صاحب إشبيلية أبو عمرو ، عبّاد بن محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي الأندلسي ، ابن القاضي أبي القاسم . حكم أبوه على إشبيلية مدة ، ومات في سنة 433 فقام عباد بعده ، وتلقب بالمعتضد بالله . وكان شهما ، مهيبا ، شجاعا ، صارما ، جرى على قاعدة أبيه مدة ، ثم خوطب بأمير المؤمنين . قتل جماعةً صبرا ، وصادر الكبار ، وتمكن . اتخذ في قصره خشبا جللها برءوس أمراء وكبار وكانوا يشبهونه بالمنصور ، لكن مملكة هذا سعة ستة أيام ، ومملكة أبي جعفر مسيرة ثمانية أشهر في عرض أشهر ،قام بقتل شيخ الأندلس الهوازني .. وقد هم ابنه بقتله ، فما تم له ، وسجنه أبوه ، ثم قتله ، ثم عهد بالملك إلى ابنه المعتمد بن عباد محمد وكان جبارا عسوفا . مات سنة أربع وستين وأربع مائة هجري وقام بعده ابنه . قيل : لما رأى ميل الكبار إلى خليفةٍ مرواني أخبرهم بأن المؤيد بالله الذي زال ملكه سنة أربع مائة عنده ، وأحضر جماعة شهدوا له ، وقال : أنا حاجبه . وأمر بذكره على المنابر ، واستمر ذلك مدة إلى أن نعاه إلى الناس في سنة خمس وخمسين وأربع مائة . وزعم أنه عهد إليه بالخلافة . وهذا محال لا يروج أصلا ، ولو كان المؤيد حيا إلى حين نعاه ، لكان ابن مائة عام وزيادة . وقيل : إن طاغية الفرنج سم المعتضد في ثياب أهداها له . و قيل : انه مات حزنا على ابنته ريحانه التي توفيت صغيرة . وقيل :مات بالذبحة الصدرية سنة 461هـ - 1069م جُمع ديوانه في نحو ستين ورقة.
ومن رائع شعره في الغزل قوله:
ينادون قلبي والغرام يجيب ## وللقلب في حين النداء وجيب
مشوق دعاه الشوق والوجد والهوى ## يجيب نداء الحب وهو نجيب
يقاسي فؤادي الوجد والحب واصلٌ ## فكيف تراه إن جفاه حبيب
إذا أخطأ الأحباب ترتيب حاله م## فإن فؤادي دائماً ليصيب
عليمٌ بأسرار الغرام لأه ## بصير بأدواء الحسان طبيب
يواصلني سرا ويصرم ظاهراً ## وذلك من أفعالهن عجيب