الرئيسيةبحث

الشريف غالب بن مساعد

.

فهرس

الشريف غالب بن مساعد

هو من أشراف آل زيد أكبر عوائل الأشراف حكما لولاية الحجاز التي كانت ولاية من ولايات الخلافة الإسلامية العثمانية


بداية حكم الشريف غالب بن مساعد كانت بعد وفاة أخيه الشريف سرور بن مساعد في العام 1202 هـ - 1788 م، وقد كان الشريف غالب خارج الحجاز في تجارة له، وفور عودته تسلم مقاليد الأمور ونودي له بالحكم، وقد كان الشريف عبدالمعين أخ غالب الشقيق ممسكا بمقاليد الأمور في الفترة الإنتقالية بين أخوية غالباً وسروراً.

حكم الشريف غالب

لم يكن ليهنأ الشريف غالب بالحكم ففور استلامه قام ابن أخية سرور عبدالله ذو الإثنى عشر ربيعاً بمطالبة عمه بملك أبيه بتشجيع من وزير أبيه وعلى ماتعارف عليه الأشراف القتاديين بتملك الإبن بعد أبيه في حالة صلاحه، ولكن لصغر سنه وضعف شكيمته حصلت بعض المناوشات بين الشريف غالب وعبيد ابن أخيه الشريف عبدالله بن سرور وانتهت لمصلحة غالب وتمت المصالحة فيما بينهم وتم تأديب الوزير وسجنه.

وفي هذه الأثناء بدأ الخطر الوهابي في التزايد والتوسع نحو الغرب الحجازي. وفي العام 1205 هـ - 1791 م، حدثت أول معركة بين الشريف غالب والوهابيين تحت قيادة الدولة السعودية الأولى.

وقد كانت المعارك بينهم تارة انتصاراً لغالب وتارة انتصاراً لأمير السعوديين حتى سقطت مكة للمرة الأولى تحت حكم السعوديين في عام 1217 هـ - 1803 م. وقد خرج غالب من مكة وترك فيها أخيه عبدالمعين الذي سلم مكة للسعوديين وقد ولوه عليها حتى أتموا الحج وانصرف الجيش السعودي، فهاجم غالب مكة من جدة واستعادها مرة أخرى بعد حج ذلك العام.

استمرت الحروب والغزوات حتى عاد السعوديين مرة أخرى إلى مكة في العام 1220 هـ - 1806 م ولكن في هذه المرة على صلح مع الشريف غالب على أن يكون والياً لمكة لهم عليها وحجوا في تلك السنة من نجد خلق كثير وتبادل الشريف غالب الهدايا مع السعوديين وفيها دخولهم للمدينة وتقاسمهم للجواهر الموجودة في الحجرة الشريفة.

وخلال صلحه للدولة السعودية وقبل ذلك والشريف غالب يراسل الدولة العثمانية لكي تنجده من الوهابيين ولكن لانشغال الدولة العثمانية في حرب البلقان وحربها مع روسيا القيصرية لم تستطع مساعدة الشريف غالب.

الحملة المصرية

بدأ بزوغ نجم جديد في مصر وهو الضابط الألباني محمد علي الذي كان في الحامية العثمانية التي طردت الفرنسيين من مصر وتولى ولاية مصر وهاجم الدولة العثمانية حتى مني بهزيمة في الشام بمساعدة الأسطول الإنجليزي للدولة العثمانية، وبعدها أوكل الخليفة العثماني لمحمد علي ولاية مصر وتحرير الحجاز من أيدي الوهابيين.

في العام 1226 هـ - 1811 م أرسل محمد علي ابنه إبراهيم باشا طوسون إلى الحجاز مع جيش لتحريرها، وقد نزل الجيش بـ "ينبع" لقربها من المدينة، وقد إنتصر الجيش في أول الأمر لكن سرعان ما غير البدو ولائهم ضد طوسون الذي لم يحسن معاملتهم وإغداق المال عليهم وهزم جيش طوسون ووصلت الأخبار لمحمد علي. ولما لم يكن لطوسون دراية بأحوال البدو ولم يكن قد نسق مع الشريف غالب الخبير بأحوال بلاده فقد مني بالهزيمة.

ولم يكن لمحمد علي باشا أن يسمح بهزيمة أخرى فترأس الحملة الثانية على الحجاز في العام 1227 هـ - 1812 م بعد أن راسل الخليفة لكي يراسل الشريف غالب ليسهل له الأمور في الحجاز، ولما لم يكن الشريف غالب مرتاحاً لحكم الدولة السعودية ولشعورة بالخذلان من السلطان العثماني ساعد الشريف غالب محمد علي حتي تمكن من دخول المدينة أولاً ثم مكة ثانياً في ذي القعدة من نفس العام.

نهاية الشريف غالب

بعد دخول محمد علي وخروج السعوديين من مكة انتهت الظروف الصعبة للشريف غالب وظن أن محمد علي سيكون داعماً له للقضاء على فلول الوهابية في معقل رأسهم في الدرعية.

فما كان من الشريف غالب إلا بدعوة محمد علي للعشاء في قصره بأجياد، وفي ثاني يوم حضروا غسيل الكعبة والصلاة فيها وكل منهما متوجساً من الآخر، حتى بادر محمد علي الشريف غالب في وسط الكعبة بالقسم بأن لايخون أحدهم الآخر وقد أقسم الشريف غالب على ذلك أيضاً. وبعد الصلاة والطواف بالكعبة المشرفة، دعا محمد علي الشريف غالب وأبنائه لحضور طعام الغداء في سرادقه بقلعة القشاشية، وفيها تم القبض على الشريف غالب وأربعة من أبنائة الكبار وإرسالهم للدولة العثمانية.

لم يبق للشريف غالب في مكة سوى ابنتيه المتزوجات من أبناء عمومتهم وولدين هما الشريف عبدالمطلب وعلي اللذان كانا في البادية يتعلمان فنون الفروسية والقتال.

وفاة الشريف غالب

لقد توفي الشريف غالب في العام 1231 هـ - 1818 م في سالونيك وهي جزيرة يونانية كانت تابعة للدولة العثمانية وله فيها قبر يزار هو وأهل بيته ممن سافروا معه. وقد كان الخليفة قد استقبل الشريف غالب واحتفى به في العام 1228 هـ - 1812 م باسطنبول وأمر بأن يجهز له السكن المناسب في سالونيك.

خلاصة

لقد حكم الشريف غالب مايقارب من ستة وعشرين سنة مليئة بالحروب والمشاكل وقد حاول رحمه الله وسع قدرته درء المشاكل والمفاسد عن ولايته، وقد اشتهر الشريف غالب قبل حكمة بالتجارة وقد كانت تجارتة ممتدة من الهند إلى أوروبا عبر الخليج العربي واليمن ومصر.

فقد كان من موردي البهارات والقهوة إلى أوروبا ومن أكبر مالكي وتجار اللؤلؤ في الخليج ولكن حينما توفي الشريف سرور ووضع أهل مكة الثقة فيه لتولي المسؤولية تخلى عن تجارته ومتابعتها وأوكلها لوكيله الشيخ يوسف قابل في جدة صاحب شارع قابل المشهور في جدة بجوار شارع الأشراف وشارع الملك عبدالعزيز.

الناظر لحياة الشريف غالب يرى أنه أضاف للولاية ولم تضف له فقد كان كريماً مع أهل مكة والحجاز بصفة عامة. رحم الله الشريف غالب فقد كان المخلص لدينه ولأمته في ظل أسوأ الظروف من حملات شرسة على الإسلام والمسلمين.