-الرجاء هو الايمان بنهاية ايجابية للاحداث المحيطة بالفرد وظروفه . -والرجاء يعني المثابرة : أي الايمان بأن النهايات الايجابية ( السعيدة ) أمر ممكن حتى ولو كان هناك ما يشير الي عكس ذلك . -والرجاء لا يعني التفاؤل ، فالرجاء حالة عاطفية نفسية ، أما التفاؤل فهو استنتاج يصل اليه الفرد من خلال تحليل بعض المعطيات بطريقة ايجابية . -وينبع الرجاء من الايمان ، وحيث أن الرجاء حالة عاطفية نفسية ، فان الايمان هو حالة روحانية يحل فيها الوحي الالهي على الفرد فيملأه شعور بالثقة . -وعكس الرجاء اليأس ، واليأس هو ضعف الايمان ، ويعتبر اليأس خطية لأن الرجاء ليس مجرد حالة عاطفية نفسية بل هو نعمة وعطية الهية ، وواحدة من أعظم ثلاث فضائل :( الأيمان ، والرجاء ، والمحبة ) . -والرجاء ليس مجرد التفكير بأسلوب ايجابي ( كما في الحالات المنهجية والعلاجية التي تستخدم في علم النفس لعكس التشاؤم ) . -وهناك رجاء يسمى بالرجاء الكاذب وهو نوعان : الاول قد يعني الايمان المرتكز كليا على الخرافات أو الخيالات ، والثاني هو ترجي وقوع نتائج يستحيل تحقيقها تماما . -وأمثلة عن الرجاء قد تكون : الرغبة في الحصول على المال ، أو شفاء أحد المرضى ، أو وقوع شخص في الحب ، أو النجاح في الامتحانات . -وقد أعتبر الرومان والاغريق الرجاء الها يقدسونه ، فقد سماه الاغريق بالاله Elpis ، وتقول الاسطورة الاغريقية أن Elpis كان موجودا في صندوق باندورا ( الصندوق الذي عندما فتحته باندورا ملأ الشر الارض ) لذلك أخرجت باندورا كل الشرور وأبقت على Elpis فأصاب اليأس والاحباط كل البشر ، فعادت باندورا مرة أخرى الي الصندوق لتخرج Elpis فخرج ضعيفا بطيئا ، الا انه أزداد قوة وتأثير وأصبح أشد من باقي الشرور . -وقد سمي الرومان الرجاء الالهه Spes ، وأعتبروها اخر الالهة Ultima Dea ، مما يعني أن الرجاء هو الملاذ الاخير الذي يحتاجه الانسان . وفي الفن الروماني ، تصور الالهة Spes وهي تمسك بيدها الخير والزهور ، رمزا للجمال والوفرة معا . -وهناك نوعان من الرجاء : رجاء سلبي ، وهو يقتصر على الطلب والتمني ؛ ورجاء عامل ، ويتضمن التفكير والتخطيط ، والتفكير يكون غالبا في اتجاه عكس التيار الفكري العام ، ومختلفا عن طريقة تفكير الاخرين . -مثلا : لنتخيل وجود ثلاثة معتقلين محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة ، الأول فقد رجاءه ، فأصيب باليأس والاحباط ولم يحتمل عدة سنوات ومات ، والثاني ، كان لديه إيمان ولكنه لم يفعل شئ وبقي يدعو ويصلي كي يخرج من السجن ، ولكنه لم يخرج بل استطاع أن يحتمل الحياة في السجن بقوة الرجاء ، أما الثالث ، فكان لديه رجاء قوي وايمان بأنه سوف يخرج من السجن ، ففكر وخطط للهروب من السجن ، ورغم الصعاب التي قابلته الا أنه استطاع بعزيمته التغلب عليها والهرب .
=== الخلاصة ===
1-الرجاء قوة عظيمة ، فبه يعيش الانسان ، ومن خلاله يستمد رغبته في الحياة ، يقال أن الانسان يموت عندما يشعر بأنه لا يوجد لديه سبب في الحياة ، فالسبب هو الرجاء . 2-الرجاء هو الطاقة المحركة لعربة الحياة ، ولكن من هو السائق ؟ أهو الجسد ؟ فيكون الرجاء هو العاطفة المنشطة لكل خطية خرجت من صندوق باندورا ، أم هو الروح ؟ فيكون الرجاء هو الايمان والثقة بالله وبوعوده التي تفوق أي احتياج أرضي وأي رغبة عاطفية . 3-هناك رجاء عامل نشط مفكر ومخطط وواعي يهرب من القيود ويصل الي الحرية ، ورجاء كسول وخامل يبقى في الاسر الي الابد. 4-هناك رجاء حقيقي عاقل ، يعلم بما يثق وبما يرجو ، ورجاء كاذب مبني على الطموحات الانانية الزائفة والخيالية . 5-حياة الرجاء هي الحياة بحسب مشيئة الله ، وليس فقط وضع أهداف زائفة ومنتهية لا تشبع الفرد بل تحوله الي أهداف أخرى وأخرى ليشبعها ، بل الايمان بأن نهاية الطريق ستكون مليئة بالخير والبركة والسعادة ، حتى ولو كان ذلك الطريق مجهولا . وذلك الرجاء لا يسرق في سبيل المال ، ولا يغش من أجل النجاح ، ولا يزني باسم الحب ، ولا يخون من اجل المصلحة ، فينطبق عليه تعاليم (مكافلي) الشيطانية : " الغاية تبرر الوسيلة " ، بل يسير في الطريق الذي رسم له بايمان ورجاء ، واثقا أنه رغم كل العقبات والتضحيات ، فان الهدف الحقيقي سوف يتحقق
في عام 2006 قام أحد علماء النفس الدكتور ( Anthony Scioli ) بوضع نظرية تسمي بعناصر الرجاء ، حيث يرى أن الرجاء عبارة عن أربعة عناصر مترابطة ومتكاملة هي : ( الترابط Attachment، السيادة Mastery ، البقاء Survival ، والروحانية Spirituality ) .