أن بشير لديه قدرة فائقة على التلحين، فمثلا أغنية بشير (يا ليت سوق الذهب يفرش حرير) تُغنى بألحان عديدة من الممكن أن تصل إلى 8 - 9 ألحان، وهذه دلالة على قدرة بشير الفائقة في التلحين. من أكثر الاغاني المطلوبه على القنوات الفضائيه حاليا وخصوصا قناة فلاش وغيرها هي اغاني الفنان بشير حمد الشنان. ابدع في السامري من الاغاني الجميله والرائعه والتي اشتهر بها بشير هي ياهل الشميسي - قبل امس وسط السوق -دخلت العصر سوق القيصريه-ياغايه المطلوب قمه الروعه في الكلمات والتلحين ولم يستطع اي فنان شعبي الإبداع على العود والتلحين مثل ابداع بشير
ومن القصص التي تسرد من وقت لاخر أن أحد الأشخاص سافر للخارج ويحمل أغاني بشير معه وكان يقصد تركيا، وعند الإستماع لأغنيه ياغايه الملطوب ياصافي الأوجان اعجبت إحدى الفتيات من الجنسيه التركيه بعزف العود واجهشت بالبكاء وأصرت على الحصول على نسخه من الشريط ولم تبرح حتى حصلت عليه وعند سؤالها ماذا أعجبك في الأغنيه وأنتي لاتتحدثين العربيه؟ أجابت اللحن والعزف على العود.
وفي قصه أخرى في دمشق عام 1979 ميلادي أي قبل 28 سنه تقريبا كان أحد السعوديين يستمع لأغاني بشير عند تنقله في إحدى سيارات الأجره بينما كان واقفا بالقرب من الأماكن المزدحمه وإذا بتطفل إحدى الفتيات تطلب الإذن بكتابة كلمات أغنيه ياغايه المطلوب.
الفنانين الذي تغنى بشير بأغانيهم : طلال مداح (عطني المحبة) محمد عبده (يا صاح, لاتجرحيني, ايوه) عبدالكريم عبدالقادر (عزيز وغالي) عايد عبدالله (الموتر اللي مرني بالليل) فهد بن سعيد (عدة أغاني منها : ألا يالله يا عالم بحالي) عيسى بن علي الاحسائي (عدة أغاني و منها : عند باب المدرسة) .
جلسات بشير و حفلاته : من حفلاته حفلة بنادي الهلال وكان يرافقه الفنان محمد بن حسين حفله عائشة المرطة (قبل أمس وسط السوق) جلسه فاطمة (التي قال بشير فيها: خلاص ما عاد أغني بالسمر) وهناك الكثير ولا يمكن حصره.
مفاجأة لأحد محبي بشير : يقول أحد محبي بشير: "بينما كنت أعزف في أحد الأماكن العامة ومعي أصدقائي جاء رجل سوري داهمه الكبر فطلب مني العود، فأعطيته وعزف لنا عزفة، فقلت في نفسي: أعرف هذه التقاسيم، وعندما انتهى من عزفه سألته بحكم أنه بارع في العزف على العود: من يعجبك من العازفين ؟ فقال: بشير حمد شنان لأنه ابتكر تقاسيم على العود ولا يمكن لأي فنان أن يقسم إلا ويستخدم أسلوب بشير وهو (على كلامه) السهل الممتنع".
أم بشير في أحد المواقف : كانت أم بشير خارجة تقضي بعض مطالبها، فركبت بإحدى التكاسي (سيارة الأجرة)، وتفاجأت بصوت ابنها يخرج من المسجل، فانهمرت بالبكاء واستغرب السائق مما حصل فسألها وألح في سؤاله، فقالت له: اطفئ المسجل وسألها باستغراب فقالت: هذا ابني، فلما علم سائق الأجرة أصر على إيصال والدة بشير بدون مقابل.
مقابلة إذاعية يتحدث فيها بشير لبرنامج فنون: في تلك المقابلة، سأل المذيع بشير عن قصة العجوز، فسردها له وقال: "في يوم من الأيام، خرجت مع والدتي لتشتري بعض الأغراض، فجاءتني عجوز تنظر إلي وقالت لي: أنت بشير ؟ فقلت لها: نعم، فقالت: امش معي أريدك. يقول بشير: أنا أريد أن أتخلص منها خشية أن تراها أمي معي وحاولت معها لكنها أصرت، فقلت لها أني واعدت إنسان عزيز علي بقصد التخلص منها ولكنها أصرت على مرافقتي، المهم أن العجوز أغرتني وأخرجت لي صورة لفتاة كالقمر فقلت لها سأذهب معك لو أن في طريقي ذئاب جائعة. وبعد أن أكمل بشير قصته، سأله المذيع: هل صحيح أنك تبت من طرد الهوى ؟ فقال بشير: بعد ما رأيت العجوز نعم.
ومطلع القصيدة يقول : وافيت قبل أمس بالديرة عجوز ... عليها وأشكالها اللعنة تجوز ما تقرب أمر خبيث إلا تفوز .،. همها بالعمر تحليل الحرام.
من المواقف الطريفة : في يوم من الأيام ذهب بشير مع الشاعر محمد بن سعد الجنوبي إلى محلات تسجيل الأغاني، فدخلت المطربة عتاب ومعها امرأة، فنظر بشير إلى عتاب فرآها قد عملت تسريحة بشعرها يسمينها النساء تفاحة فقال لها بشير: توي دريت ليه قواطي الحليب صارت غالية (أي الآن عرفت لماذا ارتفعت أسعار الحليب) فقالت عتاب لصديقتها: مكان فيه ابن شنان ماعاد ينبغى وخرجت وهي مقهورة من بشير.
مرثيه في الفنان بشير : ملكتني يا بوحمد برنة العود ... و مع أجمل ألحانك سهرت الليالي يا سيد الأوتار شرواك محدود ... و الفن عقبك ما يساوي ريالي يا مدرسة في الصوت و اللحن و العود ... ملكت حب الناس أول و تالي يطول بي التفكير و همومي تزود ... و يزيل صوتك كل همٍ طرا لي .
وفاته : هم بشير بإحياء حفلة في قطر، فلما خرج عاد إلى منزله وقرر تأجيل تلك الحفلة، فرآه أحد جيرانه وقال له: إن أهلك خرجوا خارج البيت، فتعال معي لترتاح ببيتي، فذهب بشير مع جاره ونام بالمجلس وعندما جاء جاره ليوقظه لصلاة الجمعة وجده قد فارق الحياة، ودفن في مقابر العود بالرياض، وكان تاريخ الوفاة : 8 - 3 - 1394 هـ .
(مساهمة في هذا العمل) أرجو أن يقبل من قام بهذا العمل في أن نساهم ولو ببعض ما نعرف عن الفنان بشير حمد شنان، فمن يستمع لبشير بإمكانه أن يشعر بمدى شاعرية هذا المطرب، فهو مرهف الحس ويؤدي أغانية بكل إتقان من نواحي عديده كاللحن، الصوت والأداء، العزف على آلة العود، وترك المجال للإيقاعات لتلعب "السولو" الخاص بها مع التناغم الموسيقي مع ظاربي الإيقاعات في آن واحد. وأيضاً يعرف بشير بصدق مشاعره نحو الكثير من أغانيه فهي حتماً تحمل في طياتها قصة خاضها بشير أو أحد المعروفين لديه، ومنها قصص محزنه إلخ والبعض منها عبارة عن نقد للمجتمع أو الفرد ونذكر على سبيل المثال (وسط الطراديه في حارة حيه، هلها زكرتيه نمام ما تلقاه) أي أن بشير ذم النمام ومجد حي من أحياء الرياض وأثنى عليه بقصيده سواء كانت له أم لغيره أنا في الحقيقة لا أذكر هي لمن، ولكنه غناها وهذا كاف، فهو يثني على أخلاق أهل الحي في تعاونهم ومحبتهم وصداقة بعضهم ببعض وهذا يزيد من الوعي الإجتماعي أنذاك في الترابط والتماسك وكراهية النمامين.
أيضاً من الشعور الجميل الذي يتحف به بشير لمستمعي أغانيه ومحبيه، عندما يبكي وتسمع نبرة الحزن في صوته وما ذاك إلا لصدقه وإخلاصه للكلمة والأغنيه وهذا حضور يصعب على الكثير من الفنانين فتجد البعض لا يتجاوب مع كلمات الإغنيه ويقوم بأدائها مجرداً من الحس بما تحمله الكلمات من معاني جميله وهذا ليس بديدن بشير الذي عرف عنه الحضور القوي والتأقلم مع كلمات الأغنيه.
خلاصة بشير أبكى حتى العود وجعله يضحك أيضاً بإسلوب فذ وفريد من نوعه وهذا نوع من الإبداع لم نراه ولم نسمعه من أحد غيره، عدى عن كون عبادي الجوهر بإستطاعته العزف بلحن حزين وجميل لكنه ليس كما كان يفعل بشير بالعود ولا أقصد هنا غير الريشة الحزينة التي يتحفنا به بشير وكأن العود يتحدث ويقص القصة أو ينشد القصيدة باكياً.
ختاماً: لمن لا يعرف بشير ولا يقدر الفن الشعبي الأصيل أرجو عدم الحكم مسبقاً على هذا النوع من الفن وعلى بشير في فنه فأنت حتماً لم تستمع له ولم تتذوق ما جادت به نفسه من طرب وأيضاً لا تكون القصص و الروايات عن هذا الفنان بمثابة الكذب أو المبالغة لديك فهو حقاً ظاهره سابق عصره ومن القصص صحيح وسليم وغير ذلك لكن هذا ليس ذنب الفنان بل محبيه في أرجاء الجزيرة العربية ودول الخليج.
وتحياتي لمن قام أساساً بوضع سيرة الفنان بشير بن حمد شنان (رحمه الله) ولكل محب للفن والطرب الشعبي ولبشير على وجه الخصوص.