السوسنة نبته شعبية أردنية وفلسطينية. وتنبت في موسم الربيع . ومن بين الذين نبهوا، مبكرا لأهمية السوسنة السوداء، عالم النباتات البريطاني امهيرست هايني، الذي شارك في بعثة استكشافية إلى شرق نهر الأردن عام 1872 وكتب مشيرا إلى وفرة هذه السوسنة في بلاد مؤاب "التي كانت تظهر في كل مكان امتدادا من مؤاب إلى لبنان". واطلق على هذه الزهرة السوسنة السوداء، بسبب لونها الأسود القريب للبنفسجي أو اللون الأزرق، الذي تتخذه لونا لها في بداية نموها. ورغم أن اللون الأسود هو الغالب إلا أن اللون الأبيض يظهرا فيها على شكل بقعة في وسط أوراقها التي تتخذ الواحدة منها شكل السهم. ويبلغ ارتفاع النبتة بين 10-15 سم، وتكثر في المناطق الصحراوية، ومنطقة البحر الميت والأغوار الشمالية، وصحراء النقب وتزهر في شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) من كل عام. ويخفي جمال النبتة الآسر، قوتها، وتحملها لظروف بيئية قاسية، وصمودها وسط الصحراء، وبزوغها من بين الصخور وفي الأودية والتلال. وتعتبر هذه الفترة من العام، موسما نموذجيا للرحلات البرية في الأردن لاكتشاف المواقع الأثرية والبحث عن النباتات خصوصا السوسنة السوداءوتطرح اقتراحات في الأردن لحماية السوسنة السوداء والنباتات الشبيهة، خصوصا في مناطق الصحراء والبحر الميت، وكانت تشريعات اتخذتها الأردن سابقا فهم أنها كانت حماية هذه النبتة وكانت الأردن سبقت إسرائيل في الاهتمام بالسوسنة السوداء، عندما أعلنتها الزهرة الوطنية لها، حيث تتواجد بكثرة شرق نهر الأردن وجبال عجلون، ومنطقة البحر الميت، وزوبيا، ومحمية اليرموك. واعلن الأردن حمايته للسوسنة السوداء، باعتبارها اندر زهور الأرض، معلنا فخره بأنها تنبت في أراضيه، وان حمايته لها جزء من حفاظه على مكانة الحياة البرية والتنوع الحيوي في المملكة. واتخذ الأردن أيضا من الطائر الوردي، النادر هو الآخر في العالم، ويعيش في الأردن وفلسطين وسيناء، طيرا وطنيا، ويمتاز هذا الطير الجميل الصغير بلونه الوردي. ويمكن رؤيته في مناطق مثل وادي رم، ومدينة الأنباط الوردية البتراء، التي تشبه حجارتها لون الطائر الذي يتغذى على الحشائش والأعشاب. وفيما يبدو انه اهتمام متعاظم بالحياة البرية في الأردن، تم أيضا اتخاذ شجرة الملول، الشجرة الوطنية للأردن، وهي شجرة كبيرة الحجم ذات تاج كبير وجميل، لها قيمة كبيرة في الحفاظ على التنوع الحيوي، ولثمارها وأوراقها، قيمة غذائية وعلفية وطبية وصناعية كبيرة. واطلق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اسم السوسنة السوداء على السيارة التي تم تصنيعها في مركز الملك عبد الله، واتخذت اللجنة الأولمبية الأردنية من السوسنة السوداء شعاراً رسمياً. وبموازاة ذلك تسعى أوساط في الأردن، إلى إثارة الاهتمام بالسوسنة السوداء، مثلما هو الحال بزهور برية أخرى كشقائق النعمان التي تعتبر نبتة محمية في الأردن، واتخاذها شعارا ورمزا. وفيما يبدو انه معركة باردة على الرموز، بين الأردن واسرائيل، كما حدث في أمور أخرى كثيرة خلال السنوات الماضية، مثل الصراع على موقع مغطس المسيح على نهر الأردن، يغيب الفلسطينيون المثخنون بجراح عديدة، قسريا عن هذه الساحة.راجع سفر نشيد الأنشاد الإصحاح الثاني