يعد شكل ومضمون العمل الفني "لغة رمزية تنقل إلينا عياناً مباشراً وتحمل إلينا تعبيراً حياً وتحيطنا علماً بحقيقة ذاتية وجدانية"(3)، وبذلك تكمن وظيفة الرمزية في التعرف على المعاني العميقة لتلك الحياة الباطنة، "وللكشف عما وراء الظواهر الطبيعية"، كما أنها تعبير عن دينامية كامنة بالأشياء تؤلف بين الشكل والمحتوى في تكامل جمالي. لذلك تعد الرمزية إكتشاف لشكل موضوعي محدد يمثل مجالاً غامضاً فسيحاً من الذاتية، "بإظهار غير المرئي أو المعني عن طريق ما هو مرئي" وتمثل الرمزية عند برهبسون صورة مماثلة عن طريق الحدس، أما عند هيجل فهي تمثل "شئ خارجي مباشر، يخاطب حدسنا بصورة مباشرة" وبذلك تكون الرمزية تعبير عن النظام الأبدي وانسجام الكون كما أنها "المنهج الذي يعالج الموضوعات عن طريق صيغ شكلية جمالية لأشكال رمزية في تخطي لواقع الأشياء ومظهرها الخارجي للوصول إلي جوهر هذا الواقع، الذي يمكن إدراكه عن طريق الوجدان، كما يمكن إدراكه بواسطة الحواس التي تزيد معلوماتنا عن العالم المحيط بنا" والشكل في الرمزية يتخذ معاير عديدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمحتوى فيظهر الشكل والمحتوى في وحدة واحدة كلاً منهما يؤكد الأخر، حيث نرى هذه الوحدة في "بعض الرموز المسيحية كالصليب والسمك والحمامة عناقيد العنب، فالصليب من أهم الرموز الاجتماعية التي عبر عنها الفنان في أعماله" كما نرى هذه الوحدة أيضاً في "المندالة رمز الكون عند الهندوس في التصوف الشرقي"