الرئيسيةبحث

بربرة


بـــربــرة بربرة: بفتـح أوله وسكون ثانيه وفتـح ثالثه ورابعة، وهـى كلمة آرامية بمعنى بدوى و بحيث تعـود إلى زمن اللغة الآرامية (1400 ق.م). و جاء في كتاب "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" لمؤلفه مجير الدين الحنبلي، أن بربرة قرية من أعمال نيابة غزة سميت بذلك لارتفاعها وبعدها عن الطريق، ونزلها من المغاربة وتوطن فيها العالم والمرشد العارف الكامل ( الشيخ يوسف ) واتخذ له فيها زاوية كبيرة صارت مسجداً وبه مزاره، وذلك في أوائل القرن الثامن الهجري. تقع بربرة في الجزء الجنوبي من ساحل فلسطين على الطريق الرئيسي بيـن غـزة ويافا، على بعد خمسة كيلو مترات إلى الجنوب من المجدل، وحوالي (20) كيلو متراً إلى الشمال من غزة، وهى من قرى لواء غــزة ترتفـع عن مستوى سطح البحر حوالي (50) مترا ، وتتصـل بالمجـدل بالطريـق الرئيسي المعبد (طريق غزة – يافا) .

تجاور بربرة وأراضيها الممتدة في كل اتجاه قرى : هربيا من الجنوب الغربي ،وبيت جرجا من الجنوب الشرقي ، وسمسم وبرير وبيت طيما وحليقات من الشرق ، وقرية الجية التي لا تبعد عن بربرة أكثر من كيلـو متريـن ، و نعليـا

و الخصاص و الجورة من الشمال.

فهي تبعد عن البحر حوالي ثلاثة كيلو مترات ،وعند أطرافها الغربية تقع الكثبان الرملية الممتدة بمحاذاة البحر .

العلاقة بين سكان القرية و القرى المجاورة

ارتبط سكان قرية بربرة بالقرى المجاورة ارتباطا وثيقاً إما بالمصاهـرة، و إمـا بتبادل المنافـع في وجوه الحياة المختلفة، فقد تزوج كثير من شباب القريـة من القرى المجاورة كالجية و هربيا و الخصاص و نعليـا والجـورة وبيت جرجـا و المجدل و زرنوقة، كما تزوج شباب من قرى مجاورة من فتيات من أهل القرية و سكان القرى المجاورة مما كان له أثر كبير في التواصل بينهم، لقد كان سوق المجدل هـو سوق أهل بربرة و الذي يلتقي فيه أيضاً سكان القرى المجاورة

و سكان بعض المدن الفلسطينية، و الأسواق في العادة مجال للتعارف و تبادل المنافع و المصالح فقد كان أهالي بربرة يسوقون منتجاتهم الزراعية و الحيوانية في سـوق المجـدل، و أسواق يافا و تل أبيب و غزة.

و قد نقل أهالي بربرة صناعة الغزل و النسيج عن أهالي المجدل، وقد سهـل هذا الاتصال و التواصل أواصر القربى بين آل حبرون في المجدل و آل صالحة فـي بربرة، و قد كان للأحداث الدامية في المواجهات مع العدو الصهيوني أثر كبير في التقريب بين أهالي بربرة و سكان القرى المجاورة، فقد كان المناضلـون يتنـادون للنجدة كلما وقع صدام مع عدوهم،ولعل معركة بربرة التي وقعت قبيل النكبة خيـر دليل على ذلك، فقد شارك في المعركة إلى جانب مناضلي بربرة عدد كبيـر مـن مناضلي القرى المجاورة ، و بالتقائهم على صعيد واحد في هذه المعركـة تحقـق النصر للمناضلين و كبدوا العدو خسائر فادحة.

لقد تميزت بربرة بكثرة علمائها الأزهريين وغير الأزهريين، و كثيراً ما كان علماء و مشايخ القرى المجاورة يترددون على بربرة للقاء إخوانهم من مشايخها و علمائها، و التحدث معهم في أمور دينهم و دنياهم، ومن عوامل تقوية الأواصر بين بربرة وجيرانها إنشاء مدرسة بها في مكان متوسط يسهل لأبناء القرى المجاورة الوصول إليها و خاصة من القرى التي لم يتيسر لها إنشاء مدارس بهـا، فكانـت مدرسـة بربرة تضم العديد من أبناء القرى و المدن الفلسطينية الشمالية و الجنوبية.

و لعل من العوامل التي جعلت لقرية بربرة مكانتها المرموقة، وجود رجل كأحمـد عبد الرحمن و الذي ذاع صيته في مجال القضاء العشائري إلى حد جعل الحكومة تحول إليه القضايا التي تستعصي على الحل، في أمور الدم، فقد كان رحمه الله يتنقل في فلسطين من شمالها إلى جنوبها كلمـا دعت الظروف إلى ذلك سعيا للصلح بين المتخاصمين و فض النزاعـات بينهـم.

المســــاحة

بلغت مساحة أراضى بربرة قبل عام 1945 ( 13,978 ) دونماً ، أما مساحة القرية فقد بلغت (70) دونماً و (400) دونماً للطرق والأودية والسكة الحديدية.

وقد ازدادت هذه المساحة حتى بلغت (23,500) دونماً عام 1948م ، بعد إجراء التسوية التي قامت بها حكومة الانتداب ، حيث شكلت لجنة لترسيم الأراضي، وقد قامت هذه اللجنة بضم أرض الرمال (العيون) إلى أراضى بربرة .

كانت القرية مستطيلة الشكل تحيط بها البساتين، أما الرمال الزاحفة من ساحل البحر فكان يصدها سياج من نبات الصبار و كروم العنب الذي يحيط البساتين التي تسمى ( الحوا كير )، وفى الشرق شجر الزيتون يحيط الأرض الزراعية بالقرية من جميع الجهات، ومعظم تربتها رملية باستثناء الأراضي الممتدة من الشرق من خط سكة الحديد حيث تسود التربة الرملية الطينية التي تصلح لزراعة الحبوب.

- جميع الأراضي الخاصة بالقرية، نصفها وقف على الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والنصف الآخر وقف على زاوية "الشيخ يوسف" وهى جامع القرية، ثم ألحق بها مقدارها من الأراضي الأميرية.

- وقد جاء في وثيقة شرعية قديمة محفوظة بمستودع دفاتر وأوراق الأوقاف بالقدس الشريف مؤرخة في أواخر جمادى الأول سنة 984هـ، ذكر فيها أن الشيخ شهاب الدين احمد بن الشيخ زين العابدين المتولي على وقف زاوية الشيخ " يوسف البربراوى " بموجب البراءة الشريفة " الخداونكارية" المخلدة بيده من مدة تزيد على عشر سنوات سابقة على تاريخه، وان الموقوف على الزاوية المذكورة نصف قرية بربرة، والنصف الثاني جارى في وقف الحرمين الشريفين "بمكة المكرمة والمدينة المنورة" ومقطوع على القرية المذكورة لجهة الوقفين المذكورين في كل سنة خمسة عشر ألف درهم عثماني بموجب الدفتر الخاقانى، وأن القرية المذكورة خرّبت سابقاً من قلة الأمطار والغلال ومن الجراد مدة سنة بعد سنة، ورحل أهل القرية المذكورة، وأخلوا مساكنهم وجلوا عن أوطانهم وتفرقوا في البلاد، وسكنوا بنواحي مصر والشام وساحل عكا ونابلس وغيرها، وتعذر أخذ المال المقطوع عليهم لجهة الوقفين المذكورين، واستمر ذلك أياماً كثيرة وأن المتولي جدّ واجتهد في عمارة القرية المذكورة، أعاد أهلها إليها. وتحصـيل المال المقطوع عليها وزيادة، ويشهـد بذلك الوثيقة الشرعية المبـرزة من يده المؤرخة في 18 مـن شهر ربيع الأول سنة 980هـ، وأنه متصـرف في وظيفـة التوليـة المذكورة بموجب البراءة المرقومة، وبعد التفتيش الشافي والتمحيص الكافي، أبقيت التولية بيد الشيخ شهاب الدين أحمد المذكور إبقائه شرعياً بموجب البراءة الشريفة ومنع من يعارضه تحريراً في 16 صفر سنة 985هـ. ثم تولى على هذا الوقف غير واحد من أهل القدس، ثم ضبط مع الأوقاف العمومية، واستبدل ذلك المقطوع بالعشر مع دفع الضريبة الأميرية بعد أن كان يؤخذ منها ربع النواتج، وصارت الحكومة تضمن جميع أراضى القرية الموقوف منها وهو نحو النصف على حدة، والأميرية على حدة بحضور مأمور الأوقاف، وهى تحصل مال العشر وبدل الالتزام وتحاسب الأوقاف على ما يخص هذا الوقف، وقد تقدمت القرية المذكورة وتحسنت وارداتها وصار بها دور وكروم كثيرة، واشتهر عنبها بالجودة وصار يسوق منها لبلاد أخرى.

- في القرية جامع قديم يضم في صحنه ضريح التقي الزاهد الشيخ يوسف البربراوي الملقب ( أبو المحاسن ) و هو من تلاميذ العالم أحمد بن داوود الملقب ( الكبريت الأحمر ) و يسمى بهذا اللقب لندرة وجود أمثاله في زمانه، و قد ذكر صاحب الأنس الجليل البربراوي بقوله " و قبره في بربرة ظاهر ".

- و في بربرة مدرسة تأسست عام 1921، و في .عام 1947 صارت مدرسة ابتدائية كاملة بها 252 طالباً يعلمهم خمسة معلمين تدفع القرية رواتب ثلاثة منهم ، و في بربرة 380 رجلاً يلمون بالقراءة و الكتابة و منهم علامة

و مشايخ و تعتبر بربرة إحدى قرى لواء غزة البالغة 54 قرية، منها 23 قرية توجد بها مدارس و هي واحدة من القرى التي مدارسها مكتملة الصفوف الثمانية الابتدائية حتى عام 1948 من أصل إحدى عشر قرية.

- بلغ عدد سكان بربرة عام 1922م (1369) نسمة، وبموجب إحصاء عام 1931م بلغ عدد سكان قرية بربرة (1546) نسمة منهم (760) إناثا، و(786) ذكوراً، وبلغ عددهم عام 1945م (2410) نسمة وفى عام 1948 بلغ عدد السكان (2796) نسمة، أما عددهم في عام 1998 فيقدر بنحو (17,168) نسمة ، وهم يقيمون الآن في جميع مدن وقرى ومخيمات قطاع غزة وفى الشتات