كتاب العزيف أو نيكرونوميكون (بالإنجليزية: Necronomicon) هو كتاب خيالي ذكره كاتب الرعب الأميركي لافكرافت في عدد من قصصه. ألف الكتاب شاعر عربي من صنعاء أسمه عبدالله الحظرد و كان يعرف أيضا باسم العربي المجنون. يتحدث الكتاب عن الكيانات القديمة و تاريخهم و كيفية الإتصال معهم و استحضارهم. كما أن هناك رواية عربية من أدب الرعب ألفها الكاتب المصري أحمد خالد توفيق وهي تحمل عنوان أسطورة العلامات الدامية .. والتي تتحدث في أساسها عن قصة الكتاب والتي توحي بأن كل من يمتلك هذا الكتاب ناقصًا يموت بوسائل مفزعة ومخيفة .. لذلك فإن هذا الكتاب مثير للجدل ومثير للخيال - أيضًا - إذ أن الكتاب يرتبط بوقائع حقيقية ، جعل الجدل حول ماهيته قائمًا إلى الآن .
فهرس |
إدعى لافكرافت أن الأسم نيكرونوميكون قد أتى إليه في حلم و أرجع معناه إلى اللغة الإغريقية و تعني صورة عن قانون الموتى. إلا و أنه عند تقسيم الكلمة Necronomicon إلى عدة أقسام و إرجاع الكلمات إلى جذورها ،يأخذ اسم الكتاب أكثر من شكل مثل:
ذكر لافكرافت أن الكتاب الأصلي - الذي كتبه الحظرد - كان إسمه العزيف و أرجع لافكرافت معناها إلى الأصوات التي تصدر ليلا من الحشرات و التي كان يعتقد العرب أنها أصوات الجن و الشياطين. و يقال أن الكتاب يقع في سبعة اجزاء و عدد صفحاته 900 صفحة.
تمت ترجمة الكتاب إلى الإغريقية بواسطة ثيودور فيلاتاس و أخذ اسم نيكرونوميكون من وقتها. تم إحراق هذه النسخه ( بعد محاولات من قبل البعض لعمل أشياء مريعة ) بواسطة البطريك مايكل الأول في عام 1050. بعدها تمت ترجمة الكتاب من الإغريقية للاتينية بواسطة أولاس ورمياس و يبدو أن خبر الكتاب وصله أثناء عمله بمحاكم التفتيش للمور (سكان إسبانيا ذوو الأصول العربية) إلا أن البابا كركوري التاسع منع الكتاب و أمر بإحراق النسختين الإغريقية و اللاتينية في عام 1232. و يذكر لافكرافت أن النسخة اللاتينية ظهرت مجددا في القرن 15 في ألمانيا و القرن 17 في إسبانيا و ظهرت النسخة الإغريقية في القرن 16 في إيطاليا. و يعتقد أن الساحر جون دي قام بترجمة الكتاب إلى الإنكليزية إلا أن لافكرافت قال أن الكتاب لم يطبع أبدا. و يزعم البعض أن هناك نسخة وحيدة متبقية في مكتبة الفاتيكان.
أما النسخة العربية فقد اختقت تماما من الوجود في الوقت الذي منعت فيه النسخة الإغريقية من الكتاب. حيث بحث عنه إدريس شاه في جميع المكتبات العربية و الهندية و لم يجد له أثر. ويذكر لافكرافت أن النسخة العربية من الكتاب ظهرت في القرن العشرين بسان فرانسيسكو إلا أنها أحرقت فيما بعد. يقال بأن الكتاب ترجم إلى العبرية على الأرجح في عام 1664 بواسطة ناثان غزة و سمي بسيفر هاشاري حاداث أي كتاب بوابات المعرفة.
على عكس نوستراداموس الذي استخدم السحر و الفلك لمعرفة المستقبل فإن الحظرد كان مهتما بمعرفة الماضي. إن الكتاب هو عبارة عن كتاب تاريخ و ليس سحر كما يُعتقد. يتحدث الكتاب عن الحضارات و الكيانات القديمة، حيث تم تفصيل العديد من الأحداث التي تم التلميح لها في سفر التكوين و كتاب إينوخ و بعض الأساطير القديمة. اعتقد الحظرد بأن هناك أجناس أخرى سكنت الأرض قبل الإنسان و أن المعرفة البشرية انتقلت للبشر من أجناس تعيش خارج هذه الأرض و من وراء هذا العالم. و ظن بأنه اتصل بالكيانات القديمة عن طريق السحر و حذر من أنهم قادمون لاسترجاع الأرض من البشر.
إدعى الحظرد أن الكيانات القديمة تعيش في ما وراء هذا العالم و أنها كانت تريد الإتصال بالأرض بأي طريقة ممكنه للوصول إليها و السيطرة عليها. و قد استطاعوا أن يتقمصوا شكل الإنسان و أن يعيشوا بين بني البشر و أن يتزوجوا منهم ليكاثروا نسلهم على هذه الأرض.
يتم ذكر تلميحات كهذه في سفر التكوين و خاصة في قسم العمالقة في سفر التكوين (6.1 و 6.2). و يتم تفسير و تفصيل القصة أكثر في كتاب إينوخ. حيث يذكر الكتابان أن مجموعة من الملائكة قد أُرسلو ليعتنوا و يهتموا بكوكب الأرض. و أن بعضا من هؤلاء الملائكة قد عشقوا بنات الإنسان. فهبط 20 منهم إلى الأرض و تزوجوا من الإنسيات و أنجبوا منهم. ولكن ذريتهم عاثت فسادا في الأرض. ويذكر سفر التكوين أن الفيضان الذي حدث ما هو إلا لتطهير و غسل الأرض من هذه الذرية.
ظل كتاب العزيف من الكتب الغامضة، فلافكرافت يصر أن الكتاب هو محض خيال لا أكثر، و يرى البعض الآخر أن الكتاب حقيقي و يرجعون ذلك إلى السبب التالي: أن أليستر كرولي الساحر و الكاتب بريطاني قد قرأ ترجمة دي لكتاب النيكرونوميكون و قد ألّف كتاب إسمه القانون و يقال أن أغلبية الكتاب تم إقتباسها من العزيف. إلتقى كرولي في عام 1918 بسيدة مطلقة يهودية و تعيش في مدينة نيويورك تدعى سونيا كرين. كانت سونيا تعمل كمصممة قبعات و كان لها إهتمامات أدبية. أعجب بها كرولي و استمرت علاقتهم لفترة من الزمن إلى أنها لم تنتهي بالزواج. إلتقت سونيا كرين بلافكرافت في عام 1921 وفي نفس ذلك العام كتب لافكرافت عن الحظرد و عن المدينة التي وجدها. وفي عام 1922 تم ذكر كتاب العزيف في قصة (The Hound). فالفئة التي تؤمن بحقيقة وجود هذا الكتاب تتوقع أن كرولي قد تكلم عن العزيف أمام سونيا، و أن سونيا أخبرت لافكرافت بأفكار من هنا و هناك لقصص جديدة و من المعقول أنها ذكرت و تكلمت عن العزيف. و ما يؤكد ذلك و جود بعض الفقرات في قصص و أساطير كوثولو التي ترتبط و تلمح إلى كتاب القانون الذي كتبه أليستر كرولي.