الرئيسيةبحث

الحمار الذهبي

الحمار الذهبي رواية نوميدية(الجزائر حاليا) لـ " للوكيوس أبوليوس "وفي النطق المحلي لسكان الجزائر افولاي ، تعتبر أول رواية في تاريخ الإنسانية وصلت كاملة - هناك رواية قبلها لكنها وصلت ناقصة - وهي عبارة عن 11 كتاب ( فصل ) يحكي بشكل أساسي قصة إنسان يهتم بالسحر ، ويحب أن يتحول إلى طير ، و لكنه يتحول إلى حمار . و بالإضافة إلى الحدث الرئيسي ، تحتوي الرواية بين طياتها ، قصص تطول و تقصر ، ليست على علاقة وطيدة بالنص الأصلي ، و عددها 17 قصة . بعضها شهدها البطل بنفسه ، و البعض الآخر سمعها .

شخصيات الرواية

ملخص

يتوجه شاب ، يدعى لوكيوس ، من مدينة كورنث ، لأسباب عائلية إلى مدينة هيباتا بمقاطعة تيساليا . فيلتقي في طريقه اليها بمسافرين ، سمع من أحدهما حكاية بشعة ، و لكنها مثيرة عن الأعمال السحرية ، حركت فضوله . و عندما وصل مدينة هيباتا ، نزل ضيفا على غني بخيل يدعى ميلو ، و التقى في المدينة بقريبة لأمه اسمها بيرهينا ، حذرته من الأعمال السحرية ، التي تمارسها بامفيلا ، زوجة مضيفه ميلو ، و عرضت أن يقيم عندها تجنبا لما قد يناله بسببها من متاعب ، و لكنه رفض عرضها حتى لا يجرح شعور مضيفه البخيل ، و زاد هذا التحذير من فضوله و من رغبته في التعرف على هذه القوى السحرية الغامضة . و أخذ يتقرب ، لبلوغ هذا الغرض من فوتيس خادمة بامفيلا . في يوم من الأيام ألح على فوتيس أن تمكنه من رؤية سيدتها و هي تمارس أعمالها السحرية ، فوعدته بتحقيق رغبته في وقت قريب . و وفت بما وعدته فعلا ، فقادته إلى مكان خفي ، استطاعا منه أن يلاحظا معا كيف أخذت بامفيلا مرهما من إحدى العلب و دهنت به جسمها ، فتحولت إلى بومة و طارت مبتعدة عن بيتها . عندها ملك الفضول عليه نفسه ، فرغب أن يعيش هو نفسه تجربة التحول . فألح على الخادمة أن تستجيب لرغبته ، فلم تمانع في ذلك ، و حين أحضرت له المرهم المطلوب ، أخطأت في تناول العلبة المناسبة ، فكانت نتيجة ذلك أن تحول لوكيوس بعد دهن جسده به إلى حمار . و راح يشاهد نفسه كيف أخذت تبرز في جسمه كل أعضاء الحمار و كيف أخذ يتصف بجميع صفاته الظاهرة باستثناء عقله ، الذي ظل عقل إنسان . فاسقط في يده و كذلك حبيبته الخادمة ، غير أنها وعدته بأنها ستحضر له في الصباح التالي باقة من الورد ليأكل منها ، و يستعيد بذلك شكله الإنساني . ثم قادته إلى الإسطبل ، ليقضي فيه ليلته مع حصانه و حمار مضيفه ميلو . لكن لسوء حظه ، هاجم اللصوص البيت في الليلة نفسها ، فحملوا المسروقات عليه و على زميليه، و قادوه تحت الضربات الكثيرة الموجعة إلى مغارتهم في أحد الجبال ، و كانت تقوم على خدمتهم امرأة عجوز . و في المغارة عاش حدثا آخر مروعا ، و هو أن اللصوص أحضروا معهم فتاة رائعة الجمال ، كانوا قد اختطفوها يوم عرسها لابتزاز أموال أبيها ، فراحت تبكي بكاء مرا تواصل طويلا و لم تسكت إلا عندما هددتها العجوز ، فراحت حينئذ تروي لها حكاية لتسليتها ، هي حكاية آمور و بسيشة ، أو الحب و النفس . و عندما عزم على الفرار ، امتطته ففر بها ، لكن اللصوص لحقوا بهما ، و أعادوهما ، و كان من الممكن أن يعاقبوهما عقابا شديدا ، لو لم يحضر شاب إلى مغارة اللصوص ، ادعى أن له تجارب كثيرة في ميدان اللصوصية ، و اقترح أن يكون رئيسهم ، فوافقوا على ذلك ، و لم يكن هذا الشاب في واقع الأمر إلا خطيب الفتاة المختطفة ، فأسكر اللصوص ، ثم قيدهم و فر بخطيبته بعد أن أركبها فوق ظهر الحمار ( لوكيوس ) . حاولت الفتاة بعد نجاتها أن ترد للحمار جميله ، فطلبت من والديها العناية به ، فأمرا بتسليمه إلى رئيس الإسطبل لإرساله إلى المرعى مع الخيول . لكن ما إن وصل الحمار إلى المرعى ، حتى وجد معاناة جديدة في انتظاره . فقد استخدم في إدارة الرحى ، و فرض عليه حمل الحطب من الجبل إلى السهل ، و لقي معاملة قاسية من الغلام الذي يسوقه . كان عليه ذات يوم أن يحمل الحطب من جديد ، و إذا بدب يظهر أمامه و يعترض طريقه ، فخاف منه و هرب ، لكن الخدم لحقوا به و أعادوه إلى رئيسهم . و تبدأ مرحلة جديدة من حياة لوكيوس بعد موت الفتاة . فقد سرقه رئيس الإسطبل و فر به . و بعد مغامرات أخرى وقع في يد مجموعة من رهبان الإلهة السورية ايزيس ، فكان عليه أن يحمل تمثالهم أثناء تنقلهم . و كانت له معهم تجارب مريرة أيضا ، و ناله منهم العذاب أكثر من مرة ، و لم يسلم من سطوتهم إلا بعد أن اتهم الرهبان بسرقة قدح ذهبي و سجنوا . و أصبح له سيد آخر ، فقد اشتراه طحان استخدمه في إدارة حجر الرحى ، و كانت زوجته تكره الحمار . و انتقلت ملكيته بعد موت الطحان إلى بستاني ، فعانى عنده الجوع و البرد ، و منه انتقلت ملكيته إلى جندي ، ثم إلى أخوين يعملان حلاويين و طاهيين عن أحد الأغنياء ، فبدأت مرحلة رائعة بالنسبة إليه ، إذ صار يأكل بشكل كافي من بقايا الأطعمة التي كان الأخوين يحضرانها من بيت سيدهم . غير أن تناوله لهذه الأطعمة سرعان ما تحول إلى نزاع بين الأخوين : إذ اتهم أحدهما الآخر بأكلها دون علمه ، ثم اكتشفا السر ، و حدثا سيدهما عن ذلك ، فأبدى السيد اهتماما كبيرا بذوق الحمار و اشتراه منهما ، و قدمه لعتيق له للعناية به . و علمه هذا ألعابا مختلفة نالت إعجاب الخاص و العام ، و أخذ يؤجره لمن يرغب في خدماته المتنوعة . من ذلك أن صاحبه قرر تقديمه في عمل مخز على المسرح ، لكنه أنقذ نفسه من تلك المهزلة بالفرار منه . و أخذ التعب منه فنام حيثما اتفق له ، و حين استيقظ في منتصف الليل وجد نفسه على الشاطئ ، فأغطس رأسه في البحر سبع مرات و تضرع إلى ملكة السماء أن تحرره من هيأة الحيوان . و عندما عاوده النوم ظهرت له الإلهة ايزيس في حلمه ، و أخبرته أنها استجابت لدعائه . و ما إن وصل الموكب العظيم لتمجيد إلهة كورنث حتى لمح لوكيوس الكاهن و هو يحمل إكليلا من الورد ، فأسرع إليه و أكل منه ، فاستعاد في الحين هيأته البشرية . فتحدث الكاهن عن قدرة الإلهة على إحداث هذه المعجزة التي اندهش لها الناس ، و أمر لوكيوس بتكريس حياته لعبادتها . فانضم إلى الموكب المتوجه إلى البحر لتدشين سفينة ، ثم عاد معه إلى معبد الإلهة . و ظل بعدئذ وفيا لعبادتها إلى أن تم له في النهاية الاطلاع على أسرارها ، فكان يتردد في روما على زيارة معبدها ، و بعد سنة من ذلك اطلع أيضا على أسرار أوزيريس و نال الدرجة الثالثة من القدسية بعد فترة أخرى من الزمن و صار كاهنا في نظام الرهبنة .