هو الأمير الحكم الثاني بن أمير المؤمنين الناصر لدين الله عبد الرحمن الثالث ، و هو ولي العهد و له الأحقية بولاية العرش ، تولى الخلافة و له من العمر ثمانية و أربعين عاماً ، و كانت ولادته في قرطبة غرة رجب سنة 302 هـ و أمه أم ولد تدعى مرجان كان قد أشرف على بناء مدينة الزهراء أيام ولايته العهد أثناء حكم أبيه. كانت ولاية الحكم المستنصر غاية في السؤدد و النفوذ و القوة و الأمان السائد في داخل الخلافة ، واستطاع أن يثبت هيبة الخلافة من أقصى الشمال حيث الممالك الأسبانية إلى أقصى الجنوب حيث العدوة المغربية ، اعتنى بالثقافة و اقتناء الكتب الثمينة من الأقطار العربية و قد أنشأ المكتبة الأموية و تضم في داخلها 400 ألف كتاب . توفي الحكم المستنصر بن الناصر في اليوم الثاني من صفر سنة 366 هـ ، ( 30 سبتمبر 976 هـ ) و قد استمر ملكه خمسة عشر سنة لكنه رحمه الله قد ختم خاتمة سيئة إذ سلم الخلافة إلى ولده هشام الثاني المؤيد بالله الصغير وعمره أحد عشر عاما و الذي لم يبلغ الحلم بعد متجاوزا ثلاثة من إخوته هو الأكفاء وهم المغيرة والأصبغ وعبد العزيز وكان قد وضع مجلس وصاية على ابنه مكون من الحاجب جعفر المصحفي وقائد الجيش غالب بن عبدالرحمن و محمد بن أبي عامر وذلك بتأثير من جاريته صبح البشكنسية وكان بذلك قد حفر قبر الخلافة بيده رغم ماكان يتمع به من ذكاء وحزم وقوة.
المرجع كتاب مملكة بني أمية بالأندلس من البداية إلى النهاية تأليف فهد سليمان الملا