الرئيسيةبحث

الشيحية


'الشيحية' إحدى مدن المملكة العربية السعودية، تقع في في القصيم.

هذي موجز بسيط عن الشيحية بالقصيم والمعروفة انها ديرة (الربيعان والحواس والغانم) من العرينات من السبعان حيث أول ما تذكر هذه العوائل تذكر الشيحية لأنهم من سكانها منذ أمد بعيد.

إليكم التقرير المعد من قبل بعض شباب الشيحية في جريدة الجزيرة في العدد 11415 في 8/11/1424هـ


الشّيحية الشِّيحية بتشديد الشين وكسرها فياء أولى ساكنة فحاء مكسورة فياء ثانية مشددة فهاء - على لفظ النسبة إلى الشيح مؤنثاً. مدينة زراعية في الجهة الشمالية الغربية لمدينة بريدة على بعد 47 كلم. اشتهرت بإنتاج الحبوب الجيدة من القمح والشعير، حيث ان الحنطة تنبت فيها بشكل جيد لافت للنظر، حيث يتعدى ارتفاع نباتها قامة الرجل أحياناً. وتقع الشيحية على خط طول 984 36 43 وعرض 755 14 26. وسميت بذلك لأنها كانت في الأصل روضة تنبت الشيح، ولكن العمارة فيها اتسعت حتى تعدت حدود الروضة التي تنبت الشيح وأخذ عمرانها ومزارعها تمتد بعيداً عن الروضة المذكورة في توسعها. ويقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والمؤرخ والرحالة المعروف أنه حدّثه الشيخ عبدالله بن صالح المحسن من ساكني الشيحية ومدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أنه اطلع على وثيقة مؤرخة عام 1174هـ مضمونها رهن أو بيع بئر في روضة الشيحية وتلك البئر معروفة أنها تقع في وسط بلدة الشيحية وأنه سأل صاحب الوثيقة في ذلك الوقت عنها فقال: إن بلدتنا هذه كانت تسمى (روضة الشيح) وهذا يدل على أن الشيحية نسبت إلى الشيح. عمارة الشيحية: كانت عمارة الشيحية في آخر القرن الثاني عشر حيث أن هناك مجمعاً للماء كالخسف، مكانه الآن بئر تسمى (العودة) حيث قام أهل البلدة من الربيعان والغانم والتويجري والحواس والبليهد بعدما قدموا من الضلفعة بحفر الآبار ومن ثم قاموا بزراعة القمح والشعير. أول أمير لبلدة الشيحية: أول أمير لبلدة الشيحية هو ربيعان بن حميدان العريني وهذا هو الجد لكل من آل حميدان والربيعان والغانم والحواس والماضي في كل من الشيحية والبكيرية واللسيب والربيعية والشماسية والرياض. تعداد السكان: يبلغ عدد سكان البلدة حوالي 2600 نسمة أغلبهم يشتغل في الزراعة والبعض في وظائف حكومية ومتوسط 35% من السكان تتراوح أعمارهم من السادسة إلى الثامنة عشرة. قصة قبور الأتراك بالشيحية: يوجد بمقبرة الشيحية عدة قبور ترجع لعساكر من الأتراك قبل توحيد المملكة وذلك أنهم استقروا بالبلدة بعد أن تقطعت بهم السبل، لكن الوضع لم يناسب البعض منهم نظراً لشدة الحرارة، حيث انهم لم يعتادوا على ذلك، فبدأ الجوع ينال منهم، حيث قاموا بتجمير النخيل ومن ثم أكل هذا الجمار (أو ما يسمى بشحوم النخيل)، ومع مرور الوقت بدأ الجوع والمرض يفتك بهم ومن مات منهم دفن بمقبرة قرب البلدة وتعرف هذه القبور بقبور العسكر أو الأتراك. وقد حصل على الشيحية ضرر كبير من جنود الأتراك الذين جلبهم عبدالعزيز بن رشيد من العراق والمدينة المنورة وكان ذلك في أعقاب وقعتي البكيرية والشنانة عام 1322هـ، حيث أشار إلى هذه الحادثة المستر لوريمر عند كلامه عن الشيحية فقال، «الشيحية على بعد خمسة أيام شمال غربي البكيرية (60) منزلاً لقبائل العنزة وعتيبة وحرب وشمر ولكنها الآن مهجورة (1906م) وذلك بناء على التقارير التركية: يوجد بها عدد صغير من الحدائق ويزرع بها الحبوب والفاكهة والخضراوات ويتراوح عمق الآبار بين 10-11 قامة والمياه ضاربة للملوحة والمخيم التركي فيها هو الوحيد في نجد». انتهى كلام المستر لوريمر. ويذكر أنه عندما استقر الأتراك (العسكر) بالشيحية بدأ البعض منهم بممارسة بعض الحرف المتعلقة بالزراعة مثل نجارة عدة السواني وتنصيب المساحي (أداة الرياسة) والمخالب (أداة حصد البرسيم والقمح... إلخ) لكن الثنائي المرعب (الجوع والمرض) لهم بالمرصاد، حيث اضطروا لأكل صغار الجراد أو ما يسمى (الدبا) فكأن البعض منهم مل من هذا الوضع ويبدو أن البعض منهم رجع إلى بلاده فإذا أراد أن يدعو على أحد يقول له (ربنا يوديك للشيخية تأكل من صغار جرادها) وهم يبدلون الحاء خاء. مسجد الطين يعتبر هذا المسجد شاهد عيان لحضارة الشيحية وهو أول مسجد أقيم بالشيحية ورغم بعض الترميمات التي أجريت لهذا المسجد إلا أنه لا يزال يحتفظ بالصورة العامة له رغم مرور السنين ولأن الشيحية يوجد بها الآن تسعة مساجد ولله الحمد لذا فهذا المسجد يحمل اسم (مسجد الطين)، حيث قام أهالي البلدة بحفر خلوة (بدروم) تحت المسجد وذلك لاتقاء حرارة الصيف الحارقة وبرد الشتاء القارس وهذه الخلوة عبارة عن دور تحت الأرض يحتفظ بالبرودة وقت الصيف وبالدفء وقت الشتاء وهذه الخلوة تؤدى فيها الصلاة إلى الآن وكان أول إمام لهذا المسجد هو الشيخ ابن بليهد ولا يزال أحفاده قائمين على هذا المسجد وفقهم الله. الزراعة قديماً: تعتبر الشيحية من أهم بلدان المملكة العربية السعودية من الناحية الزراعية قديماً، حيث توجد بها عدة مزارع مثل مظهورة، خنيفسة، العلوة، حمادة، حميميدة، الرفيعة، الرفيّعة بتشديد الياء، البديع، المقيبرة، المزينية، سمحة، العودة، الوسيطي، قليب الهدام، الغريس، فيد سليمان (من المزراع التي جمرت)... إلخ. مظهورة: تعتبر مظهورة من أشهر المزارع (الفلايح) بالقصيم حيث تشتهر بجودة انتاجها من القمح وخصوصاً (اللقيمي)، فإنتاجها يضرب به المثل بالمنطقة فيقال عند المبالغة في مدح شيء ما (والله لو هو لقيمي مظهورة)، وقد حدث لي موقف عام 1392هـ عندما كنت أدرس في معهد إعداد المعلمين ببريدة حيث سألني المراقب وكان يلقب بأبي عندما عبدالله من أين أنت؟ فقلت: من الشيحية. فقال: (الله من طيب اللقيمي). عب المظهور: المظهور مزرعة تحد مظهورة من الشمال حيث قام ثلاثة أشخاص من أهل البلدة أحدهم من الغانم والآخر من الربيعان بحفر بئر بمساعدة أولادهم وبناتهم وتعتبر بئر المظهور إعجوبة زمانها حيث قام الشركاء الثلاثة بحفر عب (درج) من مسافة بعيدة وهو عبارة عن خندق إنسيابي الإنحدار مظلم جداً ينتهي عند بداية ماء البئر ويعتبر من الآثار اللافتة للانتباه. العودة: يقال أن سبب حفر هذه البئر أن ضبعة لها بيت ولاحظ البعض أن هذه الضبعة عندما تخرج تكون ندية أو رطبة وهذا دليل أن الماء، قريب فحفرت البئر بنفس الموقع وفعلا وجد الماء والبئر (القليب) ما زالت موجودة دون أي تغيير أو تبديل ببيوتها ومسجدها القديم وقد كانت قبل فترة مأهولة بالسكان إلا أن الحاجة نقلت بعضهم إلى المدن للحصول على مصدر للرزق حيث ان معظم المزراعين في الثمانينيات الهجرية تركوا مزارعهم ونزحوا للمدن وبقيت هذه المزارع للظروف الجوية من رياح وأمطار وغيرها إلا أن النهضة الزراعية الحديثة أعادت لهذه المزارع بريقها وبدأت من جديد تدر بالخيرات. الوسيطي: كانت عبارة عن مزرعة ل«التويجري» ثم ما لبث أن ازداد عدد سكانها حتى أصبحت بلدة عامرة تنافس بلدة الشيحية رغم أن المسافة بينهما قليلة جداً إلا أن هجرة سكانها طلباً للرزق جعلها بلدة مهجورة. ضريبة بُعد الماء: لما كانت الشيحية من البلدان المشتهرة بالزراعة ونظراً لكثرة مزارعها وبعد مائها (15 بوعاً) وحيث ان المزارعين القدماء على قد الحال فمنهم من يستأجر مزرعة لمدة حول واحد أو (شتوية) فقط لذا فإنه يستأجر عدة وناقة أو جملا أو أكثر حسب القدرة لأن المزارع النشيط يسنى مربوعة فعندما يذهب إلى بريدة ليستأجر يُسأل من أي مكان، فإذا قال المزرعة بالشيحية فإنه يؤخذ عليه فرق بسبب بعد الماء لأن الإبل سوف تبذل مجهوداً أكثر لإخراج الماء. انقطاع معظم المزارع بالرهن: هناك من المزارعين من تجبره الظروف على الدين (الاقتراض) من الموسرين من خارج البلدة وليس لديه ضمان إلا هذه المزرعة فيكتب للديان ورقة برهن مزرعته عند عدم السداد لأن الزرع معرض للمخاطر منها العواصف أو البرد أو الجراد... إلخ، فعند عدم القدرة على السداد تصبح المزرعة ملكاً للدائن لذا فإن أغلب المزارع القديمة منقطعة بالرهن حيث أصبحت ملكاً للدائن نظراً لعدم قدرة المزارع على الوفاء. وعادة ما تتعرض الزراعة لبعض الآفات التي قد تؤثر على المحصول وكان للجراد تأثير كبير أحياناً على الزراعة، فرغم أن الجراد يفتك بالمزارع أحياناً إلا أنه إذا أتى الزرع وهو عبارة عن ورق ولم تبدأ السيقان بالنمو وقضى على الورق وبدأ الزرع ينمو من جديد فإنه بإذن الله يكون المحصول غالباً جيداً وكذلك بالنسبة للبرد فلذلك دائماً يردد المزارع «يا الله مبرود وإلا مجرود»، أما إذا أتى الجراد أو البرد بعد تكوين السنابل فإنه يسبب خسارة فادحة للمزارعين مما يؤدي إلى كثرة الديون أو انقطاع المزرعة بالرهن. بعض الأماكن حول الشيحية: 1- الأرجام: وتقع إلى الغرب من الشيحية وهي سناف مستطيل يشبه الحزم المرتفع وهي الآن عامرة بالزراعة. 2- القوس: مرتفع من الأرض يقع على الغرب من الشيحية. 3- الجبو: ردة من الأرض كان يجتمع فيها الماء، غرباً من الشيحية. 4- الصور: منخفض من الأرض إلى الغرب من الشيحية. 5- المتاريس: وهي تابعة لأرض المناخ التي سميت بذلك بسبب وقوع مناخ بين قبيلتين عربيتين للحرب هناك. 6- عرين الطلاسي: والعرين هو الرمل الذي فيه الشجر الكثير خصوصاً الرمث والأرطا. 7- اسمر القطا: عدة أكمات سود إلى الجنوب الغربي من الشيحية وإلى الجنوب من ساق الجواء. 8- أم الهشيم: روضة في الجهة الشمالية من الشيحية تقع بينها وبين أثال. 9- الغويطة: روضة كبيرة إلى الشمال من الشيحية بينها وبين عيون الجواء. 10- العريمة: أكمة صغيرة إلى الشمال الشرقي من الشيحية بينها وبين الضلفعة. الزراعة حديثاً: بعد النهضة الشاملة التي عمت أرض المملكة العربية السعودية في ظل حكومتنا الرشيدة كانت البداية في عهد موحد الجزيرة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عندما بدأ بإقراض المزراعين أبلاً للسواني فكان المزارع النشيط يقرض ناقة أو أكثر أما أصحاب المزارع الصغيرة فلكل مزرعتين ناقة بالتناوب، وما هي إلا فترة محدودة حتى بدأت الميكنة وذلك بالاعتماد على المكائن المستوردة بمساعدة هذه الدولة الفتية - حماها الله - من كل سوء ومكروه. ومن قصص الشراكة يذكر أنه اشترك مزارعان في مزرعة تسمى الرفيّعة (بتشديد الياء) وقررا أن يشتريا ماكينة (11) حصاناً (نايم). وبعد تركيبها من قبل أحد المهندسين، وكانت الماكينة في قاع البئر على مستوى سطح الماء واتفق المزارعان على أن يقوم أحدهما بتشغيل الماكينة فقط والآخر بسقيا الزرع (الرياسة) من صلاة الفجر إلى صلاة العشاء من كل يوم. وبعد فترة تعب الذي يقوم بالسقيا وقال لشريكه: أنت تشغل يوم وأنا يوم، أنا تعبت وأنت جالس. فقال له: أنت ما تعرف تشغل. فقال: أتعلم. فقام المشغل الأول وأغلق حنفية الديزل دون علم شريكه وبدأ (الرايس) بالتشغيل، لكن الماكينة تحتاج إلى ديزل والحنفية مغلقة دون علمه وبعد عدة محاولات تعب المسكين، فقال له المشغل: (تراك كسرت الماكينة). فقال الرايس بزعل: (أنت كسرت أولها وأنا أبكسر آخرها). ويذكر عبدالرحمن الربيعان مدير المكتب الزراعي أن أرض الشيحية من أجود أنواع التربة الصالحة للزراعة، وحيث ان مساحة الشيحية 40كلم * 30كلم = 1200 كلم مربع لذا لابد من الاستثمار والاستفادة من هذه الأرض، حيث بلغ عدد المزارع الآن 650 مزرعة وتبلغ المساحة المزروعة 000 ،39 هكتار وتشمل القمح والنخيل والبرسيم وجميع الخضروات. أما عدد النخيل في البلدة فبلغ 000 ،112 نخلة معظمها من نوع السكري الفاخر. أما عدد الضأن فيبلغ 30000 رأس من الضأن. وأما عدد الماعز بلغ 5000 رأس . وعدد الأبقار 800 بقرة. وعدد الإبل 1300 رأس من الإبل . ومعدل بعد الماء عن سطح الأرض 75م . إن هذه الأرقام لم تأت من فراغ، بل من الدعم غير المحدود من حكومة هذه البلاد الطاهرة وذلك بفضل الله ثم بفضل الدعم المستمر والمتواصل من البنك الزراعي، وجهود مواطني هذا البلد الخيّر. ورغم التطور الزراعي الحديث من التكنولوجيا المتطورة إلا أن ذلك لم يحد من عزيمة البعض في ممارسة بعض الأفكار التي توفر وتساعد المزارع في سبيل الحصول على تقنية محلية فأحد المزارعين قام ببناء مستودع للحبوب ينافس المستورد وبسعر لا يقارن. والبعض ابتكر جهازا للتسميد بمبلغ زهيد، وآخر عمل جهازا لغسيل البطاطس.. ألخ. الشيحية والصحة: افتتح المركز الصحي بالشيحية عام 1394هـ وكانت البداية في بيت من الطين مستأجر ويوجد فيه طبيب ومستخدم فقط، ومع مرور الوقت بدأت الأمور بالتحسن إلا أن مستوى الخدمة الصحية لا يواكب التطور والنقلة الحضارية التي تعيشها مملكتنا الغالية وبزيارة للمركز الصحي بالشيحية أفاد مدير المركز إبراهيم التويجري بما يلي: 1- عدد الملفات بالمركز 385 ملفاً صحياً. 2- عدد المراجعين يومياً 54 مراجعاً تقريباً. 3- يوجد طبيب واحد فقط. 4- يوجد ممرضتان فقط. أهالي البلدة يتبرعون بعد أن طال انتظار تأمين كرسي للأسنان بالمركز الصحي ونظراً للحاجة الماسة لكرسي أسنان يخدم أهالي البلدة والقرى المجاورة لها ونظراً لارتفاع تكلفة جميع ما يتعلق بالأسنان من خلع وتقويم وحشو.. إلخ، قام بعض المحسنين - جزاهم الله خيراً - بتأمين كرسي أسنان بمبلغ 000 ،95 ريال على أن تقوم الشؤون الصحية بالقصيم بتأمين طبيب للأسنان وتم ذلك والحمد لله إلا أن الطبيب كلف لمدة يومين فقط بالأسبوع وهذا لا يكفي والدليل كثرة المراجعين في هذين اليومين من الشيحية والقرى المجاورة، حيث أفاد مدير المستوصف بأن عدد المراجعين يتجاوز 30 مراجعاً ومعروف لدى الجميع كم يستغرق المراجع من الوقت وعند سؤاله هل سيتسمر طبيب الأسنان بهذا الوضع أفاد بأن المديرية العامة للشؤون الصحية بالقصيم سوف تؤمن طبيباً للأسنان.

وإلى تطور أكبر بإذن الله

الكاتب أحد أبناء الشيحية