الرئيسيةبحث

انقراض جماعي

الإنقراض الجماعي (The mass extinction) هو وصف لما شهدت الأرض من إنقراضات سواء كبري أو صغري. و من بين مئات الفرضيات عن أسباب حدوثها. أنها وقعت بسبب التنافس بين الثدييات أو الأوبئة أو بسبب حساسية الأحياء للنباتات الزهرية التي تظهر حديثا أو بسبب حبوب لقاحها. إلا أن هذه الفرضيات لاتفي بتوضيح كل أحداث وأشكال الإنقراضات التي حدثت . لأنها وقعت لكائنات حية كانت تعيش فوق البر أو بالبحر. مما يوحي بأن ثمة حادثا عرضيا قد وقع وأثر علي البيئة العالمية. وضرب العلماء مثلا بالمذنب الذي ضرب الأرض منذ 65 مليون سنة وخلف وراء إرتطامه بشبه جزيرة ياكوتان بالمكسيك سحابة ترابية حجبت الشمس عن الأرض لمدة 6 شهور. مما أوقف التمثيل الضوئي للنباتات فوقها. وماتت لهذا معظم النباتات . فلم تجد الحيوانات ما تأكله من نباتات أو حيوانات كانت تعيش عليها . فنفق معظمها ومن بينها الديناصورات العشبية أوآكلة اللحوم. ولم يعش سوي الحيوانات الصغيرة الرمية كالحشرات والديدان التي أمكنها العيش علي الحيوانات النافقة أو مواد النباتات الميتة. لهذا نجت. لكن المعارضين لنظرية ضرب الأرض بأجسام فضائية يقولون بأن البيئة يمكنها بسهولة تخطي هذا التأثير ولاسيما وأن الحفريات في رسوبيات شرق مونتانا بشمال غرب داكوتا وعمرها 2,2 مليون سنة تبين أن الديناصورات كانت تعيش هناك, وقد طمر ت رواسب الفيضانات الكاسحة عظام هذه الديناصورات التي أظهرت أن إندثارها كان تدريجيا خلال عدة ملايين من السنين بالعصر الطباشيري. وقد قام العلماء بفحص قطاعات طولية في هذه الرسوبيات من أسفل لأعلي .فوجدوا 2000 حفرية ديناصورية وكل عظمة ترجع إلي فصيلة من الديناصورات سواء أكانت آكلة للعشب أو اللحوم . كما يقال أن من بين هذه الأسباب التي أدت إلي الإنقراضات الجماعية عوامل كوارثية, كنظرية ضرب المذنبات أو بيئية كالبراكين أو جليدية كما في العصور الجليدية أو لتغير معدل الأكسجين أو الملوحة بالمحيطات او لتغير المناخ العالمي. ورغم منطقية ومعقولية هذه الأسباب إلا أنها لا تفي ولا تقدم تأكيدات قاطعة. لأنها فرضيات إستنتاجية أو تخمينية رغم أن هذه الأسباب ليست مؤكدة أو معلومة لدينا. لأنه ليس من السهل قتل أحياء أو كائنات إحيائية كثيرة وعلي نطاق واسع إلا من خلال كارثة شاملة وكاسحة. وقد اجتاح الأرض إنقراض كبير منذ 11 ألف سنة بسبب إستمرار العصر الجليدي الأخير الذي قضي علي ثلثي الأحياء بشمال أمريكا وبقية القارات. وهذا العصر الجليدي لم ينحسر بعد من القطبين. لكن ثمة أنواعا قاومت هذا الفناء الكبير ومن بينها نوع الإنسان الذي كان من الناجين وبلغ بعده لأعلي مراتبه. فظهر الإنسان العاقل ونطوره للإنسان الحديث الصانع الماهر والمفكر. لكن هل سينقرض نوع البشر؟. فقد يحدث بسبب الأسباب عاليها أو بسبب الموت العشوائي أو بسبب التحول الوراثي لجنس آخر أو بسبب فقدان المعلومات الوراثية فجأة أو لأسباب بيئية غير متوقعة كالتعرض للإشعاعات النووية أو زيادة حرارة المناخ العالمي بسبب الدفيئة, لنعيش في فرن كبير إسمه كوكب الأرض الملتهب حيث ترجع اللأحياء لسيرتها الأولي ، مما يقضي علي الحرث والنسل. بعدها قد يبعث خلق جديد. وقد يكون إنقراضنا بسبب التلاعب في الجينات أو لإستنساخ بشر معدلين وراثيا. فكل شيء وارد ولاسيما وأن المهلكات لا حصر لها. لأن الإنسان أكبر عابث ببيئته.


المصادر