إن العلامة والمؤرخ والشاعر الياس صالح اللاذقي هو كاتب أهم مخطوط كُتب عن مدينة اللاذقية. عنوان المخطوط " أثار الحقب في لاذقية العرب " ويعتبر أهم ما كُتب حتى الآن عن تاريخ مدينة اللاذقية السورية ، وهو عبارة عن مخطوط في ثلاثة مجلدات وعدد صفحاته / 466 / صفحة وهو بخط يد مؤلفه الياس صالح ، وبدأ بتأليفه وكتابته عام/ 1873 /م وتوقف عن متابعة كتابته عام /1881 /م لأسباب مجهولة .والمخطوط محفوظ الآن عند حفيده كمال صالح . ويقسم المخطوط إلى قسمين : -عنوان القسم الأول ( في جغرافية اللاذقية ووضعها الحالي ) وهو يشكل ربع المخطوط تقريباً ، ويشمل دراسة مفصلة ودقيقة وموثقة بالأرقام عن وضع المدينة في عام/ 1873 /م ويتناول هذا القسم موقع اللاذقية الجغرافي وعدد سكانها ومنازلها والمباني الأثرية الموجودة فيها وتجارتها وصناعتها ووضع سكانها الاجتماعي ، كما يتناول لواء المدينة بأكمله في مدنه ومبادئه التاريخية وسكانهم وأحوالهم والأنهر الموجودة فيه وحيواناته ومحاصيله الزراعية وحالة الزراعة . -أما القسم الثاني فهو بعنوان ( تاريخ لاذقية العرب ) ويتألف من ثلاثة فصول : 1- يروي الفصل الأول تاريخ مدينة اللاذقية منذ البدء وحتى الفتح العربي . 2- ويتناول الفصل الثاني اللاذقية أثناء الفتح العربي والحروب الصليبية وعهد المماليك. 3- ويبحث الفصل الثالث في المدينة تحت لواء الدولة العثمانية . وفي النهاية هناك سؤال يطرح حول المراجع التي استقى منها الكاتب معلوماته ، فلو كان في زمنه تاريخ لمدينة اللاذقية, أو أن أحد العلماء الأجانب أفادنا بوثائق ، قلنا أن الياس صالح اكتفى بأن ينقل إلى العربية ما وجده من مؤلف غريب / باعتباره يجيد عدة لغات / أو على الأقل أنه استفاد من المراجع الموجودة فيه عوضاً من أن يفتش عنها بنفسه ، ولكننا نعلم أن أقدم تاريخ كتب عن اللاذقية وضع في الخارج وهو لعالم بلجيكي نشر القسم الأول منه عام 1924 م في دائرة المعارف الألمانية والقسم الثاني عام 1936 م في دائرة المعارف الإسلامية ، أي بعد وفاة الياس صالح بعدة عقود .لدلك لابد أن نفترض أنه توصل إلى المراجع التي يحتاجها بحثه بجهده الخاص وتنقيبه وإمعانه وتدقيقه.