الرئيسيةبحث

المجلس الإسلامي الأعلى


تقــديــم

يحدد الدستور مهام المجلس الإسلامي الأعلى في الاستشارة القانونية، و هو عمل إداري و تقني، و في الاجتهاد الذي يقتضيه الإسلام المعاصر فيما يواجهه من مشاكل راجعة إلى التحولات الاجتماعية و الثقافية الكبرى.و ينصب هذا الاجتهاد في موضوعات متعددة يقع ضبطها حسب الأسبقيات و التعرض لها بالبحث و النقاش و التشاور.

و يتم ذلك بوسائل مختلفة أهمها الملتقيات الوطنية و الدولية، و المحاضرات الدورية و هي نصف شهرية، و المنشورات و أهمها المجلة وكتب التراث الإسلامي، و ذلك قصد التعريف بالثقافة الإسلامية الواسعة التخصصات و الآفاق في هذا الغرب الإسلامي، الذي عاش ازدهارا فائقا ما بين القرن العاشر و السادس عشر الميلادي. و قد وضعت هذه الأنشطة تحت عنوان التعريف بالإسلام، قصد الإيفاء بالحاجة الملحة إلى سد الفراغ الثقافي في ميدان المعارف الإسلامية. و كان هذا الفراغ سببا في كثير من التشويهات التي مست الإسلام كما هو معروف.

و لا يقصد مثل هذا النشاط إلى اكتساب المعلومات فقط رغم أهمية هذه الحاجة الثقافية. فالمعروف أن الإسلام ليس مجرد معارف مدرسية بل هو فكر حي، و أخلاق فعالة و روحيات مبدعة.

فهو بسبب ذلك بلاغ موجه إلى الإنسانية جمعاء. فلا يمكن من أجل هذه الصفة التبليغية الشمولية أن يتجاهل أو ينغلق عن واقع الإنسانية بمشاكلها و أزماتها الحالية مع ما تتطلبه من تدخل فكري و خلقي.

و إن الموضوع الأول الذي يتطلب مجهودا فكريا و عمليا خاصا هو موضوع الوحدة و التقارب المذهبي و تقديم الإسلام من طرف أهله تقديما ينفي عنه كل أنواع التشويه الذي لحق به منذ عشرات السنين. و لا يمكن تحقيق هذا الغرض إلا بالمجهود المشترك بين المسلمين كرجال فكر أولا و كمسؤولين عن أنظمة إسلامية تسعى إلى الإجماع و النهضة.

هذا و إن الإسلام بصفته دينا و حضارة من أهم أديان العالم، لا كميا أو سياسيا فقط، بل إن أهميته في بلاغه الروحي و مؤهلاته الفكرية ويُنتظر منها كثير من الإبداع :

فلا بد من مجهود لتجاوز أزمات الحضارة المادية ذات الفراغ الخلقي الصارخ. و لا بد من إثراء حقوق الشعوب الضعيفة و فتح وسائل الرقي و الحضارة لأبنائها. و لا بد من إثراءات متجددة لحقوق الإنسان حتى لا يبقى ضحية و أداة في أنظمة سياسية و اجتماعية فوضوية. و لا بد من تسطير سبل جديدة للترقية الروحية التي فقدها الإنسان في تكوينه الثقافي و العلمي منذ قرون.

فعلى الإسلام المجتهد إذًا أن يحقق مع الديانات و الثقافات الأخرى هذه الحضارة الإنسانية الجديدة التي يطمح إليها العالم عالم الجديد.

أهدافه ووسائل تحقيق هذه الأهداف

  1. تطوير كل عمل من شأنه أن يشجع و يرقي مجهود التفكير و الاجتهاد.
  2. جعل الإسلام في مأمن من الحزازات السياسية.
  3. التذكير بمهمة الإسلام العالمية و التمسك بمبادئه الأصيلة إذ هي تنسجم تماما مع المكونات الأساسية و الطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة.
  4. التكفل بكل المسائل المتصلة بالإسلام التي تسمح بتصحيح الإدراكات الخاطئة و إبراز أسسه الحقيقية و فهمه الصحيح.
  5. التوجيه الديني و نشر الثقافة الإسلامية من أجل إشعاعها داخل البلاد و خارجها.


   {{{{{2}}}}}    {{{{{3}}}}} {{{{{2}}}}}