أعرب الملك الاردني عبدالله الثاني للواشنطن بوست وأثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر عام 2004 ، من وصول حكومة موالية لإيران إلى السلطة في بغداد تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال يخضع للنفوذ الشيعي يمتد إلى لبنان ويخل بالتوازن القائم مع السنة، ورأى في بروز هلال شيعي في المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل استقرار المنطقة، وهو ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة. مقولة "مشروع الهلال الشيعي" التي وردت على لسان الملك عبد الله الثاني ملك الأردن مقولة حقيقية إلى حد بعيد تكشف حقيقة الأهداف الإيرانية الشيعية في العالمين العربي والإسلامي.
في هذه السطور نحاور المفكر الإسلامى الدكتور محمد يحيى ليحلل أبعاد مشروع الهلال الشيعي ويفضحه، والدكتور محمد يحيى أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة القاهرة و أحد المفكرين القلائل الذين ساهموا في تأصيل فكر الحركة الاسلامية في مصر و العالم العربى عبر كتبه المتعددة و مقالاته في الكثير من الصحف و المجلات الإسلامية، وهو لم يكن معروفا عنه مهاجمة السياسة الإيرانية...ولكن الرجل انتفض وهاله ما حدث بعد انهيار نظام صدام حسين في العراق وبعدما تم رفع القناع الشيعي عن وجه إيران وعن وجه شيعه العراق.
وفى السنوات الاخيرة ظهر الوجه المذهبى الإيراني القبيح في أفغانستان حيث تحالفت مع الولايات المتحدة الأمريكية التى تسميها بالشيطان الأكبر ضد طالبان "السنية". وممارسات الإيرانين الداخلية كانت تنم عن وجه مذهبي صارخ فتعاملهم مع المسألة الكردية الداخلية لم يكن على أساس إسلامي واسع .. بل نظروا إلى القضية على أنها قضية سنية ومن ثم حاربوا الأكراد من هذا المنطلق. والأقلية السنية داخل إيران تعاني الأمرين وهناك ضغوط شديدة عليها و اضطهاد وقتل لقادتها وأئمتها. وتحالف الثورة الإيرانية مع النظام السوري لم يكن تحالفا إسلاميا، خاصة بعدما تبين أن مشروع النظام السوري ليس مشروعا نضاليا ضد إسرائيل و أمريكا وأن الأمر لا يعدو أكثر من شعارات . وما جذب الإيرانيون للنظام السورى هو حقيقته العلوية النصيرية و بعدها الشيعي وليس نضاله ضد أعداء الأمة كما يزعم .
وعلى الساحة الإسلامية العالمية خيلت إيران على المسلمين بما يسمى يوم القدس وهو احتفاليه مظهرية خالية من المعنى ...فى الوقت الذى لم يكن فيه دعم إيرانى حقيقي لحماس و الجهاد و إنما كان الدعم على أسس مذهبية بحتة لحزب الله فقط وسنتحدث لاحقاً عن دوره .
وتلخص الموقف الإيرانى في أن مصلحة الشيعة في التحرر أهم من مصلحه العراق في الاستقلال, حتى وإن كانت النتيجة احتلال العراق كله. ولابد في هذا الأمر من الإشارة إلى مشاركة مراجع شيعية دينية وسياسية واجتماعية في المعارضة المرتبطة بالولايات المتحدة و التي جرت في الخارج وتم فيها التنسيق بين المخابرات الأمريكية وهذه الرموز الشيعية.
وبادر الشيعة إلى الاستيلاء على مساجد أهل السنة في المناطق التى بها أغلبية شيعية ،وعمدوا إلى تغير أسماء الأحياء و الشوارع، وسعى الشيعة إلى جعل الحوزة الشيعية في النجف لها سلطات على المرافق والجامعات، وسهل لهم الاحتلال الأمريكى ذلك ، مثل تعيين أحد علماء الدين الشيعة مسؤولا عن الأوقاف،ومعروف أن الأوقاف سنية، كما سمحوا للشيعة ببناء حسينيات على الأراضي المملوكة للدولة.
يقول الطفيلي: إن نهاية حزب الله بدأت منذ دخول قيادتة في صفقات تفاهم يوليو تموز عام1994 وتفاهم أبريل نيسان 1996م مع إسرائيل الذى أسبغ حماية على المستوطنات الإسرائيلية بموافقة وزير خارجية ايران. ويقول الطفيلي: إن المقاومة التي عاهدني شبابها على الموت في سبيل تحرير الأراضى العربية المحتلة تقف الآن حارس حدود للمستوطنات الإسرائيلية ، ومن يحاول القيام بأى عمل ضد الإسرائيليين يلقون القبض عليه ويتعرض للتعذيب في السجون. ويقول ميشال سماحة وزير الإعلام اللبنانى السابق: إن حزب الله جعل الحياة مستقرة في جنوب لبنان بسيطرته على الأنشطة العنيفة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين القذرة المتناثرة في أنحاء المنطقة ورصدها أحيانا. ويقول: إن أمريكا وقعت في الخطأ بعدم سعيها للتفاهم مع حزب الله .. ويضيف سماحة: إن حزب الله ملتزم بإصرار سوريا على منعها منفذى العمليات الانتحارية الفلسطينيين المحتملين من عبور الحدود إلى إسرائيل.
وبعد العدوان الأمريكي حددت إيران سياستها من زاوية رئيسية هى: ماهو نصيب الشيعة في حكم البلاد ... خاصة وأن إيران كان لها موقف واضح من طالبان قبل الغزو الأمريكي وصل إلى حد التهديد بالحرب ... وكرست إيران كل سياستها في أفغانستان من منظور مصلحة الشيعة هناك ... وهذا يفسر وضع شيعة أفغانستان الذين لم يحاربوا الجيش الأمريكي ولم يحاربهم الجيش الأمريكى . إن عددا من الكتاب الأمريكيين يعتبرون أنه لولا المساعدة الإيرانية اللوجستية والتكتيكية للأمريكان لفشل غزوهم لأفغانستان . وفى هذا الصدد ننقل هنا ما قاله على أكبر هاشمي رفسنجانى يوم 8 فبراير عام 2002 م والذى نقلته جريدة الشرق الأوسط في اليوم التالي حيث قال في جامعة طهران: "القوات الإيرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها ولو لم نساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني..ويجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيرانى الشعبي ما استطاعت أن تسقط طالبان".
المصادر 1-http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=4454 2-http://www.saaid.net/arabic/113.htm 3-http://www.sohbanet.com/vb/showthread.php?t=97633