تقترح الفرضية الوثائقية أن الكتب الخمسة الأولى للعهد القديم والتي تدعى التوراة تمثل مجموعة من الوثائق من أربعة مصادر كانت مستقلة. وحسب هذه النظرية الشهيرة التي صاغها يوليوس فلهاوسن (1844 - 1918) فإن هذه المصادر وتأريخ تأليفها التقريبي هو:
أما المحرر الذي جمع هذه المصادر في نسخة التوراة النهائية فيسمى R من كلمة redactor بمعنى جامع التوراة، وربما كان عزرا.
بدءا من السؤال البسيط عن كيفية حل التناقضات في النص مع رفض الشروحات المجبرة للتوفيق بينها فإن العلماء وصلوا في النهاية إلى نظرية تقول إن التوراة تألفت من مختارات من النصوص وضعت سوية من مصادر متعددة وأحيانا متناقضة تتعامل مع المواضيع ذاتها وما يتعلق بها. وهذا التفسير يشبه إلى حد ما تفسير حكماء التلمود والحاخامات لاحقا الذين قالوا إن العبارات والمفردات المتناقضة الموجودة في المقطع نفسه من المشنا تعود لحاخامات مختلفين واعترفوا أنه من المستحيل أن يكون موسى قد كتب مقاطع التوراة التي تتحدث عن معلومات لم تكن متوفرة له مثل المقطع الأخير من سفر التثنية الذي يصف موته وما حدث بعده.[1]
تقدم المصادر الأربعة حسب فلهاوسن صورة عن تاريخ إسرائيل الديني الذي استمر في الاتجاه نحو المركزية وقوة الكهان، وأصبحت النظرية السائدة حول أصل التوراة خلال أكثر القرن العشرين. أما علماء الكتاب المعاصرون فيقبل معظمهم النظرية بشكل ما،[2] وما زال العلماء يعتمدون على مفردات فلهاوسن ورؤيته.[3]