الخضيرية مصطلح نجدي - يطلق على من انقطع نسبه عن قبيلته المعروفة لديه، أو جهل أصله تماما لسبب أو لآخر، كامتهانه صنعة لم ترض عنها أعراف قبيلته، أو ارتكابه جناية وتخفيه بسبب ذلك، أو زواجه من غير القبيليين، وغير ذلك مما تعارفت عليه القبائل. واختلف في اصل كلمة «خضيري» فمنهم يعرف هذا المصطلح على أنه من جهل أصله وانقطع نسبه عن القبيلة، بحسب ما أكده معجما «لسان العرب» و«القاموس المحيط» اللذان أوضحا بأن الاختضار هو قطع الشيء من أصله وجزه.
وسبب جهل بعض أسر نجد بأصولها وانقطاع أنسابها، إلى ما ذكره علامة الجزيرة حمد الجاسر، من أن كل أسرة نجدية كانت قبل منتصف القرن الرابع عشر الهجري، هي ذات أصل عربي صحيح، إما بصلة نسب أو بحلف أو ولاء وكلها تبنى عليها صحة النسب منذ أقدم العصور،أما الأسباب التي أفقدت الخضيري نسبه، فقد حصرها العلامة الجاسر في 4 أسباب تتمثل في النسيان والجهل مع التوغل في التحضر والانعزال عن القبيلة، والخوف مما قد يجره الانتساب إلى قبيلة ما من الضرر، كأن يجني أحد أفرادها جناية أو يرتكب جريمة، والفقر الذي يُلجئ المرء إلى أمور اجتماعية كانت مذمومة في ذلك الوقت كممارسة مهنة او حرفه يترفع عنها ذوو النسب بالاضافة إلى أن الاعتقاد السائد لدى القبيله في الماضي وهو ان العمل في حرفه او صنعه هو نوع من التمرد اوالانفراد عن القبيله التي تعتبر العصب الاقتصادي لأفرادها ، وأخيرا الهجرة إلى خارج الجزيرة العربية، واضطرار المرء للاندماج في المجتمع الذي انتقل إليه.ويضيف الجاسر بأن هناك أسرا تعد من »الخضيريين« منهم من يعرف القبيلة التي ينتسب إليها.
إذا فالخضيري هو لقب يطلق على أبناء الحاضرة من الذين لا يرتبطون بقبيلة من القبائل العربية، و يقابله مصطلح القبيلية. ويعارض بعض افراد هذه الفئة هذ المصطلح كونه أصبح يستخدم كنوع من الإزدراء ، ويفضل عنه لقب الغير قبيلي أو الحضري او الأحرار - أي المتحرر من القبيلة - و قد كان بعض أبناء هذه الفئة في فترة ما قبل قيام المملكة العربية السعودية عام 1932 مختصين بالصناعات و الحرف الضرورية لسير الحياة في القرى و المدن، و التي كان أبناء البادية و من تحضّر من أبناء عمومتهم يأنفون من ممارستها لأسباب تاريخية قديمة (و يطلق على هؤلاء أحياناً مسمى "الصنّاع")، و لكن غالبيتهم كان يعمل في التجارة و الزراعة. و الروايات الشعبية حول أصل نشوء ظاهرة القبيلية و الخضيرية، أو حول أصل المصطلح الأخير، متعددة لكنها تفتقد إلى تأصيل علمي. و قد ساهم الكثير من أبناء هذه الأسر في بناء الدولة السعودية بمختلف مراحلها، فكان منها المحاربون و موظفو الدولة و العلماء الشرعيون، كما تولى الكثير منهم مناصب مهمة من وزارات و غيرها تحت حكم الملك عبد العزيز و أبنائه. و الفوارق الاجتماعية بين القبيلية و الخضيرية قليلة في المجتمع السعودي الحديث من حيث الوظائف و المناصب و الحالة المادية و المستوى التعليمي، كما يعتبر التطرق إلى مسألة الانتماء القبلي من الأمور التي لا يتم الخوض فيها بشكل علني، إلا أن هذه المسألة لا تزال حاضرة في المجتمع السعودي فيما يخص الزواج، إذْ يندر التزاوج بين الفئتين (و إن كان مثل هذا الزواج ليس معدوماً). و قد سلّطت الأضواء على هذه المسألة إعلامياً في عامي 2006 و 2007 بسبب قضايا التفريق بذريعة النسب.