الخدعة الرهيبة مؤلف جدلي كتبه الصحفي الفرنسي تييري ميسان يقدم من خلاله أطروحة هرطوقية في موضوع أحداث 11 سبتمبر 2001 التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية.
فهرس |
هذا الكتاب الأكثر بيعا في العالم أياما بعد إصداره,يشكك عبر مجموعة من الدلائل الواضحة في الرواية الرسمية للبيت الأبيض ويطرح عددا كبيرا من التساؤلات حول أنصار وأهداف هذه الإنفجارات التي زعزعت النظام الجغرافي العالمي حسب العديد من المراقبين.
اكتفى تييري ميسان في كتابه بالتأكيد على أن الرواية الرسمية، القائلة بأن طائرة مخطوفة أصابت مبنى البنتاغون، رواية غريبة وهو لايقدم قراءة أخرى لما حصل فعلا، إذ اكتفى بالتشديد على أن تجرؤ السلطات الأمريكية على الكذب في أمر من هذا القبيل، لا يمكن إلا أن يؤكد احنمال كذبها في وجوه أخرى متعلقة بأحداث 11 سبتمبر وبالمقابل، تناول الكاتب موضوع البنتاغون في كتاب آخر حمل عنوان "البنتاكايت" حيث أكد أن الهجمة تمت بواسطة صاروخ ما.
ومن المستحيل حسب الكاتب أن:
ومما زاد الطينة بلة هو لغز "تبخر" الطائرة التي ارتطمت بالمبنى حسب الرواية الرسمية. غير أن هذه الرواية الأخيرة تم تكذيبها من طرف فيديرالية الطيران المدني التي أفادت بأن الطائرة اختفت نهائيا فوق محمية طبيعية على بعد 500 كلم من واشنطن.
وحسب الكاتب دائما، فإنه من الغرابة بما كان أن لا تقدم السلطات شرائط فيديو رغم أن مبنى البنتاغون محاط بكاميرات مراقبة. ولولا الضغط الإعلامي لما أقدم مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد شهرين من حصول الحادث، على تسليم قناة الس إن إن شريطا على درجة من الرداءة لا يوضح سوى خيط ساطع وسريع تلاه انفجار المبنى.
وحسب المسؤولين الأمريكيين فإن الطائرة تفككت كليا، وهو ما مكن (تييري ميسان) من التهكم من ما أسماه تدميرا ذريا يشبه مانراه في أفلام الخيال العلمي. وحتى العلبة السوداء لم يجد لها المراقبون أي أثر. هؤلاء أنفسهم أكدوا بأن خضراء المبنى على العكس لم تتأثر على الإطلاق بعد الإنفجار.
وفقا لتصريحات خبير فضل عدم الإفصاح عن إسمه، لجريدة لوموند الفرنسية بتاريخ 21 مارس 2001، فإن الأمور تبدو كالاتي: «إن الرطم سببته طاقة جد هائلة، مما أدى إلى سحق الجهاز المسبب للإنفجار ووقوع حريق توا. على عكس السيارات، فإن الطائرات تتركب خصوصا من مادة الألمينيوم، التي تنصهر عادة على درجة حرارية مقدارها 600س وهو ماسبب في انصهار الأجزاء المكونة للجهاز موضوع النقاش».
كما يصف الكاتب الإنهيار العمودي للبرج 1 و 2 و 7 بالغريب، خاصة وأن رجال المطافئ أكدوا وقوع سلسلة من الإنفجارات. هذا النوع من الإنهيار لم يسبق له أن وقع تحت تأثير الحريق فقط. وهو مايعزز رأي جماعة من المهندسين المتخصصين والذين لايستبعدون فرضية استعمال مواد مفجرة.
في يونيو 2004,تقدم مؤجر مركز التجارة العالمية بشرح تلفزي مفاده أن المبنى رقم 7 في المركز دمر طوعا مخافة تفاقم الخسائر.
أياما قليلة قبل وقوع الإنفجارات، تم الرهان على مبالغ هائلة لتراجع قيم أسهم شركات الطيران في بورصة وول ستريت.
في حوار له مع جريدةالوطنالسعودية، قارن ميسان أحداث 11 سبتمبر بحريق ريشتاغ النازي. الحريق الذي استغله المستشار هتلر لتعيين أكبشة فداء (الشيوعيين البلغاريين) ولوضع أسس نظام ديكتاتوري تحت ذريعة الدفاع عن الديموقراطية ضد الإرهاب.
وفي ملف موجه لليومية المكسيكية بروسيسو[1]، والوارد في الفقرة رقم 8 من كتاب الخدعة الرهيبة يتهم ميسان عائلة بوش وعائلة بن لادن بامتلاك مشاريع ثنائية وبالتعامل سوية في إطار مجموعة كارليل تهمة وصل صداها إلى الكونغرس الأمريكي بفضل ممثل ولاية جورجيا كينتيا ماكيناي. مباشرة بعد هذه الفضيحة، نشرت عائلة بن لادن العديد من البيانات للتخلص من أسامة وللإعلام برحيله عن مجموعة كارليل.
كمل أن المخرج ميكل مور استوحى من كتاب الخدعة الرهيبة لإنجاز فيلمه الشهير فاهرنهايت 9/11 غير أن الكاتبين إختلفا في تأويل دور السعوديين الذين يتهمهم مور بالضلوع بشكل مباشر في هذه الأحداث.
إن الإتصال بالرحلة 77 إنقطع على مدى ساعه و 45 دقيقة ورغم ذلك، وحسب مناصري أطروحة المؤامرة الداخلية، لم تتخد أية إجراءات لحل المشكل أو لفهم بواعثه. خاصة وأن الإجراءات المعمول بها تفترض حل الإشكال في أجل لايتعدى ثمان دقائق.
وفي 23 يناير 2004، أصدرت جريدة شيكاغو تريبين مقالا يتناول اعترافات زكرياء موساوي بخصوص أحداث 11 سبتمبر. هذا المغربي الأصل يقول بأنه سلم في يوليو 2001 رسالة إلى عملاء السي أي إي بسفارة الولايات المتحدة في أذربيدجان. الرسالة كانت موجهة لجورج بوش، وفيها يصف زكرياء بوضوح الأحداث الوارد حدوثها. كما بعث بالرسالة ذاتها عن طريق الفاكس إلى البيت الأبيض.
إن الأطروحات أو الفرضيات الواردة في هذا الكتاب شكلت موضوعا خصبا للنقاش. كما أن مضمونها العام ربما يبدو، خاصة بالنسبة للذين همتهم الأحداث من قريب أو بعيد، جد غريب وغير مقبول. غير أن عائلات ضحايا أخرى، على العكس ترى في مضمون الكتاب نتيجة منطقية لتحقيق معقول. وهو ما شجعها، أي العائلات، على رفع دعاوى قضائية ضد إدارة بوش.
من جانب آخر، فإن أغلبية المتخصصين الغربيين تكذب تحليل ميسان، حيث تنكر استحالتها وتتحدث عن«نظرية المؤامرة».
بالنسبة لليومية الفرنسية لوموند فإن نجاح ميسان يرجع بالأساس إلى استعماله الجيد للإنترنت التي سمحت له بالوصول إلى قاعدة شعبية كبرى مع التحرر من قواعد أصلية في ميدان الصحافة.
أما الصحفيان جيوم داسكيي و جين كيزنل فقد إعتبرا كتاب ميسان احتيالا ثقافيا. كما أصدرا مؤلفا بعنوان الكذبة الرهيبة:أطروحات وتفاهات حول 11 سبتمبر ينتقدان فيه ميسان ويتهمانه فيه بالرعونة والكذب والإفتقاد لكل أشكال الإحترافية. إذ أنه حسب الصحفيين، يركز خاصة على المنهج:
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. إذ قامت كاتبة المقالات فيانتا فينير بإصدار مؤلف بعنوان الخداع الرهيب، بعض الحقائق عن تييري ميسان وفيه تنتقد بشدة ميسان، مفضلة مهاجمته شخصيا. كما أن القناة التلفزية أرت كرست ليلة بمجملها لنظرية المؤامرة، وخاصة للوشاية بمعاداة تييري للولايات المتحدة الأمريكية، وللدعم الذي يحضى به داخل الأوساط المتطرفة سواء اليمينية منها أو اليسارية.
أما عالم الإجتماع بيير لاكرونج فلقد ركز على أسباب تأثير الكتاب على العدد الهائل من القراء. فالسبب الأول من وجهة نظره ذو طابع تقني. ويتجلى في استعمال منهجية النقد اللادع، التي تمكن الكاتب من إضفاء طابع المتانة على حججه. ولقد ذهب إلى حد مقارنة بلاغة ميسان ببلاغة مناهضي نظرية التطور أو منكري المحرقة النازية. وهدف ميسان حسب لاكرونج لا يتجلى في بناء نظرية على ضوء التجربة، بل الشك في التجربة لحساب المذهب. وأمام هدا النوع من المواقف التي تشكك على الدوام في صلاحية الحجج، تأخد كل أنواع المعارضة طابع العقم.
إن الولايات المتحدة تواجه عددا لا يستهان به من المعارضين في العالم كله، مما يجعل الإدعاء بوجود مؤامرة داخلية وراء الأحداث أمرا مجحفا لها. فضلا على أن مكتب المخابرات الفيدرالية ووزارة الدفاع قد أصدرا بيانات رسمية وكتيبا لإدانة مساعي ميسان.
وبالرغم من كل ما سبق ذكره، ما زالت أطروحة ميسان تستقطب العديد من المناصرين. ففي إسبانيا على سبيل المثال، لم تتوانى جريدة الباييس في الثناء على الكتاب. ليتم بعد ذلك إصدار ترجمته باللغة الإسبانية على أعمدة جريدة إلموندو كما أن وزير البيئة السابق في إنجلترا ميكايل مايخر لم يبخل في تبني الأطروحة، وهو ما قام به أيضا وزير البحث العلمي السابق في ألمانيا أندريلس فان بولو.
غير أن العالم العربي هو الذي فتح الباب بمصراعيه أمام أطروحة ميسان. إذ بادر الشيخ الفقيد زايد بن سلطان بتمويل ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية وإهداء 5000 نسخة منه إلى شخصيات عربية أخرى. ولقد لقي ميسان دعما كبيرا من طرف الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي. وأخيرا في روسيا قامت التلفزة الحكومية بتقديم مجموعة من البرامج تدعم أطروحة تييري ميسان. ويذكر في هذا الصدد الدعم الكبير للجنرال ليونيد إيفاشوف الذي كان يشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الروسية إبان أحداث 11 سبتمبر.
أما في الولايات المتحدة، فلقد رفضت لجنة التقصي الرسمية الإستماع إلى تييري ميسان والإجابة على أسئلته. ومن ضمن مناصري أطروحة ميسان في الولايات المتحدة نذكر الميلياردير جيمي وولتر[2] وأستاذ الفلسفة دافيد راي كريفين ثم أيضا أحد المستشارين السابقين لجورج بوش مورجان راينولدز.
والجدير بالذكر أن الجدال الذي أثاره الكتاب إختلف باختلاف فقراته وانتماءات القراء. ففي أوروبا والولايات المتحدة، طالت الإنتقادات خصوصا الفقرة التي تناولت حادثة البانتاغون. رغم أن الفقرة هذه لا تشغل أكثر من 16 صفحة من صفحات الكتاب. أما في العالم العربي، فإن السؤال الذي شغل بال القراء هو إن كان بن لادن إسلاميا مستقلا أم هو أحد عملاء جهاز المخابرات الأمريكية السي أي إي. في حين أن المتتبعين في روسيا وأمريكا اللاتينية ركزوا على الخطى الحقيقية أو الوهمية للولايات في إرساء دعائم نظام عسكري توسعي.