الشيخ محمد دحماني (الطالب بن علية)
- الشيخ محمد دحماني (الطالب بن علية)
- امتلأ قلبه بالقران .... فأبدع في نسخه
- ولد الشيخ دحماني محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالقادر بن علية عام 1892 بأمدوكال تعلم القران الكريم وحفظه في سن مبكرة على يد الشيخ (سي محمد بن الحاج) وسنه لا يتجاوز سبع سنوات ، ثم انتقل إلى الزاوية العثمانية بطولقة ليتلقى بعض العلوم في الفقه والتاريخ وحسب خطه يده كان مالكي المذهب واشعري الاعتقاد.
- رجع إلى امدوكال وبدا يُحفظ القران الكريم وعمره 20سنة ،حيث كان أول مسجد بدا يُدرس به هو مسجدي سيدي عمر ، وحفظ عنه القران الكريم عديد كبير من طلاب بلدته يصعب إحصاؤهم ،واستمر في تحفيظ القران الكريم بعدة كتاتيب وساجد بالبلدة إلى أن بلغ سن كبيرة حيث اشتد مرضه وعجز عن مواصلة التدريس وكان أخر مسجد حفظ به القران هو جامع الجمعة سنة 1950.
- يمتاز الشيخ برجاحة العقل وقوة الحجة مما جعل أهل البلدة يلجؤون إليه في حل خصوماتهم وفي كتابة عقودهم .
- تلقى أثناء الاحتلال الفرنسي عدة مضايقات من طرف المستعمر الغاشم الذي وجد فيه ذاك الرجل الصلب ولما كثرت مضايقات المستعمر الفرنسي عليه انتقل إلى الجزائر العاصمة سنة 1959 وعاد منها سنة 1962 بعد أن طٌرد المستعمر الفرنسي من الجزائر .
- لا يختلف اثنان في أن الشيخ المرحوم كان بمثابة المدرسة بما تحمله الكلمة من معنى فقد كان مثالا حيا في الأخلاق وقدوة يقتد به في الكرم ورجاحة العقل ، واستطاع بعمله وعلمه وجهاده أن يٌكون جيلا ورث الكثير من خصاله الحميدة ،فمما عرف عنه انه كان لا يتلقى أجرا لقاء تحفيظه القران الكريم لأهل بلدته ولأولادهم كما كان يساعد الفقراء والمساكين ويقرضهم من أمواله ولا يطالبهم بها.
- ومن صفات الشيخ حافظته القوية وخطه المغربي الرائع حيث يروي عنه طلابه انه كان يدخل المكتبة فيتصفح الكتاب فيحفظه من النظرة الأولى .
- أما عن خطه فقد ألهمه الله خطا جميلا الذي جعل كل النسخ التي خطها رائعة بالإضافة إلى الألوان المزينة فقد كان يعتمد في كتاباته على الحبر الصيني الخالص بالإضافة إلى بعض الألوان التي يحضرها بنفسه من بعض النباتات كالزعفران فكانت نتيجة الخط العربي المتقن والألوان الزاهية تحفا مزخرفة تأسر الناظرين وتشد الانتباه . من جملتها نسخة محفوظة في جمعية الإصلاح والتوعية لبلدية أمدوكال، إلى جانب ما خلفه الشيخ من نسخ بخط يده فقد خلف الشيخ جيلا قرآنيا حفظ القران وأصول الدين الحنيف على يديه ليحمل المشعل من ورائه .
- ومن طلابه الذين اشتهروا في امدوكال ونواحيها والذين درسوا أيضا في جامع الزيتونة وعلى يد الشيخ ابن باديس :
- الشيخ الزوبير حفيظ ،الشيخ سي قدور جباب ،الشيخ محمد صديقي ، الشيخ سي قدور بن الطالب ، الشيخ جباري محمد بن الجيلاني.
- وقد وافاه الأجل بعد مرض الم به في 09 ديسمبر 1970 بمسقط رأسه أمدوكال عن عمر ناهز 78 سنة .
- رحم الله الشيخ وجعل القران الكريم شفيعه يوم القيامة والجنة مثواه ونزله.