الرئيسيةبحث

بروتوكول الإنترنت

من أكثر الأمور المثيرة للاهتمام في عالم الانترنت هو أن ليس هناك جهة معينة تتحكم فيها. وهذا هو عين السبب الذي منع الشركات في بادئ الأمر من الاستثمار في الانترنت للأغراض التجارية. فالانترنت ليس مثل النظام العالمي للهواتف والتي تدار من قبل عدد صغير من كبرى الشركات التلفونية والتي يتم تنظيمها واصدار القوانين عليها من قبل الحكومات والدول. بل الانترنت عبارة عن "فوضى منظمة" والتي تعمل فقط لأن هناك الكثير من الاتفاقات التي جرت بدون أي مفاوضات ما بين كل الجهات المعنية بالأمر بخصوص الاتفاقيات التي تجعل الشبكات تعمل على الرغم من أن شركة IETF الطوعية هي المسؤولة عن تطوير معايير وخصائص الانترنت. يقول أحد المختصين:


"مشكلة الشبكات البينية هو كيفية بناء مجموعة من الاتفاقيات التي تستطيع إدارة الاتصالات ما بين أي جهازين أو أكثر والتي كل جهاز فيها يستخدم أنظمة تشغيل مختلفة. ولكي يزيد الأمر تعقيدا فإن كل نظام متصل مع بعضه البعض لا يعرف حرفا عن بقية الأنظمة. فليس هناك أي أمل من معرفة أين يقع النظام الآخر أو أي البرمجيات التي تستخدم فيها أو ماهية المنصة الصلبة المستخدمة."


فالاتفاقية هي مجموعة من القوانين التي تحدد وتفصل كيف لحاسوبين آليين أن يتصلا ببعضها البعض عبر شبكة ما.



الاتفاقيات التي تم بناء الانترنت عليها تحوي عدة تصاميم أساسية:


1) قادرة للعمل على عدة محاور interoperable: النظام يدعم برمجيات وحواسب آلية مصنعة من شركات مختلفة. وهذا - بالنسبة للتجارة الالكترونية - يعني بأن الزبائن وأصحاب العمل لن يضطروا أن يشتروا أنظمة معينة من أجل تسيير التجارة.


2) مُطَبَّقة layered: أي أن جميع الاتفاقيات تعمل في طبقات بحيث أن كل طبقة تبدأ عملها بعد أن تنتهي الطبقة التي تحتها أو فوقها من الانتهاء من عملها. وكل طبقة تستخدم البيانات الناتجة من الطبقة التي فوقها أو تحتها. انظر الرسمة:




3) بسيطة simple: كل طبقة في البناء مسؤولة عن بعض من العمليات والمهام.


4) نهاية إلى نهاية end-to-end: الانترنت مبنية على اتفاقيات "النهاية إلى النهاية". هذا يعني بأن تفسير وقراءة البيانات تحدث فقط في طبقة التطبيق وليس في طبقات الشبكة. وكمثال لتوضيح الصورة، فإن الأمر أشبه بعملية إرسال البريد. فساعي البريد لا يعرف ما هو الموجود في الطرد أو في البريد. فقط الشخص المرسل والفرد المستقبل هما الوحيدان اللذان يعرفان طبيعة الرسالة.


TCP/IP


الاتفاقية التي تقدم حلولا في مجال الاتصال ما بين الشبكات العالمي global internetworking هي اتفاقية التحكم بالارسال/اتفاقية الانترنت Transmission Control Protocol/Internet Protocol TCP/IP. هذا يعني بأن أي حاسوب آلي أو نظام متصل بالانترنت، فإنه يستخدم TCP/IP. وفي واقع الأمر، فإن هذا الاتفاقية هي عبارة عن اتفاقيتين اثنتين:

1) اتفاقية التحكم بالارسال Transmision Control Protocol TCP

2) اتفاقية الانترنت Internet Protocol IP


وظيفة اتفاقية التحكم بالارسال هو التأكد بأن حاسوبين آليين يستطيعان الاتصال ببعضها البعض بطريقة يعول عليها. كل اتصال لاتفاقية التحكم بالارسال يجب أن يقابله أشعار باستلام البيانات. فاذا لم يتم الحصول على هذا الاشعار بعد فترة معينة، فإن على الجهار المرسل إعادة إرسال البيانات. ولكي تتم عملية الارسال أو عملية إجابة لطلب، فإن الطلب المرسل يجب تقسيمه إلى أقسام صغيرة تسمى بالرزم packets. كل رزمة تحوي عنوان الجهاز المرسل والجهاز المستقبل. وهنا تتدخل اتفاقية الانترنت. فنظام الانترنت ينسق الرزم وتوزع العناوين.


النسخة الحالية لاتفاقية الانترنت هو 4 (IPv4). وهذه النسخة تقول بأن عناوين الانترنت تتكون من 32 بت وتُكتب كأربع مجموعات من الأرقام تفصلها نقاط مثلا هكذا: 443.333.44.3. لعك عنوان الموسوعة[url]www.c4arab.com[/url] يكون مؤلوفا لديك، ولكن وراء كل عنوان تجد عنوان رقمي مكون من 32 بت. الجهة التي تقوم بتوزيع العناوين الرقمية هي المركز المعلوماتي لشبكة الانترنت Internet Network Information Center InterNIC.


باستخدام النسخة الحالية لاتفاقية الانترنت فإن عدد العناوين المتاحة تتجاوز قليلا عن 4 بلايين (2 أس 32). هذا الرقم يبدو عاليا جدا خصوصا وأن عدد الحواسب الآلية الموجودة حاليا في العالم تعد في الملايين فقط. المشكلة أن توزيع العناوين لم يتم بصورة فردية، ولكن بصورة جماعية. مثلا، عندما قامت شركة HP بطلب عنوان الكتروني لها، تم اعطائها مجموعة العناوين "15". هذا يعني بأن HP حرة في أن تستخدم أكثر من 16 مليون عنوان يبدأ من 15.0.0.0. إلى 15.255.255.255. ويتم إعطاء مجموعات أصغر للشركات الأصغر.


hلإيجابية الوحيدة للتوزيع الجماعي للعناوين الانترنتية هو تخفيف كاهل الموجهات لأن اذا الموجه عرف بأن العنوان يبدأ بالرقم 15 فإن هذا يعني بأن هذه البيانات يجب أن تذهب إلى حاسوب آلي موجود على شبكة HP. ولكن المشكلة في أن عدد العناوين المتوافرة ستقل كثيرا في السنوات القادمة. ولهذا السبب، فإن الكثير من المختصين بالانترنت بدأوا بتصميم "الجيل التالي من نظام الانترنت" Next Generation Internet Protocol IPng. وهذه الاتفاقية - والتي تمت اعادة تسميته إلى اتفاقية الانترنت النسخة السادسة - قد تم استخدامه من قريب فقط ويستعمل 128 بت من أجل صياغة العناوين. وهذا يسمح بكدريليون حاسوب آلي (الرقم واحد وبيمينه 15 صفرا) بالاتصال بالانترنت.


أسماء النطاق Domain Names


أسماء النطاق من مثل [url]www.c4arab.com[/url] توجه الحواسب الآلية إلى مواقع معينة على الانترنت. أسماء النطاق مقسمة إلى أجزاء وكل جزء يفصله نقطة عن الجزء الآخر. الجزء في أقصى اليمين هو اسم النطاق الرئيسي والجزء في أقصى اليسار هو اسم الحاسوب الآلي الخاص والجزء الوسط هو نطاق ثانوي. فمثلا، ففي اسم النطاق [url]www.c4arab.com،[/url] فإن www هو اسم الحاسوب الآلي الخاص وcom هو اسم النطاق الرئيسي وc4arab هو اسم النطاق الثانوي. أسماء النطاق منظمة على أساس هرمي. ففي قمة الهرم نجد النطاق الجذري root domain. وتحت النطاق الجذري نجد النطاقات الرئيسية. وإلى عام 1997، كان هناك 7 نطاقات أساسية وهي com وedu وgov وmil وnet وorg. وتحت كل نطاق رئيسي نجد طبقة من النطاقات الثانوية وتحتها طبقة أخرها من النطاقات الثانوية وهلم ما جرى. وفي أسفل وقاع الهرم نجد الحواسب الآلية الحقيقية.


وعندما يريد فرد ما الدخول على موقع معين، فإن ذلك يحدث عن طريق اسم النطاق وليس عن طريق العنوان الرقمي. وفي خلف الكواليس فإن اسم النطاق يتم تحويله إلى العنوان الرقمي المناسب باستخدام مزود خاص يسمى بمزود اسم النطاق domain name server. وكل منظمة ومؤسسة تملك مزودين اثنين لاسم النطاق احدهما رئيسي والآخر ثانوي من أجل توجيه الضغط الشديد. فإن لم يستطع مزود اسم النطاق الرئيسي أو الثانوي تحويل الاسم إلى عنوان رقمي فإن الاسم سيتم ارساله إلى النطاق الجذري ومن ثم إلى النطاق الرئيسي. والنطاق الرئيسي يمتلك قائمة من المزودات للنطاقات الثانوية. ويتم إرسال الاسم من النطاق الرئيسي إلى النطاق الثانوي المقصود بالأمر إلى أن يجد الفرد مبتغاه. وعلى الرغم من أن العملية قد مرت بمزودات عدة، فإن الأمر يستغرق مجرد مايكرو ثانية.


سلطة اسناد الأرقام للانترنت Internet Assigned Numbers Authority IANA تتحكم في نظام اسم النطاق. بينما شركة Network Solutions تصدر وتدير أسماء النطاق لأغلب النطاقات الرئيسية. الغالبية القصوى من الأسماء التي أصدرت في الأعوام السابقة تحوي النطاق الرئيسي com. وبطبيعة الحال، فإن الأسماء يجب أن تكون وحيدة ولا نظير لها. ولكن المشكلة تكمن في أن الكثير من الشركات حول العالم تلك نفس الاسم! تصور مثلا عدد الشركات التي تحمل الاسم "الخليج"؟ ولكن الأفضلية تُعطى لمن يتقدم بطلب الاسم أولا. المتقدم يجب أن يثبت بأن له الحق القانوني باستخدام ذلك الاسم أولا. فاذا تفجر النزاع ما بين شركتين في حق اسم النطاق فإن الشركة التي لديها العلامة التجارية الأسبق تفوز. ومن احدى الطرق لتقليل الخلاف حول أسماء النطاق هو اصدار نطاقات رئيسية اضافية. (وهو طور التحديث حال


أنظر أيضا