الرئيسيةبحث

الشيخ البهائي

رسم ينسب إلى الشيخ البهائي رحمه الله
رسم ينسب إلى الشيخ البهائي رحمه الله

الشيخ محمد بن حسين الحارثي المعروف بالشيخ البهائي ( قدس سره )

( 953 هـ - 1030 هـ )

فهرس

اسمه ونسبه

الشيخ محمّد بن الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الجبعي العاملي ، المعروف بالشيخ البهائي .

ولادته

ولد الشيخ البهائي في السابع والعشرين من ذي الحجّة 953 هـ بمدينة بعلبك في لبنان .

دراسته

درس المراحل الأوّلية للعلوم الدينية في لبنان ، ثمّ سافر إلى مدينة اصفهان لتحصيل العلوم ، وقد حظي باحترام الشاه عباس الصفوي ، ثمّ عيَّنه في منصب شيخ الإسلام في الدولة الصفوية ، وقد انتفع من الإمكانيات التي توفَّرت للدولة الصفوية ، فاستفاد منها في خدمة التشيّع .

لقد قضى الشيخ البهائي ثلاثين سنة من حياته في السفر ، حيث سافر إلى المدن والأقطار المختلفة ، للدراسة وزيارة العتبات المقدّسة .

من أساتذته

1ـ الشيخ عبد العالي الكركي ، ابن المحقق الكركي .

2ـ أبوه ، الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي .

3ـ الشيخ أحمد الكجائي ، المعروف ببير أحمد .

4ـ الشيخ عبد الله اليزدي .

من تلامذته

1ـ الشيخ محمّد بن إبراهيم الشيرازي ، المعروف بصدر المتألّهين .

2ـ الشيخ محمّد تقي المجلسي ، المعروف بالمجلسي الأوّل .

3ـ الشيخ محمّد محسن ، المعروف بالفيض الكاشاني .

4ـ المولى محمّد صالح المازندراني .

5ـ السيّد حسين بن حيدر الكركي .

6ـ السيّد رفيع الدين النائيني .

7ـ السيّد ماجد البحراني .

8ـ الشيخ محمد القرشي .

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ محمّد تقي المجلسي ، المعروف بالمجلسي الأوّل : ( كان شيخ الطائفة في زمانه ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة علومه ، ووفور فضله ، وعلو مرتبته أحداً ) .

2ـ قال الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في أمل الآمل : ( حاله في الفقه والعلم والفضل ، والتحقيق والتدقيق ، وجلالة القدر ، وعظم الشأن ، وحسن التصنيف ، ورشاقة العبارة ، وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر ، وفضائله أكثر من أن تحصر ، وكان ماهراً متبحّراً ، جامعاً كاملاً ... ) .

3ـ قال الشيخ الأميني في الغدير : ( شيخ الإسلام ، بهاء الملّة والدين ، وأُستاذ الأساتذة والمجتهدين ، وفي شهرته الطائلة صيته الطائر في التضلّع من العلوم ، ومكانته الراسية من الفضل والدين ، غنى عن تسطير ألفاظ الثناء عليه ، وسرد جمل الإطراء له ... ) .

من مؤلفاته

1. الزُّبدة في الأصول.

2. شرح الأربعين حديثاً.

3. الجامع العبّاسيّ في فقه الإماميّة.

4. هداية الأُمّة إلى أحكام الأئمّة.

5. حديقة السالكين.

6. بداية الهداية.

7. العروة الوثقى والصراط المستقيم ـ في التفسير.

8. منظومة في الموعظة.

9. رسائل فقهيّة عديدة.

10. مفتاح الفلاح ـ في الأدعية والأوراد.

11. أجوبه عديدة على مسائل مختلفة.

12. شرح الصحيفة السجّاديّة.

13. الحبل المتين في مزايا القرآن المبين.

14. كتاب في إثبات وجود الإمام المهديّ عجل الله فرجه الشريف.

1. المخلاة.

2. الكشكول.

3. أسرار البلاغة.

4. التهذيب في النحو.

5. تهذيب البيان.

6. رياض الأرواح ـ منظومة.

7. ديوان شعر.

8. الفوائد الصمديّة في علم العربيّة.

1. بحر الحساب.

2. تشريح الأفلاك ـ في الهيئة.

3. رسالة في حل إشكالَي عطارد والقمر.

4. الصحيفة في الأعمال الاسطرلابيّة.

5. رسالة في تضاريس الأرض.

6. رسالة في أنّ أنوار الكواكب مستفادة من الشمس.

7. رسالة في نسبة أعظم الجبال إلى قطر الأرض.

8. خلاصة الحساب.

وغير ذلك من القصائد والمثنويات والأراجيز والحواشي والشروح، ولجملة من تآليفه كُتبت تعليقات العلماء وشروحهم وتراجمهم بلغت مئة وخمسين مؤلفاً.. نمّت عن شدّة اعتنائهم بما كتبه الشيخ البهائيّ، وإكبارهم له في جهتَي الدين والعلم.

أشعارة

فضلاً عن علومه ومؤلّفاته الراقية.. كان للشيخ البهائيّ شعر حسَن تناول أغراضاً شتّى، وشكّل ديواناً جُمع من بعده وكان قد فُقد، إلاّ أنّه انتشر في الكتب والمعاجم شواهدَ نافعة وواضحة. وممّا امتاز به شعره جديدُ القول، ونظمُه في كلّ فنون الأدب إضافة إلى الشعر الدينيّ.. على أنّه برز في شعر النصح والوعظ ومدح النبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم، كما امتاز بالقصائد الطويلة التي تبلغ أحياناً مئة بيت. ولوالد الشيخ البهائيّ فضله الكبير في هذه الموهبة، إذ كان يحضّ ولده على قرض الشعر منذ صغره، وكان رثى أحد أصدقائه بقصيدةٍ مطلعها:


جارتي كيف تُحسنيـن مَلامي ؟ ___ أيُداوى كَلْمُ الحـشـا بكـلامِ ؟!


وحث ابنه على نظم شعر على طرازها، فقال بهاء الدين قصيدته:


خلِّيـاني بلـوعتـي وغـرامي ___ يا خلـيـلَيّ واذهـبـا بسـلامِ


ثمّ ثابر على مجاراة أبيه حتّى اشتدّ وفاق.. وهذه نماذج من شعره:

• قال يمدح النبيَّ صلّى الله عليه وآله:


إليك جميـعُ الكـائنـاتِ تُشـيرُ ___ بأنّـك هـادٍ منـذِرٌ وبشـيـرُ

وأنّك مِـن نـور الإله مكـوَّنٌ ___ على كلّ نورٍ مِـن جلالك نـورُ

وروحك روح القدس فيها منزَّلٌ ___ وقلبك في قلب الوجودِ ضمـيرُ

وشخصك قطب الكائنات فسِرُّها ___ على سِـرّه في العـالمـين تُديرُ

نزلتَ من الله العـزير بمنـزلٍ ___ يسير إليه الطَّـرْفُ وهْو حسيرُ


• وقال في غديريّةٍ له:


إذا شئتَ تُـرضي إلهَ السَّـما ___ وتُهدى إلى الـرُّشد بعد العمى

وتُسقى من الحوض يومَ الضِّما ___ إذا ما انتهى السيرُ نحو الحِمى

وجئتَ مِن البُـعد تلك الدِّيـارا

وقـابلتَ مَثـوى عليِّ الـولي ___ وأظهرتَ حبَّ الصراطِ السَّوي

وشـاهدتَ حبـلَ الإلهِ القـوي ___ وواجهتَ بعد سُـراك الغَـري

فـلا تَـذُقِ النـومَ إلاّ غِـرارا

فحُطَّ الـرحـالَ بذاك المحـلّْ ___ وعن أرضـه قَـدَماً لا تَـزِلّْ

وكُـنْ لسمـا قبـرهِ مستَـهِلّْ ___ وقِفْ وقفـةَ البـائس المستذلّْ

وسِرْ في الغمـارِ وشُمَّ الغُبـارا

فإنْ طِعتَ ربَّ السَّـما فارضِهِ ___ فحـبُّ الأئمّـةِ مِن فـرضِـهِ

وضـاعفْ ثوابكَ مِن فـرضِهِ ___ وعفِّـرْ خدودَك فـي أرضِـهِ

وقل: يا رعى اللهُ مَغنـاكِ دارا

علـيٌّ أميـري ونِعـم الأميـرْ ___ مُجيري غداً مِن لهيبِ السـعيرْ

وكـانَ لأحمدَ نعـم الـنصـيرْ ___ ووفّـاه عُمـراً غداةَ الغـديـرْ

مِـن الله نصّـاً به واختـيـارا

• وقال في مدح صاحب الزمان عجّل الله فَرَجَه الشريف:


سرى البرقُ مِن نجدٍ فجدّد تَذكاري ___ عهوداً بحُـزوى والعذيب وذي قارِ

وهيّـج مِن أشـواقنـا كلَّ كـامنٍ ___ وأجّـج في أحشـائنا لائـجَ النـارِ

خلـيفـةُ ربّ العـالمـين وظِـلُّـه ___ على ساكني الغبـراءِ مِن كـلّ ديّارِ

إمـام هـدىً لاذَ الـزمانُ بظـلّـهِ ___ وألقى إليـه الدهـرُ مِقْـوَدَ خـوّارِ

علومُ الـورى في جَنْبِ أبحـرِ علمهِ ___ كغُـرفةِ كـفٍّ أو كغمـسةِ منقـارِ

فأنعِشْ قلـوباً في انتظارك قُـرِّحتْ ___ وأضجـرها الأعـداءُ أيّةَ إضـجارِ

وخلِّـصْ عبـادَ اللهِ مِـن كلّ غاشمٍ ___ وطهِّـرْ بلادَ اللهِ مِـن كلّ كَـفّـارِ

• وقال في الرجاء وطلب الشفاعة:


يا ربِّ إنـي مُذنبٌ خـاطئٌ ___ مقصِّـرٌ في صالحاتِ القُرَبْ

ولـيس لي مِن عملٍ صـالحٍ ___ أرجوه في الحشر لدفع الكُرَبْ

غيرَ اعتقادي حبَّ خيرِ الورى ___ وآلهِ.. والمـرءُ مَعْ مَنْ أحبْ

• وقال أيضاً:


وثقـتُ بعـفـو الله عنّـيَ فـي غـدٍ ___ وإن كنتُ أدري أنّني المـذنبُ العاصي

وأخلصـتُ حبّي فـي الـنبـيِّ وآلـهِ ___ كفى في خلاصي يوم حشريَ إخلاصي

وفاته

كان ذلك في اصفهان سنة 1030 أو 1031 هجرية، لكنّ الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي أكّد وفاته بسنة 1035 هجريّة. ثمّ نُقل جثمانه الطاهر من اصفهان إلى مشهد الإمام علي الرضا عليه السّلام عملاً بوصيّته، فدُفن في داره القريبة من الحضرة المشرفة، وقبره معلوم يُوقَف عنده لقراءة الفاتحة مِن قبل زوّار المولى علي الرضا عليه السّلام. وكان يوم وفاته مشهوداً، وقد صلّى عليه المجلسي الأوّل مع جميع الطلبة والفضلاء وكثيرٍ من الناس بلغ عددهم خمسين ألفاً تقريباً. ومن غريب ما اختتمتْ به حياة الشيخ البهائي ما حكى بعض الثقات، أنّه قُبَيل وفاته قصد زيارة القبور في جمعٍ من الأخلاء، فما استقرّ بهم الجلوس حتّى قال لمَن معه: إنّي سمعتُ شيئاً، فهل منكم مَن سمعه ؟ فأنكروا سؤاله واستغربوه، وسألوه عمّا سمع فلم يجبهم، ثمّ رجع إلى داره وأغلق بابَه، فلم يلبث أن أهاب به داعي الردى فأجابه. وفي رواية المجلسيّ الأوّل أنّه سمع صوتاً مِن قبر بابا ركن الدين، فقال: سمعتم ذلك الصوت ؟ قيل: لا. فاشتغل بالبكاء والتوجّه إلى الآخرة، وبعد الإلحاح عليه قال: إنّي أُخبِرتُ بالاستعداد للموت. وقد رثاه بعض تلاميذه.. منهم الشيخ إبراهيم بن فخر الدين العامليّ، بقصيدة قال فيها


شيخ الأنـام بهـاء الـدين لا بَـرِحتْ __ سحـائبُ الفضل يُنشيـها له البـاري

كم خرّ ـ لمّا قضى ـ للعلم طودُ عُلىً __ مـا كنتُ أحسَـبُـه يـومـاً بمُنـهارِ

وكـم بكتـْه محـاريبُ المـسـاجدِ إذْ __ كـانت تُضـيء دُجـىً منـه بأنـوارِ

فـاق الكـرامَ.. ولم تبـرح سجـيّـتُه __ إطعـامَ ذي سَغَبٍ مَـعْ كسـوةِ العاري

جَـلّ الـذي اختـار في طوسٍ له جَدَثاً __ في ظلِّ حـامٍ حَمـاها نجـلُ أطـهارِ


رحمه الله، ونفع الله بعلومه المؤمنين.